اصحاب المعالي
اصحاب المعالي المحترمين
تعلمون أنّ ذاكرة الشعب جزء من جوهره، الذي يشكّل هويته الوطنية التي
تعطيه معناه في التاريخ بكل أبعاده الزمنية والحضارية، والذاكرة ليست
أحداثا تروى كاملة أو منقوصة فقط، وإنما هي معالمُ احتضنت تلك الأحداثَ
... أيضا، فاكتسبت صفة التراث المادي، ولا يكتسب المعْلَم أهميته بقدمه فقط،
بل من خلال ارتباطه بمفصل مهمّ في التاريخ أيضا، وقد كانت ولا زالت ثورة
التحرير الكبرى واحدا من أعظم مفاصلنا التاريخية بالشكل الذي جعلها
مرجعية في حياتنا نحن الجزائريين، لذلك فإن كل المعالم الأثرية المرتبطة
بها أخذت أو يجب أن تأخذ هذه القداسة الوطنية، وإنَّ أعراش غرب ولاية برج
بوعريريج [ أولاد علي ـ أولاد جحيش ـ أولاد يعقوب ـ أولاد ثاير ـ أولاد
ضاعن ـ أولاد سيدي اعمر ـ أولاد شبيل ـ أولاد زيد ـ أولاد طريف ـ الصمة ـ
عقار ـ الحراش ـ بوطويل ـ الرملية ـ لعراف ـ بن داود ـ حرازة ـ فضالة ـ
واد أغلاس ـ بني وقاق ـ واد الخميس ـ السلاطنة ] مع بعض أعراش الشرق
البويري، وبعض أعراش الشمال المسيلي مثل منطقة ملوزة التاريخية، يشتركون
في ذاكرة محلية واحدة جسدها المحتشد المشؤوم الذي أقامه الاستعمار
الفرنسي في قرية لباشيش المجاهدة، كي يعزل حركة الثوار عنهم، ولم يبق من
تلك التجربة القاسية من شاهد إلا ذاكرة من بقي حيا ممن عاشوها، ومبنى
عظيم كان مقرا للتجنيد والتخطيط والتعذيب،
اتخذه الاستعمار منطلقا للتحكم في المنطقة، وقد عامله سكان تلك الأعراش
طيلة مرحلة الاستقلال كدليل على ارتباطهم بثورتهم الكبيرة من جهة، وعلى
وحشية المستعمر من جهة ثانية، وبعد الانتخابات البلدية الأخيرة اتخذ رئيس
بلدية بن داود لخضر لباشيش/ ، قرارا يقضي بهدم هذا المعْلَم، وإقامة مبنى
جديد يكون مقرا لمفرزة الحرس البلدي، رغم وجود عشرات البدائل التي تصلح
أن تكون مقرا، وقد شُرع فعلا في تنفيذ هذه المجزرة، الأمر الذي ترك
استياءً كبيرا لدى السكان، وأمام هذا الإجراء الذي ينعدم فيه أدنى وعي
بالتاريخ وذاكرة المكان، أناشدكم أن توقفوا جرافة البلدية، وتوجيهها إلى
ترميم الطرقات التي تتعثر فيها حتى الحياوانات ناهيك عن السيارات، ولمَ
لا تحويل هذا المعلم إلى متحف يلمّ شتات ذاكرة الثورة في المنطقة
تعلمون أنّ ذاكرة الشعب جزء من جوهره، الذي يشكّل هويته الوطنية التي
تعطيه معناه في التاريخ بكل أبعاده الزمنية والحضارية، والذاكرة ليست
أحداثا تروى كاملة أو منقوصة فقط، وإنما هي معالمُ احتضنت تلك الأحداثَ
... أيضا، فاكتسبت صفة التراث المادي، ولا يكتسب المعْلَم أهميته بقدمه فقط،
بل من خلال ارتباطه بمفصل مهمّ في التاريخ أيضا، وقد كانت ولا زالت ثورة
التحرير الكبرى واحدا من أعظم مفاصلنا التاريخية بالشكل الذي جعلها
مرجعية في حياتنا نحن الجزائريين، لذلك فإن كل المعالم الأثرية المرتبطة
بها أخذت أو يجب أن تأخذ هذه القداسة الوطنية، وإنَّ أعراش غرب ولاية برج
بوعريريج [ أولاد علي ـ أولاد جحيش ـ أولاد يعقوب ـ أولاد ثاير ـ أولاد
ضاعن ـ أولاد سيدي اعمر ـ أولاد شبيل ـ أولاد زيد ـ أولاد طريف ـ الصمة ـ
عقار ـ الحراش ـ بوطويل ـ الرملية ـ لعراف ـ بن داود ـ حرازة ـ فضالة ـ
واد أغلاس ـ بني وقاق ـ واد الخميس ـ السلاطنة ] مع بعض أعراش الشرق
البويري، وبعض أعراش الشمال المسيلي مثل منطقة ملوزة التاريخية، يشتركون
في ذاكرة محلية واحدة جسدها المحتشد المشؤوم الذي أقامه الاستعمار
الفرنسي في قرية لباشيش المجاهدة، كي يعزل حركة الثوار عنهم، ولم يبق من
تلك التجربة القاسية من شاهد إلا ذاكرة من بقي حيا ممن عاشوها، ومبنى
عظيم كان مقرا للتجنيد والتخطيط والتعذيب،
اتخذه الاستعمار منطلقا للتحكم في المنطقة، وقد عامله سكان تلك الأعراش
طيلة مرحلة الاستقلال كدليل على ارتباطهم بثورتهم الكبيرة من جهة، وعلى
وحشية المستعمر من جهة ثانية، وبعد الانتخابات البلدية الأخيرة اتخذ رئيس
بلدية بن داود لخضر لباشيش/ ، قرارا يقضي بهدم هذا المعْلَم، وإقامة مبنى
جديد يكون مقرا لمفرزة الحرس البلدي، رغم وجود عشرات البدائل التي تصلح
أن تكون مقرا، وقد شُرع فعلا في تنفيذ هذه المجزرة، الأمر الذي ترك
استياءً كبيرا لدى السكان، وأمام هذا الإجراء الذي ينعدم فيه أدنى وعي
بالتاريخ وذاكرة المكان، أناشدكم أن توقفوا جرافة البلدية، وتوجيهها إلى
ترميم الطرقات التي تتعثر فيها حتى الحياوانات ناهيك عن السيارات، ولمَ
لا تحويل هذا المعلم إلى متحف يلمّ شتات ذاكرة الثورة في المنطقة