(ما لم تستطع عليه صبرا) و(ما لم تسطع عليه صبرا)
الفرق بين معنى الآيتين في سورة الكهف
(ما لم تستطع عليه صبرا) و(ما لم تسطع عليه صبرا)
..............
فقد ذكر أهل التفسير أن الخضر -عليه السلام - لما كان في بداية الأمر
قد وعد موسى -عليه السلام - أن يفسر له تلك الأمور التي رآها فلم يستطع الصب عليها ر والسكوت عنها بعد ما أمره بأن لا يسأله عن شيء حتى يكون الخضر هو المخبر والمفسر لما يرى موسى،
جاءت الصيغة بتستطع في قوله تعالى:
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (الكهف:78)،
فكان الإشكال وانتظار حله ثقيلا فناسب التعبير عنه بتستطع،
ولما فسر له ما أشكل عليه ووضحه كان التعبير بتسطع أخف ليقابل الأخف بالأخف والأثقل بالأثقل،
كما يقول علماء اللغة: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.
وقال ابن كثير في تفسيره:
..........
ولما فسره له وبينه ووضحه وأزال المشكل قال: تسطع، وقبل ذلك كان الإشكال قويا ثقيلاً، فقال: سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقابل الأثقل بالأثقل والأخف بالأخف، كما في قوله تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ) وهو الصعود إلى أعلاه، (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) وهو أشق من ذلك، فقابل كلاً من المعنيين بما يناسبه لفظا.
انتهى كلامه
فلاحظ أن الظهور على السد أي الصعود عليه أخف وأسهل من نقبه أي إحداث ثقب فيه , لذا جاء مع الأول ( اسطاعوا ) ومع الثاني ( استطاعوا )
زيادة المبنى تدل على زياة المعنى
والله تعالى أعلى وأعلم