130 ألف تلميذ و تلميذة إلى مراكز الامتحان
يتوجّه اليوم حوالي 130 ألف تلميذ و تلميذة إلى مراكز الامتحان في مختلف معاهد الجمهورية لاجتياز اختبارات شهادة البكالوريا في دورتها الرئيسية. وما من شك أن صورة تونس التي نريد.. تونس المستقبل والتنوير والعلم والمعرفة ستكون قائمة ومتجسمة بامتياز على امتداد الأيام الستة التي ستتواصل خلالها اختبارات هذه الشهادة العلمية ذات «النكهة» الخاصة اجتماعيا وأسريا..
والواقع،،، أن شهادة البكالوريا ـ وعلى الرغم من أنها لم تعد تمثل ـ كما كان الأمر منذ عقود ـ ذلك الضامن لدخول سوق الشغل وتحصيل الوظيف فإنها لاتزال «تحتل» مكانة اعتبارية في «المخيال» الجماعي للتونسيين.. ربما لأنها تحولت ـ تاريخيا ـ في نظرهم من مجرد امتحان دراسي الى موعد سنوي للاحتفال جماعيا بخيار المراهنة على التعليم والارتقاء في درجات التحصيل العلمي..
فالزغاريد ـ مثلا ـ لا تجدها تعلو وتنبعث ـ مناسباتيا ـ إلا من صنفين من البيوت في تونس المدن والأرياف.. بيت يحتفل أهله بازدياد مولود أو بيت يحتفل أهله بنجاح ابن أو بنت في شهادة البكالوريا تحديدا.. فحتى النجاح في غيرها من الشهادات الأعلى علميا لا يمثل ـ وهذه مفارقة ـ باعثا على الزغاريد واعلان الفرح لدى الأسر التونسية!!
نتحدث بهذه «اللغة» العاطفية عن شهادة البكالوريا لأن دورة هذا العام (2012) التي تنطلق بداية من اليوم هي الثانية بعد الثورة.. وهي مثلها مثل دورة 2011 السابقة لا تزال تبدو «استثنائية» من حيث «الأجواء» الاجتماعية والأمنية التي تنتظم فيها..
صحيح أن هناك حالة استنفار من قبل عديد الأجهزة التابعة لوزارات مختلفة (التربية والداخلية والدفاع) من أجل ضمان أفضل الظروف وأدق الضمانات لاجراء امتحان البكالوريا.. وصحيح أيضا أن شعورا بالاطمئنان يبدو ـ عموما ـ قائما لدى مختلف الأطراف المعنية اداريا ولدى العائلات والأسر التونسية.. ولكن هذا لا يمنع من القول إن عموم التونسيين ودوا لو أن «الأجواء» الأمنية والاجتماعية كانت أحسن وأبعث على الاطمئنان خاصة بعد مضي أكثر من ستة أشهر على تسلم حكومة «الترويكا» لمهامها رسميا..
نقول هذا لا لنحمّل المسؤولية للحكومة وحدها، بل لندعو بالمناسبة مختلف الأطراف الوطنية السياسية والاجتماعية الى تحمل مسؤولياتها من أجل تطبيع الاوضاع اجتماعيا وسياسيا وأمنيا للخروج بالمشهد الوطني من دائرة التجاذبات السياسية خدمة للأجيال ولتونس التي نريد.. تونس المدنية والتنوير والحداثة.
تقييم:
0
0