فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


الأصحاب خمسة

( الأصحاب خمسة )

لــ شيخ الأدباء : علي الطنطاوي - رحمه الله -

...................

الأصحاب خمسة :

1- صاحب كالهواء لا يُستغنى عنه ..

2- وصاحب كالغذاء لا عيش إلاّ به ، ولكن ربما ساء طعمه ، أو صعب هضمه ..

3- وصاحب كالدواء مرٌّ كريه ، ولكن لابدَّ منه أحياناً ..

4- وصاحب كالصهباء - من أسماء الخمر - تلذّ شاربها ، ولكنها تودي بصحته وشرفه ..

5- وصاحب كالبلاء .. !

أما الذي هو كالهواء .. فهو الذي يفيدك في دينك ، وينفعك في دنياك ، وتلذّك عِشرته ، وتمتّعك صحبته ..

وأما الذي هو كالغذاء .. فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين ، لكنه يُزعجك أحياناً بغلظته وثقل دمه وجفاء طبعه ..

وأما الذي هو كالدواء .. فهو الذي تضطّرك الحاجة إليه ، وينالك النفع منه ، ولا يرضيك دينه ولا تسلِّيك عِشرته ..

وأما الذي هو كالصهباء .. فهو الذي يبلِّغك لذّتك ويُنيلُـك رغبتك ولكن يُفسد خُلقك ، ويَهلك آخرتك ..

وأما الذي هو كالبلاء .. فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولا دين ، ولا يمتّعك بعِشرة ولا حديث ،

ولكن لا بدَّ لك مِن صُحبته ..!! وعليك أن تجعل الدين مقياساً ، ورضا الله ميزاناً ..

فمن كان يفيدك في دينك فاستمسك به ، إلاّ أن يكون مـمّن لا تقدر على عِشرته ..

ومن كان يضرُّك فاطرحه واهجره ، إلاّ أن تكون مضطَّراً إلى صُحبته ، فتكون هذه الصحبة ضرورة ،

والضرورات تبيح المحظورات ، بشرط أن لا تُجاوز في هذه الصحبة حدَّ الضرورة ..

وأما الذي لا يضرُّك في دينك ، ولا ينفعك في دنياك ، ولكنه ظريف ممتع ، اقتصرتَ منه على الاستمتاع بظُرفه ،

على ألاّ تمنعُك هذه الصحبة من الواجب ، ولا تمشي بك إلى عَبث أو إثم !

وما كان وراء ذلك فهو الذي قيل في مثله :

إذا كنتَ لا عِلمٌ لديكَ تُفيدنا ...

ولا أنتَ ذو دِينٍ فنرجوكَ للدِّين

ولا أنتَ مِـمَّن يُرتجى لِمَلَمَّةٍ

عَمِلنا مِثالاً مِثل شَخصكَ مِن طِين !!


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة