يوم العلم
يوم العلم
يوم للذكرى ويوم للعلم
تقيم المؤسسات الثقافية والتعليمية في الجزائر تظاهرات ثقافية إحياء ليوم العلم الذي يصادف ( 16 أفريل ) من كل سنة ، وهو تاريخ وفاة العلامة الكبير " عبد الحميد بن باديس " (*) رحمة الله عليه ، الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والقضية الوطنية ، مكافحا ومناضلا بقلمه ولسانه ، وتصديه لمحاولات طمس الشخصية الوطنية وضرب القيم العليا للأمة الجزائرية من طرف الاستعمار ، فخاض ابن باديس المعركة على الصعيد الفكري والسياسي والعقائدي . واجه أعداء الدين الإسلامي المدعومين من الاستعمار الذين شوهوا الدين ، فعمل ابن باديس على تطهيره من الخرافات والبدع ، ونور الفكر بالتوعية في ربوع الوطن بالدور الذي كانت تلعبه جمعية العلماء المسلمين - التي أسسها سنة 1931 وكان رئيسها - كما عمل على تنشيط الحركة الوطنية رغم مضايقات الاستعمار له .
بعمله هذا كان يحضر جيلا محبا لوطنه محترما لقيمه ومبادئه ليحقق أمل وطموح أمته للحرية والإنعتاق . فخاطب ذلك الجيل ودعاه دعوة صريحة للثورة ، بقوله :
يا نشء أنت رجاؤنــا وبك الصباح قد اقتــــرب
خذ للحياة سلاحهـــــا وخض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإحسان ، واصدم من غصــب
وأذق نفوس الظالمين الســم يمزج بالــــــــرهب
فكان يعد ذلك الجيل للثورة ويحثه على محاربة الاستعمار . وتحقق الأمل وفجر ذلك الجيل ثورة نوفمبر 1954 التي حررت الشعب الجزائري من ليل استعماري طويل إلى نور الحرية والإنعتاق .
اليوم نحتفل بيوم العلم إكراما لرجالات العلم والعلماء لأن العصر الذي نعيشه عصر الانفجار المعرفي والعلمي والتكنولوجي ، وعلى الجيل الصاعد أن يتسلح بالعلم لمواجهة تحديات العصر في جميع الميادين لضمان وجوده ومكانه في هذا العالم الذي معيار البقاء فيه ، الفكر والمعرفة والتخطيط السليم .
ولنا عبر في التاريخ الذي علمنا أن أمة متعلمة لا تستعمر . وأن أمة تحب العلم وتحترم العلماء هي أمة متحضرة .
فعلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تجعل من هذا اليوم تظاهرة ثقافية تبرز فيه المواهب وتشجع الإبداع في مختلف المجالات ، وأن تجعل من المناسبة دافعا قويا للتطلع لما هو أفضل ولكن بالعلم والعمل .
فتحية في هذا اليوم لكل عالم جليل ، وكل مبدع خلاق ، وكل مخلص متفان لوطنه .
محـ خ ـمد
هوامش :
(1) هو الإمام عبد الحميد بن باديس (1889 1940 ) رائد النهضة الإسلامية الحديثة في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين. وأحد رجالات الإصلاح في العالم العربي .
يوم للذكرى ويوم للعلم
تقيم المؤسسات الثقافية والتعليمية في الجزائر تظاهرات ثقافية إحياء ليوم العلم الذي يصادف ( 16 أفريل ) من كل سنة ، وهو تاريخ وفاة العلامة الكبير " عبد الحميد بن باديس " (*) رحمة الله عليه ، الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والقضية الوطنية ، مكافحا ومناضلا بقلمه ولسانه ، وتصديه لمحاولات طمس الشخصية الوطنية وضرب القيم العليا للأمة الجزائرية من طرف الاستعمار ، فخاض ابن باديس المعركة على الصعيد الفكري والسياسي والعقائدي . واجه أعداء الدين الإسلامي المدعومين من الاستعمار الذين شوهوا الدين ، فعمل ابن باديس على تطهيره من الخرافات والبدع ، ونور الفكر بالتوعية في ربوع الوطن بالدور الذي كانت تلعبه جمعية العلماء المسلمين - التي أسسها سنة 1931 وكان رئيسها - كما عمل على تنشيط الحركة الوطنية رغم مضايقات الاستعمار له .
بعمله هذا كان يحضر جيلا محبا لوطنه محترما لقيمه ومبادئه ليحقق أمل وطموح أمته للحرية والإنعتاق . فخاطب ذلك الجيل ودعاه دعوة صريحة للثورة ، بقوله :
يا نشء أنت رجاؤنــا وبك الصباح قد اقتــــرب
خذ للحياة سلاحهـــــا وخض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإحسان ، واصدم من غصــب
وأذق نفوس الظالمين الســم يمزج بالــــــــرهب
فكان يعد ذلك الجيل للثورة ويحثه على محاربة الاستعمار . وتحقق الأمل وفجر ذلك الجيل ثورة نوفمبر 1954 التي حررت الشعب الجزائري من ليل استعماري طويل إلى نور الحرية والإنعتاق .
اليوم نحتفل بيوم العلم إكراما لرجالات العلم والعلماء لأن العصر الذي نعيشه عصر الانفجار المعرفي والعلمي والتكنولوجي ، وعلى الجيل الصاعد أن يتسلح بالعلم لمواجهة تحديات العصر في جميع الميادين لضمان وجوده ومكانه في هذا العالم الذي معيار البقاء فيه ، الفكر والمعرفة والتخطيط السليم .
ولنا عبر في التاريخ الذي علمنا أن أمة متعلمة لا تستعمر . وأن أمة تحب العلم وتحترم العلماء هي أمة متحضرة .
فعلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تجعل من هذا اليوم تظاهرة ثقافية تبرز فيه المواهب وتشجع الإبداع في مختلف المجالات ، وأن تجعل من المناسبة دافعا قويا للتطلع لما هو أفضل ولكن بالعلم والعمل .
فتحية في هذا اليوم لكل عالم جليل ، وكل مبدع خلاق ، وكل مخلص متفان لوطنه .
محـ خ ـمد
هوامش :
(1) هو الإمام عبد الحميد بن باديس (1889 1940 ) رائد النهضة الإسلامية الحديثة في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين. وأحد رجالات الإصلاح في العالم العربي .