تلوات

تلوات جماعة قروية تمتد نحو تسع مئة كيلو متر مربع منطقة ذاع صيتها مطلع القرن العشرين
حين بدأت قوة عائلة الكلاوي تبرز في هده البقعة من الأطلس الكبير فإدا كان إسم أسرة الكلاوي قد إرتبط بمعظم قصبات وارزازات
فإن قصبة تلوات إرتبطت أكثر بإسم المدني الدي بالإضافة إلى كونها مسقط رأسه و مقر سكناه فإنها أصبحت مركزاً لقيادته بعد وفاة أبيه
بُنيت قصبة تلوات في عهد محمد إيبيبط الذي يعتبر الجد الأكبر للكلاويين
عرفت قصبة تلوات مرور العديد من الشخصيات وكانت بدايتها في عهد السلطان المولاي الحسن
حين مروره بمنطقة تدغة و تنغير و وارزازات حاصرته الثلوج بتلوات ولم يكن في ذلك الحين محمد إيبيبك إلا أمغاراً صغيراً
كان له إبنين إثنين أحدهما يدعى التهامي و الأخر يدعى المدني تقربو من السلطان وساعدوه فوفرو له المؤونة و التبن للخيل و البغال
فمكث بتلوات مايقارب عشرون أو خمسة و عشرون يوماً وكانت هده الأحداث سبب قيام قصبة تلوات
بعد ذلك إصطحب المولى الحسن التهامي و المدني وصار من ضباطه العسكريين المقربين
فأصبح المدني يلقب بالصدر الأعظم وأخوه التهامي باشاً كبير بمراكش
لتصبح المنطقة الجنوبية تحت إمرته هده الأحداث مقتربة بفترة الإستعمار الفرنسي
تتميز قصبة تلوات بعلوها و طابعها الدفاعيوهي نتيجة لحالة أفرزتها ضروف سياسية وإجتماعية مُعينة
فقد كانت مكان إقامة عائلية وقاعدة عسكرية تتحكم في ممر القوافل التجارية
كانت بداية بناء قصبة تلوات سنة ألف وتمان مئة وستون لكنها إزدادت إتساعاً سنة بعد أخرى بأزدياد ثورة أل لكلاوي
وإتساع نفودهم لتعكس غنى وقوة هده العائلة وما بلغه الفنان المغربي من حنكة و مهارة في الزخرفة و النقش و البناء باحات
و غُرف زاهية الألوان جدرانها و أسقفها و أعمدتها منمقة بالفسيفساء و الرخام و الزليج و أبوابها وشبابيكها من خشب الأرز و العرعر
ميزها الحس الجمالي الأوروبي و الدوق الأمازيغي
مند أواخر القرن التاسع عشر صارت القصبة مركزاً مزدهراً للقيادة الكلاوية إمتد نفودها حتى شمل جُزءً كبيراً من جنوب المغرب
فعرفت إزدهاراً كبيراً قصدها الفقهاء و الفلاحون و الشعراء و المتقاصون و المغنون
ولا تزال بعض الشهود على ذلك أحياءً يتدكرون أوجها ويؤكدون إزدهارها
بعد الإستقلال وفر العديد من الأعيان وبعد زوال النظام القائدي ونقل مركز القيادة إلى إغرم نوكدال
و عرفت قصبة تلوات ركوداً كبيراً أدى إلى إهمالها و إنهيارها .