أسلوب التعجب
وله صيغتان قياسيتان هما: ( ما أَفْعَلَهُ ) و ( أَفْعِلْ بِه ).
مثال استعمالهما قولك في التعجب من حُسن الربيع: ما أَجْمَلَ الربيعَ وأَجْمِلْ بالربيع .
فإذا تعذّر صوغ هاتين الصيغتين أمكن التوصل إلى التعجب بأن يُؤتى بمصدر بعد أَكْثَر أو أَعْظَم ونحوهما.
فيقال مثلاً: ما أَعْظَمَ إنسانيّةَ زهير، وأَعْظِمْ بإنسانيته، و ما أَكْرَمَ استقبالَه، وأَكْرِم باستقباله.
أحكام:
1- لا تَعَجُّبَ إلا من معرفة ، وأما النكرة فلا يتعجب منها،
فلا يقال مثلاً: ما أجمل ربيعاً
ولكن إذا تخصّصتْ النكرة جاز ذلك.
نحو: ما أجمل ربيعاً تَكْثُر أزهارُه .
فقد خصصت النكرة بالوصف .
2 - صيغتا التعجب هما هما، لا تغيير فيهما، ولا تقديم ولا تأخير.
تقول:
يا رجل ويا رجلان ويا رجال أَجْمِلْ بالربيع
يا امرأة ويا امرأتان ويا نساء أَجْمِلْ بالربيع
3 - الفعل المضعف مثل: عزّ وحبّ وشدّ وعدّ وقل يُفَكّ إدغامه في صيغة أفعِلْ به،
فيقال: أَعْزِز وأَحْبِبْ وأشدد وأعدد وأقلل
4 - في صيغتي التعجب تُصَحَّح عينُ المعتل ، نحو: ما أطْوَلَ ليلَ المريض، وأطوِلْ به.
تذييل:
قد يكون التعجب من الشيء بواسطة يا، في تراكيب ثلاثة، لا تتغيّر ولا تتبدّل. مثالها أن تتعجّب من روعة البحر فتقول: يا بَحر، يا لَلْبحرِ، يا بَحْرا.
وقد يستعمل العربي في تعجّبه، كلمةَ العجَب نفسها،
فيقول:
يا عَجَبَا و يا لَلْعَجَب.
جاز فيه وجهان: الفكّ والإدغام، أي: أحبِب وأَحِبَّ.
لكنّ المُجمَعَ عليه، أن صيغة التعجب: أفعِلْ به من الفعل المضعّف نحو: عزّ وحبّ وشدّ إلخ...
لا يجوز فيها إلا الفكّ. فيقال: أعزِزْ وأَحبِبْ وأشْدِدْ إلخ..
وعلى ذلك جاء قول جميل: أحببْ. فالإدغام إذاً هنا ممتنع، وإن كان في غير صيغة التعجب جائزاً. - - ومنه قول عليّ - كرم الله وجهه - وقد رأى عمارَ بن ياسر - أبا اليقظان - صريعاً يوم صفين أَعْزِزْ عَلَيَّ - أبا اليقظان - أن أراك صريعاً مُجَدَّلاً.( همع الهوامع 5/61):
وقال رضي الله عنه ما أَطْوَلَ هذا العناءَ وأبعد هذا الرجاءَ. ( نهج البلاغة - د. الصالح /277)
ما أطوَلَ: هاهنا مسألة إعلالية، إذ القاعدة أن حرف العلة إذا وقع في حشو الكلمة، نُقلت حركته إلى الحرف الساكن الصحيح قبله. ولكن يستثنى من هذه القاعدة صيغتا التعجب: ما أَفعلَه وأفعِلْ به فلا تُعَلاّن. ولولا تصحيح الواو في قوله: ما أطول. لقُلبت ألفاً فقيل: ما أطال هذا العناء.
- قال الطغرائي :
- قال امرؤ القيس :
الأولى: زيادة كان بين ما التعجبية وصيغة أفعل. وهو جائز .
والثانية: أن الشاعر حذف المتعجب منه وهو الضمير ها، إذ الأصل: وما كان أصبرها،
وإنما حذفه لدلالة السياق عليه، وحذفُ ما يعلم جائز.
- ومنه قول عليّ - كرّم الله وجهه - :
ليوسف الصيداوي