عبدو
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها تــــرك مـا فيهــا
لا دار للمرء بعد الـمـوت يسكنهــا إلا التي كان قبل المـــوت يبنيهــا
فإن بناهــا بخيــر طــاب مسكنهــا وإن بناهــــا بشــر خــاب بانيهــا
أموالــنــا لذوي الميراث نجمعهــا ودورنــــا لخراب الدهـــر نبنيهــا
كم من مدائن في الأفــاق قد بنيت أمست خراب و أفنى الموت أهليها
أين الملوك التي كـانت مسلطنة ؟ حتى سقاها بكأس المــوت ساقيها
والعـلم ثـــالثها و الحلـم رابعهــا و الجود خامسهــا والفضل باقيهــا
لا تركنن إلى الدنيــا و مـا فيهــا فالمــوت لا شـك يفنينا و يفنيهـــا
وأعمل لدار غد رضوان خاذنهـا و الجارأحمد والرحمــن نــاشيهـا
قصورها ذهب و المسك طينتهـا و الزعفران حشيش نابت فيهـــا
أنهارها لبن مصفى و من عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها
و الطير تجري على الأغصان عـ ـاكفة تسبح الله جهرا ً في مغانيها
فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يُحيها