الطباق والمقابلة
الطباق و المقابلة
.........
الطباق
.................
1- قال - تعالى - : " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان"
2- وقال : " وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود"
3- و قال عليه السلام : " اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت"
الطباق: هو الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى،
كقوله تعالى: " هو الأول والآخر والظاهر والباطن"
اشتملت كلمات الآية على الشيء وضده في المعنى،
فـ(الأول) ضد (الآخر) و(الظاهر) ضد (الباطن) وقد وقع بين اسمين.
وقد يقع الطباق بين فعلين:
مثل قوله - تعالى -: " وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا "
أو بين حرفين :
كقوله - تعالى -: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"
فالطباق واضح بين بين " لهن وعليهن"
وقد يقع الطباق بين مختلفين، أي بين لفظين من نوعين(الاسم والفعل)
قال تعالى : " أومن كان ميتاً فأحييناه"
وقول المعري:
فيا موت زر إنَّ الحياة ذميمـة : ويا نفس جدّي إن دهرك هازل
فيكون تقابل المعنيين وتخالفهما مما يزيد الكلام حسناً وطرافة
والطباق على ضربين هما :
الأول: طباق الإيجاب:
وهو ما كان تقابل المعنيين بالتضاد، وهو طباق مباشر لا تستخدم فيه أدوات ووسائط لغوية.
نحو قوله - تعالى -: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء"
ومنه قول الشاعر :
حلو الشمائل وهو مر باسل : يحمي الذمار صبيحة الإرهاق
الثاني: طباق السلب:
وهو أن يجمع بين فعلين من مصدر واحد أحدهما مثبت والآخر منفي
مثل قوله - تعالى -: " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله"
أو أحدهما أمر والآخر نهي
كقوله تعالى : " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء"
..... ...............
المقابلة
.................
قال - تعالى - : " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبيث"
وقال " يرجون رحمته ويخافون عذابه"
وقال عليه السلام: " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة "
المقابلة : هي أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب
قال - تعالى - : " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً"
وقال : " أذلَّة على المؤمنين أعزَّة على الكافرين"
ألا تجد طباقاً بين سيئاتهم وحسنات وهي في هذه الآية بين معنى واحد وما يقابله، وهذا ما قلناه في الطباق،
أما في الآية الثانية فإن التضاد جاء بين معنيين هما:
(أذلة على المؤمنين) وبين (أعزة على الكافرين) وقد جاءت هذه المقابلة على الترتيب فــ(أذلة) يقابلها(أعزة) و(المؤمنين) يقابلها(الكافرين)
وقد تأتي المقابلة بين أكثر من معنيين
كما في قول أبي دلامة:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا : وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
لقد جاءت المقابلة في ثلاثة معان هي : الحسْن والدين والغنى وهو المُعبَّر عنه بالدنيا وقد قوبلت بثلاثة وهي : القبح والكفر والإفلاس
ومقابلة الأربعة بالأربعة :
كقوله تعالى : " فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى"
فالآيات الأولى: " فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى" طرف من المقابلة اجتمع فيها(الإعطاء والتقى والتصديق بالحسنى )
والحسنى كلمة التوحيد والتيسير لليسرى " وهي الجنة "
والطرف الآخر من المقابلة هي الآيات التي تليها : " وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى"
ففيها أربعة أخرى تقابل الأربعة الأولى على الترتيب : البخل المقابل للإعطاء و الاستغناء المقابل للتقوى، فإن المراد باستغنى أنه زهد في ما عند الله، والتكذيب مقابل التصديق والعسرى " وهي النار " مقابل اليسرى " وهي الجنة"
يتبين لنا أن الفرق بين الطباق والمقابلة :
* أن الطباق يكون بين معنى واحد وما يقابله،
أما المقابلة فتكون بين معنيين أو أكثر وما يقابلها على الترتيب.
...........
جواهر البلاغة
السيد أحمد الهاشمي