هل الفضاء فضائي ؟
سؤال جعلني أتردد كثيراً فيما قرأته من شروط للمشاركة في هذا الموقع وهي تقول انه من غير المسموح الكتابة في السياسة ولا أعرف مدى دقة هذه العبارة؟ ومن منا أو منكم أيها المشرفون على الموقع من لا يأكل أو يشرب سياسة؟ فقد أصبحنا وأنتم مدمنون عليها، هل تعنون أن لا أفتح مذياع، أو أشاهد تلفاز، أو اطلع على صحف؟ هل تعنون أن لا أكلم أحداً؟ هل تعنون أن لا أشتري أو أبيع؟ هل تعنون أن لا أغازل فتاةً بهرني جمالها؟ اذا عنيتم ذلك حقاً فلن اسألكم هل تسمحون لي بالتنفس لأني أعرف الاجابة. وقبل أربعة آلاف سنة قال افلاطون أن الانسان حيوان سياسي وبقيت تلك العبارة فلسفية الى أن فسرها فقهاء السياسة وقالوا بأن الانسان لا يستطيع العيش الا في مجتمعات أو جماعات وتلك الجماعات مليئة بالحراك والاحداث. وحياتنا اليوم ليست مليئة بالحراك والاحداث فحسب، بل كلها حراك واحداث، من منا يتذكر أنه قضى يوماً كاملاً دون أن يتحدث أو يفكر في السياسة؟ أنا شخصيا لا أتذكر. ولا اكتم سراً بأن الكثير منا حتى أثناء صلاته تنتابه افكار سياسية. والسياسة لديها الكثير من الايجابيات وهي تدخل في كل شئ في حياتنا فتدخل في الاقتصاد الذي نعيش عليه وتدخل في التخطيط الذي هو نهج حياتنا وتدخل في الاجتماع الذي ينظم ويربط علاقاتنا وهناك الكثير من فوائد السياسة في حياتنا، وما هذا الموقع إلا أحد الروافد السياسية الذي يمكن أن يلعب دوراً في بناء مجتمع متماسك موحد ليس للاقليم فحسب، انما لكل السودان. لكن هناك أيضاً الكثير من العيوب فيها وأكبرها الخيانة الوطنية. نعم اعزائي أنا أحد الذين يكرهون جداً المهاترات السياسية والسب والشتم والقذف والاخبار المغلوطة والصاق التهم بسياسيين أو غيرهم خاصة في وسائل الاعلام ومنها الانترنت. فدعونا أيها السادة المشرفون أن نقول كلاماً هادفاً حتى أن كان فيه شيئاً أو جله من السياسة.