تيمولاي هوية وتاريخ
×××××
تيمولاي واحة تضم قريتان متجاورتان تحملان نفس الاسم تيمولاي يزداربمعنى تيمولاي السفلى و تيمولاي اوفلا بمعنى تيمولاي العليا، وتوجد القريتان بالسفح الجنوبي للأطلس الصغير بين منخفضي بويزكارن وافران على الضفة الغربية لوادي افران، وسميت بهذه التسمية نظرا لموقعها الطوبوغرافي على هذا السفح الظليل وبذلك يكون أصل تسميتها امازيغيا مركب من كلمتي: "تي"التي تعني ذات و "يمولا" جمع "امالو" التي تعني الظلال وتفيد تسمية القرية معنى "ذات الظلال"، وهي الرواية المرجحة لارتباطها بجيمورفولوجية المنطقة ولانتشار هذه التسمية بمناطق أخرى من المغرب تقع في مناطق مشابهة لموضع واحة تيمولاي وهناك روايات شفوية أخرى تربط أصل تسميتها بأحد الأعيان المسمى ب مولاي ونسبت إليه القرية فسميت باسمه "تي مولاي".
تقع قرية تيمولاي على الطريق المعبدة الرابطة بين بويزكارن وطاطا على بعد 14 كلمتر شرقا، ومنذ سنة
وللقرية تاريخ عريق يعود إلى عهود سحيقة، وخاصة نواتها الأولى بتيمولاي العليا والمعروفة بتاكاديرت بمعنى المحصنة أو القلعة وقد سكنها اليهود والامازيغ ثم توافد عليها السكان من أصول مختلفة ، نظرا لمركزها بين أربع قبائل: ادبراهيم وافران وايت رخا ولخصاص ولموضعها بين السهل والجبل وعلى ضفة وادي افران ذو التاريخ العريق .
لكن العناصر السكانية السائدة بالقرية تربط أصولها بالقبائل القاطنة للجبال المجاورة وخاصة "من مجاط من فخد ايت يزوليتن فسكنوا في تيمولاي العليا حتى بلغوا هناك أكثر من 1300 كانون" (1) ومن لخصاص في عهد أسرة يمغارن المعروفة ب ونزار وقد عرفت القرية ازدهارا في عهد هذه الأسرة وخاصة في عهد الشيخ عمر بن مسعود الونزاري وأبنائه الذي قام ببناء حصن فوق ربوة تعرف إلى الآن بمنزل يمغارن كما اهتم بالعمران وحفر عين ماء قرب اد هيط تعرف بتاماينوت بمعنى الجديدة وغرس فيها الأشجار وأصلح الحقول .
ودخل سكان تيمولاي في حروب مع ايت جرار وانزيفت المجاورة لهم " فقامت حرب زبون بينهم سبع سنين، يعين التيمولائيين المجاطيون والأخصاص ويعين الجراريون الإبراهيميون"(2)وسبب هذه الحرب هو أن احد أبناء ايت جرار والمعروف ب (واهريم ) كان يرعى الغنم لسكان تيمولاي العليا وفي أحد الأيام بينما يرعى غنمه جنوب القرية اسند رأسه إلى الأرض ليسترح فسمع خرير مياه تحت الأرض فهرع إلى قرية تيمولاي فأخبر سكانها بذلك ، فقاموا بحفر المكان و استخرجوا منها عينا جارية وكان المكان قريبا من موطن ايت جرار مما أدى إلى الصراع على من له الحق في استغلال هذا العين ، إلى أن تدخل سيدي حسين الشرحبيلي فأصلح ذات البين بينهم ، فأعطى لأهل تيمولاي حق استغلال ماء العين لمدة ستة أيام ويوم الجمعة لايت جرار فرضي الجميع بالحكم ، ومنذ تلك الفترة"ابتدأت السكنى في تيمولاي السفلى بتوظيف من التيمولائيين الأعليين فاستمرت السكنى تزيد بازدياد الحقول والعمارة في السقي "(3) وأحيطت قرية تيمولاي السفلى بسور"قال (المقدم ) إن أهلنا ما بنوه إلا بعد طلوع الكلولي وذلك عام 1317 هـ /
يكَولا المدني س لحرام ولا ليمين
اتيمولاي اد اور تين يفال ي يان
يدومت انزار يمندي يسرحتين وكان
وقال شاعر من تمنارت للقائد المدني يحثه على عدم التنازل عن هذا الثغر:
من الشركَ ار ازاغار المدني يسمعاك
يغ اك يفغ اسضار اذ نتمولاي اك ومنغ
وتقول شاعرة من تيمولاي معتزة بجمال واستقلال قريتها :
تيمولاي د يمي ن الجنة كاغ يلا وتاي
ونا ور يرين ايتيكيس نغ اك يموت
وكان سكان تيمولاي افلا من المناصرين للقائد المدني على عكس سكان تيمولاي يزدار الموالين لايت رخا ومجاط وكان كل من علي بن اعراب واحمد بن بلا من الذين ساعدوا القائد المدني على الاستيلاء على هذه القرية بينما وقف أمغار بن حمو في وجه أي زحف لقوات القائد المدني على القرية مما أدى بالمدني إلى إجلاء " ابن حمو هذا مع شيعته حتى رجعوا بمصالحة (مع القائد) ثم ائتمر به وبأخ له ولد الأعرابي وأبناء علي فقتلوهما غيلة وغدرا فصفت القرية لمدني"(6) الذي استولى على أراضي معارضيه والتي سيعطي جزءا منها للقائد الناجم الجلولي الاخصاصي الذي نزل عنده بعد أن ترك الحوز والتحق بصفوف المقاومين للقوات الفرنسية بالجنوب المغربي ، و قد وصف القائد الناجم كرم وسخاء المدني معه بقوله:"فلما نزلت (بتيمولاي العليا) أطلق لي القائد من أملاكه الواسعة 23 بستانا و175 طاسة ماء"(7) وهذه الأملاك كانت ل" أل سي مبارك من أهل حمو بن مسعود وهم ستة قتلوا في دارهم ليلة بإذن القائد المدني"(8) ، ولم يكتفي القائد بمعارضيه بل" رجع حتى على من مدوا له اليد حتى استولى على ما بيدهم يبتز منهم حتى غادرهم مدقعين"(9).
لقد شغلت قرية تيمولاي بال القائد المدني حيث كانت من بين المناطق التي تولى عليها القائد المدني بموجب رسالة النائب ألمخزني سعيد الكَلولي منذ سنة 1317 هـ ، ولم يتراجع عنها الا بعد ان ضمها إلى أيالته ، نظرا لموقعها الاستراتيجي إذ تعتبر من أهم المركز التي يستريح فيها المسافرون والتجار بين الصويرة وأسواق الشركَ (القبلة) وكانت سمعة سوقها الأسبوعي تصل الآفاق وكذا موسمها السنوي .
إحالات:
1 ــ محمد المختار ألسوسي ، من أفواه الرجال ، الجزء الثالث، تطوان 1963 ص: 122 ، 123 ، 124 ،127 .
2 ــ المرجع السابق
3 ــ المرجع السابق
4 ــ المرجع السابق
5 ــ المرجع السابق
6ـــ المرجع السابق
7 ــ محمد المختار ألسوسي ، المعسول ج 20 ص: 152
8 ــ المرجع السابق
9 ــ من أفواه الرجال مرجع سابق
بقلم : محمد ارجدال