الانارة العمومية بالدواوير: بين الأهمية والعبث
مصباح بين اشجار أحد الدواوير
لا يختلف اثنان في الأهمية القصوى للكهرباء في الحياة اليومية للمواطن، سواء بالبادية أو بالمدينة، وأصبح من الصعب تصور ظروف العيش بدونها، كما أن الانارة العمومية بالدواوير قد حملت معها مزايا كثيرة للساكنة، فساعدتها على التنقل الليلي داخل التجمعات بيسر وسهولة، ورفعت عنها المشقة والتعب الذي كانت تكابده في تنقلاتها الليلية، إما للمساجد لأداء صلاة العشاء، أو لحضور الولائم المختلفة فيما بينها، والتي يميل السكان القرويون إلى تنظيمها ليلا، لاشتغالهم بالزراعة والماشية نهارا، كما أن الإنارة العمومية عززت بشكل كبير الجانب الأمنى بالتجمعات القروية، خاصة مع تصاعد عمليات المداهمات الليلية من طرف عصابات لصوص الماشية، غير أن المدقق للنظر في توزيع المصابيح الخاصة بهذه الخدمة العمومية المسيرة والمؤداة من طرف المجالس الجماعية، يقف حائرا في المعايير والضوابط التي تخضع لها، فيقف على مصابيح تضيء حدائق وفضاءات خاصة، وتجمعات وأحياء مجاورة لها تغرق في الظلام بنفس الدوار، كما يجد دوارا متلألأ بالمصابيح بجوار دوار في ظلام دامس بنفس الجماعة، مما يعني أن الاستفادة من هذه الخدمة العمومية يخضع فقط لمنطق العبث والعشوائية، وتحكمه الولاءات السياسية والحزبية والانتخابية، تشترى بها الأصوات، ويعاقب به الناخبون، وكل رئيس مجلس تولى المسؤولية جعله نعمة في يده، يمن بها على من يشاء ، ويحرم منه من شاء،لا حسيب ولا رقيب، ودون أي اعتبار لتكلفته المتصاعدة التي أصبحت تلتهم جزءا مهما من مداخيل الجماعات،كشأن جماعة الوردزاغ التي أصبحت الانارة العمومية تكلفها سنويا 60 مليون سنتيم، وهو ما يزيد عن عشر مواردها المالية السنوية