ديسط

محمد برهام

• محمد المرسي برهام (مصر).
• ولد عام 1909 , في قرية ديسط ـ مركز طلخا ـ محافظة الدقهلية.
• بعد أن حفظ القرآن وأنهى دراسته الابتدائية الدينية التحق بتجهيزية دار العلوم فحصل على الثانوية العامة, ثم التحق بمدرسة دارالعلوم (كلية دار العلوم الآن), وحصل على الدبلوم 1936.
• تقلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية والتعليم بالإسكندرية.
• ظهرت موهبته الشعرية أثناء دراسته بدار العلوم, ومنها انطلق إلى الساحة الخارجية فأخذ وأعطى , وأسهم بجهده من خلال جماعة أبوللو, ورابطة العروبة, ومن خلال الصحف والمجلات والمهرجانات الأدبية المصرية والعربية.
• دواوينه الشعرية : الشموع 1971 ـ القيثار 1989.
• حصل على العديد من الجوائز في الكثير من المسابقات الشعرية.
• عنوانه : 3 شارع محمود شنن - الأزاريطة - الإسكندرية.
• توفي عام 1994 (المحرر)

من قصيدة: خـــواطـــر نـفــــس
أرهقتْني خواطر النفس فوضى __________
عبثَتْ بالعقولِ طُولاً وعرضا __________
تغزل الأمر من نسيج رفيع __________
وعلى الإثر تنقضُ الغزل نقضا __________
من هوى صادق يضيء فؤادا __________
لتحدٍّ يثير حقدا وبغضا __________
صورت لي المنى حدائق غُلْبا __________
ما أُحيلاك يا أمانيَّ روضا __________
وسريعاً من جنتي طردتني __________
فمن الذعر كدت أركض ركضا __________
طار حُلمي, وكان أعذب حلم __________
لم أعد منذ طار أحسن غمضا __________
قالت ازرع ما تستطيع جميلاً __________
وألحَّت لم تأل جهداً وحضّا __________
فإذا بعض سنبلات بذور __________
من جحود حصاده قد أمضَّا __________
سخطت لم تطق على النكر صبرا __________
وأبت أن تكون أكرم نبضا __________
زينت لي محاسنا لصديق __________
كي يدوم الوداد طرفي أغضى __________
ثم قالت تكشّفت لي عيوب __________
هو هيهات يمنح الود محضا __________
بعد أن كان كل يوم لقاء __________
سامر الأنس والرفاق انفضّا __________
حدثتني أن الحياة جمال __________
لا يماري في أمره غير مرضى __________
ثم ألقت سؤالها أي حسن? __________
ليت هذا الجمال قد دام غضَّا __________
قلت يا نفس: أي إثم ونجوى? __________
ولأين المطاف حسبك خوضا? __________
رحلة لليقين لا الشك أجدى __________
فإلى التيه طالما الشك أفضى __________
من قصيدة: إنســـانيــة الزهـــــر
ما أروع الزهرَ عطرٌ في حناياهُ __________
ومنظرٌ حَسَن يَسْبيك مرآهُ __________
يتيه فوق الربا, أو في حدائقه __________
وتاه زهوا به في الأرض مغناه __________
فيه حياء, ويهوانا, ويألفنا __________
والكل يألفه, والكل يهواه __________
لئن أصيصٌ بدا قفراً بلا زهر __________
لا أجبر الطرف يرنو إن تحاشاه __________
ولا يطيب إلى الأحباب مجلسهم __________
إلاإذا عبقت أنفاس رياه __________
وأي حفل سعيد ليس يحضره __________
تدور بالشوق بحثاً عنه عيناه __________
وكم كؤوس شراب لا نعاقرها __________
فكأسه هي أصفاه وأشهاه __________
وإذ نزور مريضاً كان صاحبنا __________
وكم طريح يداويه بسيماه __________
والنحل أسرابه تَتْرى تطوف به __________
يعطيه حلو رحيق كان أخفاه __________
ويلهمان معاً سر اللقاح , فذا __________
سعى , وكلل ذا بالنُّجح مسعاه __________
وورده كخدود الفاتنات , فمن __________
يصلى لهيب النوى والشوق أغناه __________
فثوبه من غروب الشمس صِبغته __________
ودودة القز قد أهدته إياه __________
عمر الزهور قصير, إنه قدر __________
وحكمة, هل ترى التفكير أضناه? __________
أو أن قطر الندى فجرا يوضِّئه __________
ففجره في مناجاة وممساه __________
وأنه جمَّل الدنيا, وأسعدها __________
فما مذاق حياة الناس لولاه __________
من قصيدة: محكمـــة الضـــمــير
عندي ضميري الذي يقضي ومحْكمتي __________
له أقدِّم أوراقي, ومظلمتي __________
تبارك الله ماذا في خواطرنا __________
يجري, ويدري قضايا غيرَ معلنة __________
ومن عجيب بلا أذن ويسمعني __________
بلا عيون , وترنو ذاتُه جهتي __________
ويختفي في مكان لا يفارقه __________
وأنه اختاره مني بمقربة __________
وأنني معه في خير عافية __________
ما دام حيا طويل العمر لم يمت __________
يثوي, فأحسبه قد راح في سِنَةٍ __________
وليس في نشوة قد راح أو سنة __________
لكنْ إذا النفس لم أرخ العنان لها __________
يكون في راحة مثلي, وفي دعة __________
قد كدت أصبح جاسوساً على وطني __________
وكنت من مال قارون على عدة __________
وأن أخون الذي قد كان أودعني __________
أمانة, وهو من ديني على ثقة __________
مع تحيات محاسب مدحت عثمان سرور
محمد المرسي برهام محمد برهام مصر 1909 لشموع 1971 , القيثار 1989. ذكر من قصيدة: خواطر نفس , من قصيدة: إنسانية الزهر , من قصيدة: محكمة الضمير ,