المقاوم الأمازيغي المدني الاخصاصي 1912/1934 م
×××××
صورة لجيوش اخمد الهيبة ماء العنين بحوز مراكش يقودها اخوه مربه رب وضمنها القائد المدني
×××××
من المعلوم أن كثيرا من المناطق المغربية أهملت من طرف الكتاب المغاربة الذين تناسوا أدوارها التاريخية، مما دفعنا إلى التذكير هنا بمقاومة واحدة منها. وقد شاء نصيب سكان قبيلة لخصاص أن يشكلوا النواة الأساسية لتيار المقاومة الذي لم يهادن في كل مراحل سيطرة الاستعمار الفرنسي على الجنوب المغربي بداية من القرن العشرين، بدءا بحوز مراكش سنة 1912 وانتهاء ببويزكارن بالأطلس الصغير الغربي سنة 1934، حيث كاد الطيران الفرنسي أن يدك المنطقة عن بكرة أبيها.
وعند الحديث عن مقاومة الجنوب المغربي فلا شك أننا سنقف أمام اسم المقاوم الأمازيغي الكبير القائد المدني الاخصاصي الذي ينحدر من دوار ايد عبلا الحاج بايت بوفولن. فقد كان أبوه من وجهاء حلف إيكيزولن الذين يحضرون ندوة شيخ زاوية تازروالت الحسين اوهاشم ممثل السلطة المخزنية نهاية القرن التاسع عشر، ومنذ سنة 1314 هـ /
استرد المدني مكانة أبيه في القبيلة وذلك بعد مساندته لخليفة المخزن بسوس القائد سعيد الكيلولي الحاحي. وفي سنة 1323 هـ/
Iouis n haida rar ljam man awa tiwit
Ghayllin yiwi babak karan awa tawit
Agayouns idda ad ibrrm ammas iyfran
Ayan ihdrn itawdiwin ns houzilal
Awr iàawwl an ig izikr ayarou aàyyal
وهذا ما أثار حفيظة الفرنسيين وجهزوا حملة عسكرية كثيرة العدد والعدة يقودها الجنرال دولاموط سنة
ونستشف أهمية القائد المدني ضمن زعامات سوس من خلال رئاسته لوفد من الأعيان أسندت إليهم مهمة التفاوض مع التهامي الكلاوي المرافق لحملة دولاموط. كما "أن ضباط الجيش الفرنسي الذين قادوا هذه المعارك يكنون احتراما شديدا للمقاتلين الأمازيغ في الأطلس أمثال بلقاسم النكادي زعيم ايت خباش وايت حمو والزعيم سيدي المكي في تازكزاوت وعسو اوبسلام في جبل صاغرو والسكتوني في بادو والقائد المدني الاخصاصي" (الحسين المانوزي، وشم في ذاكرة الناس، جريدة الاتحاد الاشتراكي ع : 6210 / 10 غشت 2000)
وقد استمر المقاوم المدني الاخصاصي في تشبثه بمعاداة الاستعمار الفرنسي الذي كان يتابع تحركاته انطلاقا من تيزنيت دون القدرة على احتلال الأطلس الصغير إلى أن تمت وفاته في 7 رمضان 1352 هـ/13 يناير 1934م، وقد رثته شاعرة أمازيغية فقالت:
Alghbint atagoudi nghass lligh nnan
Lmadani ouhmad asyattin alàmoum
Ghassan anfrk iwadif ghixssan ar ittar
وقام المقاومون وخاصة قبيلة لخصاص باختيار الخليفة الحنفي ليتولى مكان المدني، وعبرت شاعرة أمازيغية عن فرحتها لاستمرار المقاومة بقولها:
Alboucart atamazirt lligham issoul
Lhanafi ouhmad mafllam issawaln
لكن لم يدم ذلك طويلا إذ قام الجنرال هوري بحشد قوات ضخمة تعدادها 25 ألف جندي نظامي و1700 كومي و16 ألف من برطيزة مسلحة بعتاد هائل من مدفعية ودبابات وطائرات تحت قيادة ميدانية للجنرالين كاترو وجيرو حيث هاجمت قوات كاترو الأطلس الصغير من الشمال قصد احتلال بويزكارن في حين تحركت قوات جيرو من الجنوب. وقد تم بالفعل إخضاع الأطلس الصغير الغربي واستسلام القبائل المقاومة بعد قنبلة بويزكارن في عهد خليفة القائد المدني الذي توفي شقيقه القائد الحنفي.
بقلم: محمد ارجدال/ بويزكارن