أنتظرتك تحت شجرة السنديان
أنتظرتك تحت شجرة السنديان
أكرهك بعنف وشدة
لأنني ذات يوم انتظرتك
تحت شجرة السنديان طويلا
كالحلم الضبابي الذي لا يأتي أبدا
كاليوم الذي يذهب ولا يعود
كالشمس التي لا تظهر
في الليالي البعيدة الحالمة
أكرهك بعنف وشدة
حبيبي
لا تبحث عن حاضر حبنا
فيغرك لمعان بريقه الزائف كايامنا
ولا تنقب عن ماضي حبنا وعشقنا
فقد التهمت دودة ارضنا
منسأته منذ زمن سحيق
لأنني ذات يوم أحببتك
بنقاءالطفل الرضيع في مهده
وطيش الأنثى المراهقة المتهورة الحالمة
وشوق الأنثى العاشقة حد الثمالة
لكنك لم تعرني أدنى أهتمام !!
لأنني ذات يوم كتبتك ونقشتك كالكلمات
الناطقة على شفاه اطفال وطني الأبرياء
كالأساطير الخرافية في ليلنا المظلم
كالحكم التي تفوه بها العقلاءوالحكماء
كالأمثال التي يتبادلها أجيالنا
ويتناقلونها عبر الزمان
أكرهك بعنف وشدة
لأنني ذات يوم ناديتك بلهفة
شوق وحنين غير مسبوق في تاريخي
فوقفت أمامي شاخصا كالقلب الغريب الساهي اللاهي
صامدا كالجبل المليءبالحجارة والصخور العنيدة الصلدة
تسمرت بعيون شاخصة
كالتمثال الأصم الذي لا يتكلم ولا ينطق
وعيوني تناديك بلهفة وقلبي قفزمن بين اضلعي
ليتدثر بشال أحضانك واضلاع صدرك
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات يوم سألتك وألححت عليك
لماذا ترحل وتبتعد وتهجر أحضاني وأوكاري..؟؟!!
لماذا تهجرني وتفارقني كما تهجر النحلة أزهاري ؟؟!!
لماذا تتركني أحوم حول نفسي كالفراشة حول الضوء ؟!
ولماذا تتركني معلقة فوق مشانق أسئلتي واستفهاماتي…؟؟!!
أكرهك بعنف وشدة ..
لأنني ذات يوم أدمنتك وتلذذت بك كما يتلذذ الطفل بالحلوى
وعشقتك كالوطن الجميل معلقه في سمائه قناديل مشتعلة
وعانيتك كالألم والعذاب داخل الجسد الطفولي الهزيل
وبكيتك برعب وخوف مرير كالأطفال الأشقياء
المرعوبين من العتمة
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني وجدتك تنقب وتبحث عنها
بين نظراتي وأحداقي
وتطارد عطورها وشذاها بين أنفاسي
وترسم وجهها تحت ظلال دخان قهوتي الصباحي
وتلونها بإشتعال نيران قلبي وأعماقي
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات يوم سمحت لك تراقصها
رقصة غجرية وأخرى أسبانية
وتضم يدك على خصرها بحب وهيام
دون مبالاة بمشاعري
وتهدي عنقها طوق من الفل والياسمين
وأهديتني الألم والحسرة
وتحمل بين احضان روحك أزهار وورود
وتهديها لقلبها دون مبالاة
وصارعتُ كالغريقة أمواج خيالي وخواطري
المكسورة على أجنحة الموج ..
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات يوم أدخلتك مدن أحلامي
وهواجسي وخواطري
وقلاع وحصون وأسوارأحزاني وهمومي
ونسيت في جيوبك المفاتيح والأقفال
أكرهك بعنف وشدة ..
لأنني ذات يوم رأيتك وشاهدتك
بأم عيني تغادرني كسحب صيفناالحارة
وتنسحب كالسراب بلا ألوان
كاوهام حياتي المنبوذة المقيتة
وتدفن رأس صباحك كالنعامة في الرمال
خوفا وهربا مني
لماذا يا حبيبي فعلت بي كل ذلك ..؟؟!!
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات يوم رجوتك أن تحطم قيودي واصفادي
وتعيدني إلى نفسي وأعماق ذاتي وكياني
أن تمنحني أنوثتي وعنفواني وكبريائي
وتعيد تشكيلي وبناء أعماقي بين أيامك وانفاسك
لكنك أدرت لي ظهرك كقلبك
ومنحتني أنتظار بحجم السماء
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات صباح ندي تمنيتك بشدة ولهفة
فخدعت بك قلبي وصميم فؤادي وجوارحي
وخدعت بك عقلي وكل خواطري وأفكاري
وحملتُ همك وأحزان أيامك في صدري
كالجبال الراسية الشاهقة…
واصبحت كحمل ثقيل جاثم على روحي وأنفاسي
أكرهك بعنف وشدة …
لأنك ذات يوم قاومت روحي وانفاسي
كالذنوب العظيمة التي يهتز لها العرش
كالمعاصي والخطايا المتعمدة التي لا تغتفر
كأنحلال العقول والنفوس وهوس القلوب الذي لا يجبر
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات يوم عشقتك وذبت في عينيك
كالألم حتى بعد دوائي وشفائي
لأنني ذات يوم عشقتك وهمت بروحك
ك جمال عمري وحياتي
فكان نور وجهك عيدي وفرحي وسعادتي وسروري
وكانت أنغام صوتك وتراتيل حنجرتك
احتفالي و نعيمي في دنيتي
أكرهك بعنف وشدة …
لأنني ذات يوم تبعت خطواتك الثقيلة
كأنني ذاهبة لمقصلة إعدامي
فزرعت الأشواك والأنصال في طريقي
الطويل ودروبي المتعرجة
وحملت روحي وأنفاسي
هموم وأحزان ليس لقلبي عليها طاقة
حملتني الهموم والصعاب
التي لا تطيق لها ذرعا نفسي
وعواطفي وذاتي
أول الهمس وآخره ….
حبيبي ومهجتي وكياني وكل عواطفي …
لا تقلق ..
ولا تبتأس..
لن أكرهك ….
ولن احقد عليك ..
ولن أخاصمك ..
وفي بداية صباحاتي لن أتحاشى الحديث عن حبنا واشواقنا
وكن واثقا أنني لن أغير طريقي حين أراك قادم من نفس دربي
ولن أمنحك اهمية كبيرة ….!!؟
هل تعلم لماذا ؟؟!!
لأنك مزروع في عمقي ولن تفارقني ولو فارقتني روحي ..!!