على دوحة الأطفال . للدكتور عبد الحمن العشماوي
على دوحةِ الأطفال
( مهداة إلى أطفال الحولة )
................
على دوحة ِ الأطفال ِ شعري يُغرّدُ : يبادِلُها الحبَّ النَّقيَّ و يُنْشِدُ
يعشّش في أغصانها، وهو آمنٌ : وبالطُّهْرِ فيها والبراءةِ يَسْعَدُ
يبادلُها أَرْقَى المشاعرِ، ينتمي : إليها ، ويرقى في ذُرَاها ويَصْعَدُ
على دوحةِ الأطفالِ طرَّزْتُ أحرفي : وأَجرَيْتُ نَهْرَ الحبّ ، والخِصْبُ يَشْهَدُ
هنا دوحةُ الأَطفالِ، ما أطيبَ الجَنَى : وماأجملَ الشَّدْوَ الذي يتردَّدُ
هنا يتغنَّى بالبراءّةِ شاعرٌ : و يدعو إلى نَبْذِ الخلافاتِ مُرْشِدُ
أيا دَوْحةَ الأَطفالِ ، ظِلُّكِ وارفٌ : فما بالُ تجَّار الحروبِ توعَّدوا ؟!
وما بالهم هزّوا مناكبَ ظُلْمِهم : فجاروا على تلك الطيور وشرَّدوا ؟!
وما بالهم، أَلْقَوا قذائفَ نارهم : عليها ، وفي أغصانها النّارَ أَوْقَدوا ؟!
وما بالهم باعوا نفوساً بريئةً : ومن ثَمَنِ البيعِ الرخيصِ تزوَّدوا ؟!
إلهي، على بابِ الطفولةِ دَوْحَةُ : يؤرّقها جَوْرُ العِدَا ويُهَدّدُ
تنادى إليها الظالمونَ فدنَّسوا : ثراها وعاثوا بالغصونِ وأفسدوا
فكم طفلةٍ في الليل طار صوابُها : فلا فَجْرُها يدنو، ولا الليلُ يَبْعُدُ
رموها بآلاف القذائفِ فَارْتَمَى : على دارها ليلٌ من الرُّعْبِ اَسْوَدُ
ولما بدا خّيْطُ الضياءِ ، بَدَا لها : مع اليُتْمِ والتَّشْريدِ والظُّلْمِ مَوْعِدُ
طفولتُها يا ربّ صارت بضاعةً : عليها مَزاداتُ الطواغيتِ تُعْقَدُ
على دوحةِ الأطفالِ يا ربّ سَطْوَةٌ : ولِصٌّ لئيمٌ حولَها يتصيَّدُ
إلهي، فآمِنْ خوفها ، واحمِ طُهْرَها : وجنّبْ ثراها مَنْ يجور ويحْقِدُ
.................
د . عبد الرحمن العشماوي
- 28/10/1430
- الرياض- الواحة