أعمال خوارق وحالات عجيبة عند مريدي وأتباع (السيد أحمد الرفاعي )
سفرة وزيارة مصورة الى ( مرقد السيد أحمد الرفاعي )
من مدينة الرفاعي بمحافظة ذي قار وفي صباح يوم ربيعي جميل انطلقت بنا السيارة متجهة شرقا قاصدة مقام ولي من اولياء الله الصالحين للزيارة والتبرك والترويح عن النفس المتعبة سالكة الطريق العام المعبد الذي يتخذه معظم زائري واتباع ومريدي الامام السيد احمد الرفاعي القادمين اليه وعلى مدار السنة من مختلف انحاء العراق ومن بعض الاقطار العربية والاسلامية والممتد بين قضاء الرفاعي والمرقد المقدس حتى مدينة العمارة .
حقول ومزارع ترامت وامتدت على جانبي الطريق العام تمايلت في وسطها وتراقصت سنابل القمح المفعمة في مداعبة مع النسيم الصباحي العليل ويزيد من اهتزازها اجتياح الماء المتدفق لها من سواقي جداول ومشاريع ري وارواء تأخذ مياهها الوافرة من نهر الغراف توزعت وانتشرت في هذه المنطقة فحولتها من صحراء قاحلة جرداء الى اراضي خير ونماء يانعة خضراء .
وبعد مسير مسافة (
ففي هذه المنطقة بالذات ولد سيدنا ابي العباس السيد احمد الرفاعي سنة 512 للهجرة في قرية يقال لها ( ام عبيدة ) وهي من اعمال واسط (وواسط ولاية اموية اختطها الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 83 للهجرة واستقر حكمه فيها ايام الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان )
والسيد احمد هو ابن السيد سلطان علي بن يحيى بن ثابت الرفاعي الحسيني , من صلب عربي , شافعي المذهب , علوي النسب (يعود في اصله الى الامام علي بن ابي طالب ) , غادر والده(السيد سلطان علي ) قريته متوجها الى بغداد عاصمة الخلافة العباسية وتوفي هناك وله قبر يزار وجامع في شارع الرشيد .
بعد وفاة والده وهو طفل صغير تكفله خاله منصور بن يحيى النجاري الرفاعي , درس القران في قريته على يد شيوخ عصره ثم ارسله خاله الى مدينة واسط للدراسة وسماع الحديث في جامعها والتأدب والتعلم على يد الفقيه الشيخ علي ابي الفضل الواسطي , فبان نبوغه وذكاءه متميزا على الكثير من اقرانه في حلقات العلم والدراسة مثابرا في تحصيل علوم الشريعة الاسلامية ملازما العلماء والفقهاء وهو يتبحرون في علوم الفقه والدين مما زاد في تفوقه وبراعته واجادته لجميع العلوم والمعارف حتى صار عالما دينيا مرموقا اجاز له شيخه ومعلمه ابي الفضل الواسطي وهو في سن العشرين من عمره اجازة عامه في علوم الشريعة والطريقة .
وفي الثامنة والعشرين من عمره عهد اليه خاله منصور مشيخة المشايخ وامره بالاقامة في قريته (ام عبيدة ) برواق جده لامه يحيى النجاري الرفاعي , وبعد 66عام قضاها بالزهد والبر والتقوى والنصح والارشاد لتلامذته واتباعه واكثرهم من الفقراء اختاره الله الى جواره عام578 للهجرة أي في سنة 1182 للميلاد ودفن قرب قبر جده الشيخ يحيى النجاري في هذا المرقد .
لاتباعه ومريديه ومنذ القدم طقوس وحلقات ذكر تتخللها حالات عجيبة واعمال خوارق تحدث الكثير من الكتاب والمؤرخين عنها في كتبهم ومنشوراتهم دون اعطاءنا تفسير محدد لها , مثل دخولهم في النار المضرمة واطفاءها وضرب اجسادهم بالسيوف والخناجر وادخال قضبان الحديد المدببة في بطونهم واخراجها من الجهة المقابلة دون الم او دماء , وبعضهم يعض رأس الحية السامة بأسنانه فيقطعها . .
وقد ذكر الرحالة العربي الشهير (ابن بطوطه ) الذي طاف العالم في القرن الثامن الهجري وسجل جميع مشاهداته وملاحظاته عن كل مدينة او قرية زارها أو مر بها ,يتحدث عن بعض هذه الاعمال العجيبة اثناء زيارته لمدينة واسط , ففي الصفحة 132 من كتابه (رحلة ابن بطوطه ) يقول :- (( ولما نزلنا مدينة واسط اقامت القافلة ثلاث بخارجها فسنح لي زيارة قبر الولي ابي العباس احمد الرفاعي وهو بقرية تعرف أم عبيدة مسيرة يوم واحد من واسط فطلبت من الشيخ تقي الدين ان يبعث معي من يوصلني اليها فبعث لي ثلاث من عرب بني اسد وهم قطان تلك الجهة واركبني فرسا له وخرجت ظهرا فبت تلك الليلة بحوش من الفقراء وصادفنا به قدوم الشيخ احمد قوجك حفيد ولي الله ابي العباس الرفاعي الذي قصدنا زيارته , وقد قدم من موقع سكناه في بلاد الروم لزيارة قبر جده , ولما انقضت صلاة العصر ضربت الطبول والدفوف وأخذ الفقراء في الرقص ثم صلوا المغرب وقدموا السماط وهو خبز الارز والسمك واللبن والتمر , ثم اخذوا السماع وقد اعدوا احمالا من الحطب فأججوها نارا ودخلوا في وسطها يرقصون ومنهم من يتمرغ فيها ومنهم من يأكلها بفمه حتى أطفئوها جميعا )) .
وفي ايامنا الحالية نشاهد ذلك عندما يتوافد الاتباع والمريدين لزيارة مرقد السيد احمد الرفاعي وبكثرة حيث يتجاوزعددهم المئات احيانا ليدنو من الالاف في كل مرة في ايام الخميس من ليالي الجمع المباركة تقلهم سيارات عديدة تملأ الشارع العام اثناء مرورهم , يحطون رحالهم في رحاب المرقد المقدس , وقد تحدث أحد العاملين في هذا المرقد وهو يصف لنا الاعداد الهائلة من الزائرين مع سياراتهم بقوله (وكأنك في بغداد في كراج النهضه وقت ازدحامه )
يمارس هؤلاء الناس طقوسهم الدينية غالبا في المساء على شكل حلقات للذكر مبتدئين ذلك بالصلاة على النبي وقراءة بعض الايات القرأنية ثم قصائد واشعار في مدح الرسول واصحابه وال بيته الاطهار يرافقها النقر على الدفوف وتمايل بعض الحاضرين في وسط هذه الحلقة المفروشة في حركة متناسقة مع ضرب الدفوف , ثم يخرجون سيوفا والات حادة يغرسونها في اجسامهم وبطونهم تخرج من الجانب الاخر وبعضهم يدخل قضيبا حديديا مسننا في خده الايمن ثم يخرجه من الخد الايسر وكل هذا بلا دماء أو ألم . وهذه الطقوس مستمرة على طول السنة في كل ليلة جمعة .
ومن الجدير بالذكر ان اخر اعمار لهذا المرقد حصل في ستينات وسبعينات القرن الماضي كما تم تعبيد الطريق العام الممتد بين قضاء الرفاعي والمرقد المقدس حتى مدينة العمارة في نفس الفترة المذكورة , وعندما تم ايصال الماء من نهر الغراف الى الاراضي الصحراوية التي تحيط بالمرقد وأحيائها وجعلها صالحة للزراعة اسهم ذلك في توطن الكثير من العوائل الفلاحية في هذه المنطقة كما شجع ذلك العديد من الناس للسكن قرب المرقد , وفي عام 1984م منحت هذه المنطقة صفة ناحية بأسم (ناحية ام عبيدة)ثم ابدل اسمها الى ناحية سيد احمد الرفاعي وهي الان مدينة صغيرة وجميلة ترتبط حاليا من الناحية الادارية بمحافظة العمارة .
وفي الختام ..رحم الله شيخنا الكبير ابي العباس السيد احمد الرفاعي ونسأل الله ان يدخلنا معه في جنات النعيم مع اولياءه الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون , وان يرزقنا شفاعة جده رسول الله محمد(ص) يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون .
( راغب رزيج العقابي- قضاء الرفاعي - محافظة ذي قار)
صورة جانبية للمرقد الشريف
صورة مع السيد سادن المرقد المقدس
صورة مع بعض حرس المرقد والعاملين فيه
الباب الخارجي للمرقد
صورة من أمام المرقد الشريف
صورة المرقد من الداخل
الباب الداخلي للمرقد
غرف أستقبال الزائرين
صورة أمام منارة المرقد الشريف
صورة بين المنارة والقبة