دوار تاورضة بالوردزاغ: ثروة مائية مهدورة
عين الميزاب بدوار تاورضة
تتدفق عند سفح جبل تاورضة مياه عذبة، بصبيب معتبر، عند نقطتين أساسيتين: عين الميزاب، وعير الصهريج، هذه الثروة المائية التي اكتشفها المستعمر الفرنسي في ثلاثينيات القرن الماضي، وهيأها بشكل يسهل عليه استغلالها، إذ قام بإخراجها للسطح بعد أن أنجز ثقوبا في قشرة صخرية صلبة، استعان وقتئذ من أجل ذلك بالمتفجرات والديناميت " ما يصطلح عليه محليا بالمين"، كما أنجز شبكة أنابيب محلية، زود من خلالها المساكن الفارهة التي شيدها بجوار الدوار بالماء الشروب، خاصة إدارة المياه والغابات، وإدارة الجمارك، وإدارة الدرك الفرنسي، إدارات لازالت بعض بناياتها قائمة تقاوم التهميش ونوائب الزمن، بل منها من لا زالت مستغلة كإدارة المياه والغابات؛ هذا الكنز المائي، الذي لو أحسن استغلاله وتجهيزه، لشكل لؤلؤة وجوهرة طبيعية وسياحية لا تقل شأنا عن منابع ايموزار وايفرن وبوعادل وغيرهم، ولانتشلت الساكنة القريبة من الفقر والهشاشة، وخلقت عشرات مناصب الشغل القارة والمؤقتة، للاسف لم يلتفت له، ولا زال بعد 56 سنة من الاستقلال على الحالة التي تركه عليها الفرنسيس، الذي لو طال بهم المقام لجعلوه شيئا آخر، إذ لم يتم استثماره لا سياحيا ولافلاحيا، وحتى مشروع تأهيل مساحة مسقية على جنبات عيونه، الذي تقدمت به جمعية تاورضة للتنمية البشرية، وصادق عليه المجلس القروي للجماعة، لم يخرج بعد مرور سنة للنور، لأسباب مجهولة، حقيقة نحن أمة لا تحسن استغلال إمكانياتها وثرواتها.