كوم اسفحت

28/05/2012 - 10:33
عن "خسائر" الشيخ منصور!
أثار التقرير الذي نشرناه الأسبوع الماضي عن استثمارات الشيخ منصور بن زايد في مانشستر سيتي ردود فعل كثيرة، وللأسف الشديد كان معظم هذه الردود سلبية بل وخارجة عن اللياقة في النقد في كثير من الأحيان.
وانهالت الاتهامات غير المنطقية على الشيخ منصور ودولة الإمارات عموما بحيث صورهم البعض وكأنهم يلقون بأموال العرب في مهب الريح!
ونسي الكثيرون أن عالم الرياضة هو "بيزنس" قبل كل شيء، وهو بيزنس بمليارات الدولارات في العالم أجمع، وما يفعله الشيخ منصور في مانشستر سيتي هو بكل بساطة مجرد استثمار، وإذا نظرنا للأمر من زاوية أوسع وحكمنا المنطق لا الهوى فسنجد أن هذا استثمار ناجح تماما ومضمون النتائج. وسيسأل البعض كيف ذلك والرجل قد خسر في موسم واحد أكثر من 197 مليون جنيه إسترليني.
وللرد أقول أن المنتقدين لم يقرأوا التقرير كاملا بل أخذوا منه ما يناسب هواهم والمرض الذي في قلوبهم.
وسيشهد الموسم المقبل البدء في تحقيق الأرباح المادية وتعويض ما تم صرفه على البنية التحتية، فسيتي الآن فريق مكتمل تقريبا، ولن يتم شراء لاعبين كثيرين كما كان الحال عليه في الموسم الماضي بل على العكس سيحقق سيتي أرباحا كبيرة ومتوقعة هذا العام كما يؤكد التقرير المالي للنادي الذي كان صريحا وشفافا لأبعد حد.
التقرير يقول أن عائدات النادي تشهد نموا ملحوظا من عائدات البث التلفزيوني التي وصلت إلى نحو 69 مليون جنيه استرليني الموسم الماضي، ويتوقع أن تنمو بنسبة كبيرة الموسم المقبل. كذلك زادت نسبة حضور المباريات لتحقق دخلا زاد عن 19 مليون جنيه، وستنمو أكثر بكثير في الموسم القادم، كما وصلت عائدات الشراكة الإستراتيجية إلى أكثر من 48 مليون جنيه ويتوقع أن تواصل النمو بشكل كبير في الموسم القادم أيضا.
ولا ننسى الأرباح التي تم تحقيقها هذا الموسم بعد الفوز ببطولتي الدوري وكأس الاتحاد الانكليزي والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا التي يتوقع أن يكون السيتي منافسا قويا فيها الموسم القادم.
وكل ذلك مذكور في التقرير الذي نشرناه ومع ذلك لا يحب بعض الناس إلا أن يقرءوا ما يناسب هواهم، ويغضون الطرف عن الحقيقة.
والشيخ منصور ليس الوحيد الذي يستثمر في عالم الرياضة فهناك مئات بل آلاف المستثمرين الذين يدخلون هذا المجال المربح بكل تأكيد من كافة أرجاء العالم، ولو لم يكن مربحا لما دخله هؤلاء وغامروا بأموالهم فيه. فرأس المال كما هو معروف جبان ولا يدخل في استثمارات لا تكون مضمونة النتائج بشكل كبير.
ولمن يجهل ذلك سأذكّر أن الدنيا قامت ولم تقعد حين قام فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد بشراء كريستيانو رونالدو بمبلغ خيالي وقتها وصل إلى 94 مليون يورو، حيث اعتبر الجميع أن هذا تبذير واستثمار خاسر فلا يوجد لاعب في العالم يستحق هذا المبلغ!
لكن رجال الأعمال لهم نظرتهم المختلفة عن بقية البشر، لهم حاسة سادسة تعرف من أين تؤكل الكتف. فقد باع ريال مدريد من قميص رونالدو وحده بـ 100 مليون يورو في الموسم الأول له فقط، ولا ننسى حصة النادي من إعلانات اللاعب معها، وكذلك عقود الرعاية التي شارك بها اللاعب، والبطولات التي تم تحقيقها وتذاكر المباريات التي زادت بنسبة كبيرة جدا ليصبح رونالدو واحدا من أعظم استثمارات بيريز وريال مدريد عموما.
وفي الحقيقة فقد كان بيريز يسخر من منتقديه بالقول: رونالدو أرخص صفقاتي!
فالرجل كان يعرف ماذا يفعل.
وقس على ذلك.
ونقول للمشككين يستطيع الشيخ منصور بكل بساطة تعويض "خسائره" بعرض بالتويلي واغويرو وتيفيز وسيلفا للبيع. ترى كم يبلغ مجموع أثمان هؤلاء الأربعة فقط؟ أعتقد أكثر من 200 مليون جنيه.؟ أليس كذلك! وسلملي ع الخسائر.
msanajleh@eurosport.com
لمتابعة الكاتب على تويتر اضغط هنا