فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


بكَيتُ عِلى سِربِ القَطا

بكَيتُ عِلى سِربِ القَطا

مجنون ليلى

......

بكَيتُ عِلى سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي : فَقُلتُ وَمِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ : لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطيرُ
فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَةٍ : أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعيرُ
وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها : فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسيرُ
وَإِلّا فَمَن هَذا يُؤَدّي رِسالَةً : فَأَشكُرَهُ إِنَّ المُحِبَّ شَكورُ
إِلى اللَهِ أَشكو صَبوَتي بَعدَ كُربَتي : وَنيرانُ شَوقي ما بِهِنَّ فُتورُ
فَإِنّي لَقاسي القَلبِ إِن كُنتَ صابِرا : غَداةَ غَدٍ فيمَن يَسيرُ تَسيرُ
فَإِن لَم أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَة : يُعاوِدُني بَعدَ الزَفيرِ زَفيرُ
إِذا جَلَسوا في مَجلِسٍ نَدَروا دَمي: فَكَيفَ تُراها عِندَ ذاكَ تُجيرُ
وَدونَ دَمي هَزُّ الرِماحِ كَأَنَّها : تَوَقَّدُ جَمرٍ ثاقِبٍ وَسَعيرُ
وَزُرقُ مَقيلِ المَوتِ تَحتَ ظُباتِها : وَنَبلٌ وَسُمرٌ ما لَهُنَّ مُجيرُ
إِذا غُمِزَت أَصلابُهُنَّ تَرَنَّمَت : مُعَطَّفَةٌ لَيسَت بِهِنَّ كُسورُ
قَطَعنَ الحَصى وَالرَملَ حَتّى تَفَلَّقَت : قَلائِدُ في أَعناقِها وَضُفورُ
وَقالَت أَخافُ المَوتَ إِن يَشحَطِ النَوى: فَيا كَبِداً مِن خَوفِ ذاكَ تَغورُ
سَلوا أُمَّ عَمروٍ هَل يُنَوَّلُ عاشِقٌ : أَخو سَقَمٍ أَم هَل يُفَكُّ أَسيرُ
أَلا قُل لِلَيلى هَل تُراها مُجيرَتي : فَإِنّي لَها فيما لَدَيَّ مُجيرُ
أَظَلُّ بِحُزنٍ إِن تَغَنَّت حَمامَة : مِنَ الوُرقِ مِطرابُ العَشِيِّ بَكورُ
بَكَت حينَ دَرَّ الشَوقُ لي وَتَرَنَّمَت: فَلا صَحَلٌ تُربي بِهِ وَصَفيرُ
لَها رُفقَةٌ يُسعِدنَها فَكَأَنَّما: تَعاطَينَ كَأساً بَينَهُنَّ تَدورُ
بِجِزعٍ مِنَ الوادي فَضاءٍ مَسيلُه: وَأَعلاهُ أَثلٌ ناعِمٌ وَسَديرُ
بِهِ بَقَرٌ لا يَبرَحُ الدَهرَ ساكِنا: وَآخَرُ وَحشِيُّ السِخالِ يَثورُ



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة