مطرح النفايات بالوردزاغ بين البحث عن الحل والإستغلال السياسوي
مطرح النفايات بالوردزاغ بين البحث عن الحل والإستغلال السياسوي
الكاتب : كيمية العياشي
تعرف الساحة السياسة بجماعة الوردزاغ ،هذه الأيام ،جدلا كبيرا حول المكان الذي تعتزم الجماعة
تخصيصه كمطرح دائم للنفايات ،ويأتي هذا الجدل بعد أن أقدم رئيس المجلس القروي إلى تغيير
مطرح النفايات القديم ،الذي كان يوجد على تراب دائرته الإنتخابية، إلى مكان آخر لم تستسغه
أطراف سياسية ومدنية أخرى ،واعتبرت هذا الإجراء عملا انتخابويا ،ولا ينم عن تصور
استراتيجي لرؤية المجلس للإعتبارات البيئية والصحية والإقتصادية للجماعة،كما اعتبره
البعض قرارا انفراديا لم يصدر عن آليات المجلس ولا يعبر عن إرادة أغلبيته .
وفي هذا السياق اعتبر المستشار الجماعي السيد علي العسري هذا العمل بالغير المسؤول
ويأتي في إطار الحملة الشرسة التي يشنها عليه الرئيس الإستقلالي نتيجة مواقفه الشجاعة
كماقال، اتجاه القرارات الخاطئة التي يتخذها هذا الأخير في تدبير الشأن المحلي ، كما أعتبر
هذا الإجراء متناقضا مع ما أصدره المجلس من قرارات تجعل من منطقة" الفحص" منطقة
سياحية ،كما أنه قرار غير قانوني لكونه لم يصدر عن آليات المجلس وهيآته التقريرية.
في حين رأى آخرون أن تغيير مكان مطرح النفايات يدخل في إطار وعد انتخابي بين الرئيس
وساكنة دائرتة،حيث جعلت الساكنة تغيير مطرح النفايات كشرط للتصويت في الإنتخابات
على هذا الأخير الشيء الذي نفاه رئيس المجلس ،إذاعتبر قراره قرارا يستهدف مصلحة
المواطن ،وذلك لكون المطرح السابق يوجد في مجرى واد ورغة ،المزود الرئيسي لحقينة
سد الوحدة بالمياه،مما يؤدي إلى ضرر إيكولوجي ،لكون حقينة سد الوحدة تحتوي على
أنواع كثيرة من الأسماك،كما أنها تعتبر المزود الرئيسي لمركز الوردزاغ ومدينة غفساي
بالماء الشروب، بالإضافة إلى كون المجلس الجماعي تلقى تحذيرا من طرف جمعية حوض
سبو بعدم رمي الأزبال بالمكان المعروف ب(اشعيبني).
وبين هذه القراءات وتلك ،وجد فريق ثالث يحاول البحث عن حل للمشكل في إطاره البيئي
والصحي والإقتصادي بعيدا عن المزايدات والصراعات السياسية ،ويرى أن المكان الذي
يجب أن يخصص كمطرح للنفايات عليه أن يتجنب مجاري المياه التي تنحدر مياهها في
اتجاه حقينة سد الوحدة، نظرا للإعتبارات المذكورة آنفا ،كما يجب مراعاة التجمعات
السكانية والأماكن التي يمكن أن تستغل كأماكن سياحية أو تجزئات سكنية ،أو المخصصة
لبناء منشآت اقتصادية مستقبلا ،وكذا الطرق والمسالك بالجماعة.
ويبدو من خلال هذه الرؤية،أن الحل يكمن في خلق مطرح مشترك للنفايات بين جماعة
الوردزاغ وبلدية غفساي ،مع إشراك جماعة كلاز وكيسان ،وسيمكن هذا الحل من إنشاء
مطرح بمواصفات بيئية ،ويمكن أن يستغل كمورد اقتصادي تستفيد منه الساكنة المحلية مستقبلا.
فهل سيكون المجلس الجماعي في مستوى طموح الساكنة خلال دورته العادية
المنعقدة يوم الثلاثاء17/4/2012 ،أم سيحتكم إلى الحسابات الإنتخابوية الضيقة،
ويشعل بذلك فتيل صراع سياسي قد يعصف بالتحالف الهش الحالي ؟؟؟؟