قصة الجوع كافر
كانت الشمسُ تتكبدُ السماء عندما كان الشاويش( رجب) يقود ُحافلته عائداً إلى ثكنته العسكرية ,وقد شعر بالجوع يحرقُ أحشاءه حيث خرجَ منذ ُالصباح الباكر من بيته غاضباً حيث دارت خناقةٌ مع زوجته التي لم تعد له الطعام في الصباح* وبينما هو يسيرُ على الطريق ,وعند مروره بإحدى القرى اشتمت أنفُه رائحة (حلة من المحشي) تفورُ على موقد من النار لإحدى نساء القرية* فاقتربَ بسيارته, ثم توقف ونزل مسرعاً , وجعل يتسحبُ بحذر كاللص حتى خطفَ (حلة المحشي)من على النار ,وكانت تلهبُ يديه, وهرب بها إلى السيارة * والمرأة تهرولُ خلفه صارخة ًمولولة على ضياع (حلة المحشي) التي تعبت في إعدادها* وانطلق الشاويش( رجب) بسيارته مسرعاً ,وبدأ وهو يقودُ السيارة يلتقط ُأحد (صوابع المحشي) ,وكان يلهبُ إصبعه ,ويقذفُ به في فمه ,فيلهبه أيضاً , فيغمضُ عينيه من لسعته في حلقه ,فيدهسُ وهو مغمضُ العينين رجلاً على الطريق ,أو امرأة * وظل على هذه الحال حتى فرغت (حلة المحشي), وهو يدهسُ في غفلته عن الطريق رجلاً ,أو طفلاً, أو بقرة ,أو دجاجة * والناس من خلفه قد خرجوا من دورهم, وحقولهم يصرخون, ومنهم من حملَ فأسه , ومن رفع هراوة غليظة يهرولون وراءه لعلهم يقبضون عليه ,وينتقمون منه ** لكنه كان يفلتُ منهم بصعوبة بالغة ,ويروغُ بسيارته يميناً ,وشمالاً, وفجأة فقد السيطرة على عجلة القيادة ,وما هي إلا لحظات حتى وجد نفسه قابعاً هو والسيارة في وسط الترعة بجانب الطريق * وبشق النفس استطاع الخروج من السيارة, وظل يعومُ ويعوم حتى وصل إلى الشاطئ * وهناك جلس وهو يلهثُ ويلتقط ُأنفاسه ,وقد غطى الطينُ وجهه وثيابه * ثم جعل يقولُ لنفسه : الحمد لله الحمد لله نجوتُ من الغرق ولم أمت وأنا جائع!!! فعلاً / صدق من قال/ الجوع كافر!!
تقييم:
0
0
تقييم:
0
0