القصرين : في تظاهرة «حزبنا تالة» - شباب الجهة يطالب بحقه في التنمية
نظم مؤخرا شباب الجهة تظاهرة احتجاجية سلمية تحت شعار «حزبنا تالة». «الشروق» تابعتها وحضرت فعالياتها وهي التظاهرة التي دعت فيها بعض فعاليات المجتمع المدني الى الاضراب العام احتجاجا على تدهور الوضع الاجتماعي وتفاقم البطالة وتقلص موارد العيش.
لا يمكن لأحد ان يجادل في الدور الطلائعي الذي قامت به مدينة تالة في تفجير الثورة التونسية. واهالي تالة لا يمكن أبدا أن ينسوا ايام وليالي الرعب والحزن التي مروا بها طيلة اثنا عشرة يوما وليلة من يوم 3 جانفي 2011 الى يوم 12 جانفي تاريخ سقوط اخر شهيد في المدينة وهو وجدي السائحي. هم اذ لا ينسون ايام المحنة والثمن الباهظ الذي قدموه من أجل تونس يستشعرون حالة من الغضب والاحتقان نتيجة تواصل معاناتهم بعد الثورة واستمرار حالة التهميش والفقر وتضاعف نسب البطالة في الجهة بما يعمق لديهم الاحساس بالظلم واليأس الى درجة العبثية.
ولمعرفة خلفية هذه الحركة الاحتجاجية واهدافها رصدنا جملة من المواقف والآراء تعكس في مجملها اتجاهات التفكير لدى الشباب وترسم معالم الوعي السياسي والاجتماعي لدى شباب الثورة في هذه المدينة التي اطلق عليها اسم «مدينة العصيان الابدي» لاقتران اسمها تاريخيا بالتمرد ومقاومة كل اشكال الاستبداد والظلم.
وعن سؤالنا لماذا شعار «حزبنا تالة»؟ اكد لنا الشاب حمزة سائحي خريج المعهد الاعلى للرياضة وعاطل عن العمل ان الحركة الاحتجاجية التي يقفها شباب تالة هي حركة سلمية حضارية من اجل التنمية والتشغيل لا تنضوي تحت لواء أي حزب أو دتنظيم سياسي. وأضاف انها حركة من أجل تالة من أجل التأسيس للمستقبل.
ويضيف قائلا «ان ما اعجبني في هذه التظاهرة ان الجميع انتصرت لديهم مشاعر التعاون وتغليب المصلحة العامة خارج كل التجاذبات السياسية». ما لاحظناه خلال الحركة الاحتجاجية ومن خلال الشعارات المرفوعة هو رفع مطلب تحويل تالة الى ولاية كمطلب مركزي وأساسي. وهو الشعار الذي رفعه شباب الثورة في الايام الاولى التي تلت يوم 14/1/2011. عن هذا المطلب يقول السيد فريد حرشاني احد نشطاء الثورة في تالة ان جهة تالة هي مظلمة بورقيبية لأنها عارضته وهي ضحية بن علي الذي نهبها وهمشها وردمها في غياهب الفقر والبؤس.. وعليه فإن أهم مطالبها الاساسية الاولى هي احداث ولاية تالة التي اعلن عنها بورقيبة كذبا وخداعا سنة 1955 وفي السبعينات من القرن الماضي ويوضح فريد الحرشاني ان كل ما يطلبه شباب المدينة هو تفعيل وعود بورقيبة لا غير. ويضيف أنهم لن يتخاذلوا في الدفاع عن مطلبهم بكل تحضر وان لزم الامر فهم على استعداد للخروج الى الشارع من جديد.
يوضح السيد فريد الحرشاني في تحليله لاشكالية التنمية في تالة ان المدينة ظلت منذ الاستقلال الى اليوم اسيرة التهميش والفقر رغم ما تزخر به من ثروات اهمها الرخام الذي تحول الى نقمة عندما نهب بطريقة عشوائية وحملت لتستغل في المناطق الساحلية ولم يجن منها ابناء تالة سوى الاضرار الصحية والبيئية. أما المنافع الحقيقية فتذهب الى خارج تالة في جيوب اقلية مصت دماء الاهالي لتنتفخ جيوبهم.
السيد مكرم السائحي ـ أستاذ تعليم ثانوي ـ يقول في سياق سؤالنا عن الرؤى التنموية التي بإمكانها الاستجابة لتطلعات الجهة ان أبناء تالة عندما خرجوا الى الشوارع ضد بن علي كانوا يطالبون بالتشغيل والتنمية والكرامة وعليه فإننا كأبناء تالة نرفض كل توظيف سياسي لمطالبنا ونؤكد حقنا في تركيز مصانع بالجهة تستوعب العدد الكبير من العاطلين عن العمل كما من حق الجهة في تركيز مؤسسات تعليم عالي كما هو الشأن في الجهات الاخرى كما يقترح ان يقع استغلال ثروة الرخام في تالة بإحداث مصانع ذات طاقة تشغيلية عالية تستفيد منها الجهة لا ان تظل هذه الثروة حكرا على اقلية لا هدف لها سوى النهب. الشاب هشام حمزاوي وهو عاطل عن العمل عبر لنا عن شعوره باليأس والاحباط قائلا (كنا ننتظر ان تغير الثورة وجه تالة فإذا بها ترتد الى درجات اكثر بؤس واحساس بالغبن).
ويضيف انه من الغريب في زمن الثورة ان يفقد الناس قوت يومهم عوضا عن مضاعفته مشيرا بذلك الى غلق معمل شركة الغرب للرخام وتشرد اكثر من 150 عائلة ـ وهو الموضوع الذي سنعود للتحقيق فيه لاحقا ـ
معضلة الأمن في المدينة
يجمع كل من حاورناهم على انه لا تنمية دون امن في اشارة الى الفراغ الامني الذي عرفته المدينة منذ الثورة ولعل مطلب الامن الجمهوري خلال تظاهرة حزبنا تالة دليل على تمسك الاهالي بمرفق الامن باعتباره شرط من شروط تحقيق التنمية. وتجدر الاشارة انه وبالتعاون مع شباب تالة تمت اعادة تهيئة بناءات الرصد الجوي بالمدينة وصيانتها لتكون مقرا جديدا لرجال الشرطة. وفي نفس السياق تم خلال التظاهرة وببادرة من شباب التظاهرة تركيز مقر الحماية المدنية في احدى دور الرصد الجوي بالمدينة بعد ان تمت صيانتها وتهيئتها بمجهود جماعي لاقى استحسان الجميع.
لا يمكن لأحد ان يجادل في الدور الطلائعي الذي قامت به مدينة تالة في تفجير الثورة التونسية. واهالي تالة لا يمكن أبدا أن ينسوا ايام وليالي الرعب والحزن التي مروا بها طيلة اثنا عشرة يوما وليلة من يوم 3 جانفي 2011 الى يوم 12 جانفي تاريخ سقوط اخر شهيد في المدينة وهو وجدي السائحي. هم اذ لا ينسون ايام المحنة والثمن الباهظ الذي قدموه من أجل تونس يستشعرون حالة من الغضب والاحتقان نتيجة تواصل معاناتهم بعد الثورة واستمرار حالة التهميش والفقر وتضاعف نسب البطالة في الجهة بما يعمق لديهم الاحساس بالظلم واليأس الى درجة العبثية.
ولمعرفة خلفية هذه الحركة الاحتجاجية واهدافها رصدنا جملة من المواقف والآراء تعكس في مجملها اتجاهات التفكير لدى الشباب وترسم معالم الوعي السياسي والاجتماعي لدى شباب الثورة في هذه المدينة التي اطلق عليها اسم «مدينة العصيان الابدي» لاقتران اسمها تاريخيا بالتمرد ومقاومة كل اشكال الاستبداد والظلم.
وعن سؤالنا لماذا شعار «حزبنا تالة»؟ اكد لنا الشاب حمزة سائحي خريج المعهد الاعلى للرياضة وعاطل عن العمل ان الحركة الاحتجاجية التي يقفها شباب تالة هي حركة سلمية حضارية من اجل التنمية والتشغيل لا تنضوي تحت لواء أي حزب أو دتنظيم سياسي. وأضاف انها حركة من أجل تالة من أجل التأسيس للمستقبل.
ويضيف قائلا «ان ما اعجبني في هذه التظاهرة ان الجميع انتصرت لديهم مشاعر التعاون وتغليب المصلحة العامة خارج كل التجاذبات السياسية». ما لاحظناه خلال الحركة الاحتجاجية ومن خلال الشعارات المرفوعة هو رفع مطلب تحويل تالة الى ولاية كمطلب مركزي وأساسي. وهو الشعار الذي رفعه شباب الثورة في الايام الاولى التي تلت يوم 14/1/2011. عن هذا المطلب يقول السيد فريد حرشاني احد نشطاء الثورة في تالة ان جهة تالة هي مظلمة بورقيبية لأنها عارضته وهي ضحية بن علي الذي نهبها وهمشها وردمها في غياهب الفقر والبؤس.. وعليه فإن أهم مطالبها الاساسية الاولى هي احداث ولاية تالة التي اعلن عنها بورقيبة كذبا وخداعا سنة 1955 وفي السبعينات من القرن الماضي ويوضح فريد الحرشاني ان كل ما يطلبه شباب المدينة هو تفعيل وعود بورقيبة لا غير. ويضيف أنهم لن يتخاذلوا في الدفاع عن مطلبهم بكل تحضر وان لزم الامر فهم على استعداد للخروج الى الشارع من جديد.
يوضح السيد فريد الحرشاني في تحليله لاشكالية التنمية في تالة ان المدينة ظلت منذ الاستقلال الى اليوم اسيرة التهميش والفقر رغم ما تزخر به من ثروات اهمها الرخام الذي تحول الى نقمة عندما نهب بطريقة عشوائية وحملت لتستغل في المناطق الساحلية ولم يجن منها ابناء تالة سوى الاضرار الصحية والبيئية. أما المنافع الحقيقية فتذهب الى خارج تالة في جيوب اقلية مصت دماء الاهالي لتنتفخ جيوبهم.
السيد مكرم السائحي ـ أستاذ تعليم ثانوي ـ يقول في سياق سؤالنا عن الرؤى التنموية التي بإمكانها الاستجابة لتطلعات الجهة ان أبناء تالة عندما خرجوا الى الشوارع ضد بن علي كانوا يطالبون بالتشغيل والتنمية والكرامة وعليه فإننا كأبناء تالة نرفض كل توظيف سياسي لمطالبنا ونؤكد حقنا في تركيز مصانع بالجهة تستوعب العدد الكبير من العاطلين عن العمل كما من حق الجهة في تركيز مؤسسات تعليم عالي كما هو الشأن في الجهات الاخرى كما يقترح ان يقع استغلال ثروة الرخام في تالة بإحداث مصانع ذات طاقة تشغيلية عالية تستفيد منها الجهة لا ان تظل هذه الثروة حكرا على اقلية لا هدف لها سوى النهب. الشاب هشام حمزاوي وهو عاطل عن العمل عبر لنا عن شعوره باليأس والاحباط قائلا (كنا ننتظر ان تغير الثورة وجه تالة فإذا بها ترتد الى درجات اكثر بؤس واحساس بالغبن).
ويضيف انه من الغريب في زمن الثورة ان يفقد الناس قوت يومهم عوضا عن مضاعفته مشيرا بذلك الى غلق معمل شركة الغرب للرخام وتشرد اكثر من 150 عائلة ـ وهو الموضوع الذي سنعود للتحقيق فيه لاحقا ـ
معضلة الأمن في المدينة
يجمع كل من حاورناهم على انه لا تنمية دون امن في اشارة الى الفراغ الامني الذي عرفته المدينة منذ الثورة ولعل مطلب الامن الجمهوري خلال تظاهرة حزبنا تالة دليل على تمسك الاهالي بمرفق الامن باعتباره شرط من شروط تحقيق التنمية. وتجدر الاشارة انه وبالتعاون مع شباب تالة تمت اعادة تهيئة بناءات الرصد الجوي بالمدينة وصيانتها لتكون مقرا جديدا لرجال الشرطة. وفي نفس السياق تم خلال التظاهرة وببادرة من شباب التظاهرة تركيز مقر الحماية المدنية في احدى دور الرصد الجوي بالمدينة بعد ان تمت صيانتها وتهيئتها بمجهود جماعي لاقى استحسان الجميع.