مول البركي

مع نهاية الثمانينات ظهرت الجمعيات التي تعنى بالتنمية والتشغيل الذاتي حتى فاق عددها أزيد من 40 ألف جمعية . هذا جميل مقارنة مع النمو الديموغرافي الكبير بالبلاد ،لكن المشكل تحول الى تفريخ للجمعيات فكثر المرتزقة وصيادي الفرص الذين يتاجرون بالعمل الجمعوي بفبركة الجمعيات والمتاجرة بالمنخرطين والمستفيذين.
فهناك من لا يفرق بين الألف والزرواطة ويحشر نفسه في هذا الميدان النبيل ، وأمام هذا الإنفلات بتنا نسمع ونلمس متاجرة المرتزقة بمواضيع سامية ( الطفولة ، المعاقين ، المرأة وكذا البيئة... لقد أصبح هؤلاء المرتزقة يشكلون خطرا على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
أمام هذا النزيف حان الوقت لوضع حد لظاهرة الإسترزاق بالعمل الجمعوي ،من خلال مراقبة مالية الجمعيات عن طريق مساطر المتابعة والمراقبة سواء من قبل الدولة أو من المنظمات المانحة وذلك بخلق لجان تابعة للجهات المركزية ولأجهزة مستقلة حتى لايتم الضغط عليها أو التأثير على عملها ، مع النهوض بثقافة المحاسبة حتى لايتم الإفلات من العقاب وتكرار التلاعب بالمال العمومي وتداول المناصب واحتكارالقرار .