الزهرة الفلسطينية .. اليومالعالمي للمرأة ..
الزهرة الفلسطينية…. اليوم العالمي للمرأة
هي نوروضياءفجرنا .. مصباح وقناديل حياتنا ومساءاتنا ،شموع عمرنا ..رمز الحب والحنان الذي ملآ قلوبنا وجعلنا نتنفس الحياة وهي خريف..منبع العطاء والوفاء ومعينه الذي لا ينضب الذي نهل منه الجميع وما زلنا ننهل بلا توقف ودون أن ينضب أو يجف نغرف منه بالدلو فيخرج مليئا بالددر والقيم والمباديء والأخلاق الكريمة..
نسجت من ظروف حياتها الصعبة المرة نجاحات أقرب الى الأساطير والخيال عندما نسمعها ونعيش بعضها، نتخيل اننا في زمن الف ليلة وليلة، حولت الحرمان والعوزوالجوع بين ايدي اطفالهاالى طاقات خارقة شبيه بالمعجزات.. تمردت على ظروف حياتها الصعبة المرة مرارة الحنظل ..وحولتها عسلا وشهدا مقطر..ضحت بالكثيرالكثير من ايامها وكل أحتياجاتها.. كافحت ناضلت لتقدم للمجتمع والوطن أبناء يفخر بهم الجميع، ابناء ورجال هم تيجان وأوسمة على رؤس الخلق.. هي الأم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني سامية جميلة،الأم التي وضعت حياتها وقدمتها على طبق من ذهب بين يدي أبنائها وزوجها وأحباء قلبها بلا مقابل، ودفنت أحلامها في أعماق قلبها ووجدلت أمنياتها ضفيرة وعلقتها على رفوف الحياة إلى أجل غير مسمى، وغزلت ونسجت على ضوء الشموع من أحزانها وألآمها وقهرها ثياب فرح وسعادة وألبستهالأيتامها وابناء جيرانها وكل فقير ومحتاج ..
وصنعت من عوزها وحاجتها بأناملها ونفسها الكريمة غنى وقناعة لنفس وروح صغارها وأطفالها بعمر الطيور وحجم الصقور وبافعال الأسود، فقدمت قصة كفاح فريدة من نوعها كالدرر والجواهر ، أختلطت فيها الدموع الغزيرة بالعرق بمرار الحنظل وشوك الصبار ..
وأمتزجت بين عروقها وخيوطها مشاعر الأرق والضنى بالحب والرضا والقبول التام ، لترسم من خلالها ملحمة إنسانية تؤكد من خلال خيوطها أن قلب المرأة هو الأصلب هو الأقوى في المحن والشدائد والأشد في مواجهة الأزمات ،وأن الفقر والجهل والحزن والألم ليسوا مبررات للفشل ولا مدعاة لليأس والأحباط وأحراق الذات وإشعال النيران في الأنفاس أبدا ..
أتدرون وتعلمون عما أتكلم …؟؟!!
أتكلم عن أروع إنسانة وأجمل زهرة في العالم ….
عن الزهرة الفلسطينية..الزهرة النادرة الوجود التي تتفتح في جميع الفصول ،عطرها يفوح باريج ليس له مثيل ..ممزوج بجميع أنواع العطور ..
الأم الفلسطينية……تلك الدامعة القلب الباسمة المحيا ..المشرقة دوما كقناديل الصباح، كشمس مشرقة من خلف التلال ،تلمع على صفحات البحار .
تعد الزهرة الفلسطينية ذلك الكائن الجميل العبق المنفرد الأنفاس بنكهة الريحان وعود المسك الذي يمنح الحياة قيمة وهيبة وجمالا ما بعده جمال،وتجعل للحياة لذة ومذاق خاص من القابلية للعيش والاستمرارية، فبدونها تنتفي الحياة وتذبل وتموتكما تموت وتذبل الزهرة التي داستها القدام على ارصفة تلك الحياة ..
الزهرة الفلسطينية…. تلك الكاسرة والمحطمة..العنيفة اللينة..الطاهرة البريئة.. تلك التي تنفعل ولا تنفعل……
يا لها من أم جبارة قوية القلب والنفسوالروح ..!!!!!
تقبّل فلذة أكبادها الذاهبين الى لحظة استشهادهم وتقرأ لهم سورة الفاتحة قبل ان يمضوا على بركة الله
الى معركتهم التي تعرف مسبقا أنهم لن يعودوا منها أحياء
تلك هي الام الفلسطينية التي لها كل عيد الام الذي يحتفلون به في كل أنحاء العالم،ولها كل الوجدان المورق، ولها النجوى والحلم، ولها قبلة فوق يديها وعلى جبينها الندي في جميع الأوقات ….
هل رأيتم فتات الحجرالصخري الصغير في يد الام الفلسطينية …
كيف يكون شكله وحجمه ولونه وقوته وعظمته…
وهل عرفتم معنى ان تمسك المرأة الفلسطينية حجرا ..!!
أنه يصبح قلعة صخرية عنيدة .. يصبح جبلا بين يديها لا يقدر عليها اليهود ولا جبابرة العالم أجمع ..يصبح الحجر بحجم سلطة ،بحجم قوانين وانظمة، بحجم دولة بجميع ممتلكاتها وثرواتها ..
بحجم قوة جبارةلا تقهر ،ولا تظلم ولا تستكين..
بحجم مبارزة في التاريخ …
اول التربية للام الفلسطينية وابنها كان الحجر واسطة بينهما.
واول حلم لدى طفلها المشلوح على ذراعها كان حجرا تمتصه شفاه ذلك الطفل المتدرب على حلم موروث اوله شهادة واوسطه شهادة وآخره شهادة …من لا يعرف الام الفلسطينية لا يمكنه تصور المعنى الخلاق العظيم للوطن ،ومن يجهل معنى الام الفلسطينية لن يدرك الوطن الخلاق في حياته..
ولكن هذا ليس ذنبها لأنها لم تعرف كيف تحافظ على زوجها وأبنائها ،وعزوتها وكل أحباب قلبها لم تعرف كيف تحميهم من غدر الزمان..أو أنها لم تعرف الطمأنينه والهدوء وراحة البال..!!
أو لم تعرف طعم السعاده أبدآ على مدار حياتها..!!
هل هذا ذنبها أيضآ….؟؟
إنه ذنب تلك الظروف التي جعلت الحجرالأصم ينطق ويتكلم
وجعلت القلب الحزين يشكي ويتألم .. ولا اذن تصغي ولا تسمع …
إنه حالها منذ ولادتها منذ رأت عيونها النور، ومشت اقدامها حافية على ثرى الوطن ،حيث كتب على جبينها الشقاء والعناء الحرمان ،وكل انواع العذاب التي تخطر على قلب بشر.
منذ أن فتحت عينيها على هذه الأرض الطاهرة المباركة ، لقد صبرت وتحملت،تحملت حرمانها من أجل أجمل شئ في الحياة وصمتت ولم تتكلم ولم تنبس بحرف واحد …
حرموها من أجمل إحساس تحسه الأم في حياتها ..
خنقوا ووئدوا الضحكه في قلبها هدموا كل أحلامها وأمنياتها الورديه،حرموها من الهمسه واللمسه العذبه ،التي تلفهاإتجاه أبنائها وزوجها وأحبائها حرمت وما زالت تحرم ..
وهي صابرة .. صامدة.. حامة .. شاكرة ..
لا زالت أم المجاهدين الصابرين لازالت في سجل الصامدين يبكي أطفالها من الجوع و البرد القارص ، ولا زالت تتدثر البرد والخيام التي لا تقي البرد والصقيع ولا تسد رمقهم بلقمة من جوع
تضمد وتلملم جراحهم بالصبروالسلوان، ومنح نفسها بطاقات الأمل ،لا تركع ولا تسجد لغير الله …
ياااه… يا تقية يا صابرة ..يا صامدة .. يا أم الشهداء والأبطال والأسرى والجرحى وكل متالم و مقهور ..
لذلك نسطر اليوم وندون ..حروفنا وكلماتنا كلها بزهر الورد والرياحين وغصون البان والياسمين ..ونزمز منها أطواق وأكاليل لنلبسها في عنقك يا م الجميع، أنك من تستحقين الحياة بحق تستحقين أن تحيا نبضاتك في كل ثانية وتعود الحياة الخضراء لجميع أجزائك بعد أن جفت واصبحت خريف ..فكما تعلمون المرأة وخصوصا المرأة الفلسطينية من فصيلة الورود والزهور ذات
العطر والشذى الفواح وخصوصا الورد الفلسطيني الكريم النادر، فهي تجاهد وتجود بنفسها وتنشر عبيرهالكل من حولها حتى تذبل وتنطفيء وتذوي ولا يبقى إلا شوكها وأنصالها مدافعة به عن آخر قطرة دم تقطرها أنفاسها ..
ولكنها ستبقى الوردة الفواحة بريح المسك والعنبر ويشهد لها التاريخ بذلك وكل العالم برغم نسيانه لها .
هي تطلب الحياة الأخرة والجنة مأوى لها ولروحها الطاهرة النقية الزكية ..ولكن مهما تكالبت عليها الأيام والأحزان والهموم والسنين وإقتلعتها كالأشجار من جذورها، ستبقى خالدة كأشجار الزيتون ممتدة في عيون بني صهوين والأحتلال وكل من يشد على ايديهم.
ستبقى رائحتها ذكية فواحة تحكي لنا أسطورة وردة أفنت حياتها وروحها لتسعد غيرها بجمالها وبعبق رائحتها ..
أنا دائما أقول الوردة والزهرة الفلسطينية سوف تبقى من أجمل وأروع الأزهار والورود على الأطلاق رغم ما يظهر لنا
من ذبولها وإنحنائها فهي من تضحي وتجود بفلذة كبدها وبنفسها الطاهرة وبكل ما تملك في كل وقت وكل حين ..
فكل إنسان في هذا الكون يتمنى أن يكون وردة من وردات فلسطين الحبيبة.. وخصوصا وردة من وردات غزة الهاشم..غزة العزة والصمود فالمرأة الفلسطينية..الزهرة الفلسطينية لايهمها هطول الأمطار بغزارة القنابل والرصاصات على راسها وقلبها، لأنها
سوف تكون أصلب وأقوى ويبقى قلبهاوردة فواحة تغمر الجميع برقتها وعذوبتها وعطرها وشذاها ..
المرأة الفلسطينية هي الأنوثة في الأصل ، رقة ولين وحب وحنان ودفئ فهي زهرة ولا شك ..والوردة والزهرة البيضاء النقية الشفافة تكون أجمل وأروع بين البساتين والحدائق النضرة الخضراء ، الكل يرى الكحل الأسود بعينيها كأنه اليقين بعينه ..
المرأة الفلسطينية هي آخر الزهرات المتفتحة بين السلاسل.. والقيود والصفاد العنيدة …
يا زهرة فلسطين … أنتصري .. فوحي في وجه العالم المصاب بالزكام ..ثوري أشتعلي كقنبلة في وجه كل هالك أثيم ..الكل ينتظر منها العطاءالأكيد .. يريدونها وردة يانعة في أجمل بستان …يريدون نشوة رحيقها .. يريدونها أجمل الجميلات والحسناوات في أجمل القصور .. دون مقابل ..دون ثمن دون تضحيات ..
يا أجمل الجميلات .. يا أجمل الأزهار ..يا أجمل شيء في هذه الحياة..يا أجمل وأطهر وأنقى الأمهات في العالم ..
كفكفي دمع مقلتيكي .. أفرحي ..ابتسمي ..اضحكي ..قهقهي ، أحضني الأمل والتفاؤل وابعدي الأحزان والهموم عن قلبك بقلب قوي ..فقد بكت السماءلتحاور وتحاكي روحك الطاهرة البريئة العفيفة الصامدة القوية المتماسكة الثابتة ..
ولكن مهما ولى وذهب من جمالها الخارجي سيبقى ما تحمله في الأعماق أجمل وأكبروأهم بكثيرمما سحقته الحياة تحت اقدامها وعرته عوامل التعرية والمناخات والأجواء ..
أكيد بإذن الله ستبقى وردة وزهرة فواحة عبر السنين..
فما سمعنا يوما قط عن زهرة أو وردة أنها أنقلبت لشوكة لكنها تظل وردة جميلة رغم الأنصال والأشواك المحيطة بها من كل الجهات ..ستبقى وردة تنثر عطرها وشذاها على جميع من يستحقونها بكل جدارة ..
حتى ولو فقدت الغالي والنفيس .. لقد فقدت عزوتها وكل ما تملك أولادها زوجها فلذات أكبادها منزلها الذي يحضنها ويأويها ويقي عنها حر الصيف وبرد الشتاء ،ومع ذلك هي صامدة قوية شامخة ثابتة مثل النخلة راسخة كالسنديانة وشجرة الزيتون ..
مثل الجبل الشامخ راسها في عنان السماء.. ومع ذلك يبقى لها الكثير الكثير في هذا الزمان لأنها من فصيلة الورود العبقة الرائعة النادرة..!!!
أتعلمون ماذا سيبقى لأمرأة من فصيلة الورد والأزهارلتبقى وردة وزهرة عبر السنين .. ليذكرها ويشهد لها التاريخ .. ؟؟؟!!!!
يبقى لها حلم جميل بالغد المشرق لتحيا وتشرق من جديد بعد الذبول والأصفراروالشحوب وتلوين شعرها بالبياض ..
تحاكي النور والأمل الكبير …
يبقى لها عقلها المتزن الذي ينير لها دروب خطاها المظلمة ..
يبقى لها الأصالة والعبق الجميل مدى التاريخ ..
تبقى الحبيبة المخلصةالوفية عبر الأيام و السنين
تبقى الأم الحانية الراضية بقهوتها وخبزها الصباحي
وفطيرتها بالزعتر والجبن في الطابون ..
وبسمتها المشعة حين ترضى علينا بنفس طيبة طاهرة ..
تبقى لها روحها ونفسها بطهارتها وعفتها وصفائها ..
يبقى لها ريحها وعبيرها وعطرها الفواح حين يفوح شذاها فهو فريد من نوعه مهما حدث لن يغيبولن يصيبه الأفول ..
فهي المرأة المضحية بكل معنى الكلمة في جميع أحوالها ..
لأنها المضحية المتعبة الساهرة التي تقتات من عذابها وألمها ووجعها وحزنها ومرارة وظلمة أيامها ..
لتحيل وتبدل تعبها جنة خضراء واحة خضراء وارفة الظل لمن حولها ولكل المحيطين بها دون كلل أو ملل أو تذمر ..
فهي الأم والزوجة والأخت والصديقة والحبيبة ، فهي الأصيلة بروحها ودمها وجمالها وعفتها .. إنها سر الوجود والبقاءبلا شك ..
تمر وتعبر الأزمات على جرحها النازف وكأنها لم تكن ..
لأنها تسبغ على كل شيء سحرها وجمالها الساحر الآخاذ ..
فمن عبق الأرض كانت الكلمات والحروف أطهر وأعمر ..
ومن بين يديها كانت الحياة أعمر وأجمل ..وابهى واشهى
أااااااااااااه فهي الوردة والياسمينة الفلية الزهرية النسائية البشرية ..
هي كل الكلمات التي تجعل القلب يتنهد ويزفر الزفرات تلو الزفرات ليرتاح القلب وينزاح الغم والهم الجاثم فوق الصدور ..
تحية لكل إمرأة جفت وذبلت ورودها النظرة لأجل أن تحيا فروعها الصغيرة الغضة وتتفتح براعمها وتسمو عاليا بالعطاء ليبقى قلبها
وردة زهرة جميلة مدى التاريخ..
تحية خاصة ..
تحية أكبار وأجلال لآمي الحبيبة، أمد الله في عمرها واحياها كريمة النفس طيبة ..
تحية حب وأكبار واجلال لجميع أمهات بلدي الحبيبة بيت دقو الأبية الصامدة في وجه الأحتلال الهمجي ..
تحية أكبار وإجلال لكل الأمهات الصامدات في غزة الهاشم
غزة الصمود غزة العفة التي قهرت اليهود الأنجاس..
تحية لجميع أمهات العالم العربي والآسلامي ، مع تمنياتي لجميع الأمهات بالعمر المديد، وألف رحمة ونور على روح الأم الشهيدة في بقاع المعمورة ..
لك مني أجمل تحية و باقة ياسمين وفل ومنثور
حياك المولى يا تقية يا أم المؤمنين والملايين
اليوم العالمي 8آذار
تحياتي