النقل بالوردزاغ: بين السكك الحديدية فترة الاستعمار والنقل السري عند الاستقلال
القنطرة الكحلة التي كان يمر عليها القطار
القليلون من ساكنة منطقة الوردزاغ يعرفون أن بلدتهم كان يصلها القطار فترة الاستعمار، ويمر بها خط للسكك الحديدية يربط محطة سيدي قاسم بمركز عين عائشة، وهو ما جعل السكان يطلقون على مركز الوردزاغ اسم " الكارا" ومنطقة غانس اسم "لاكار" إذ أن القطار كان يتوقف ذهابا وإيابا في محطتي وقوف بهما، ولا زالت الجسور الخاصة بالسكة الحديدية شاهدة على ذاك الزمان، كالجسر المسمى " القنطرة الكحلة" (انظر الصورة) الممتد على نهر ورغة، والذي يربط الكارا بلاكار، وعوض أن يتقدم قطاع النقل مع جلاء المستعمر، وتتحسن أحواله وصورته، أصبح أعظم ما يحلم به مواطنو المنطقة إن هموا بالسفر، أو الانتقال للمراكز والمدن المجاورة لقضاء أغراضهم الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، أن يصادفوا مرور سيارة للنقل السري، التي تنقل كل شيء بلا تمييز بين البشر والدواب، للحد الذي تلقى فيها على نفس الرحلة حميرا وغنما ومسافرين، وضع لم تنفع في تغييره لا مدونة السير ولا غيرها، وأيام الاسواق الأسبوعية شاهدة على ما نقول، لمثل هذه الاسباب يتحسر بعضنا على فترة الاستعمار الامبريالي البغيض، فمن يدري ربما كان سيكون بالوردزاغ الآن الميترو أو الطراموي عوض النقل السري، حقيقة لم أفهم لماذا يتقدم غيرنا بمرور الزمان ونزداد نحن تخلفا