عفت نصار الكويتي
2/20/2012 2:24 PM
قالت صحيفة "الرأي" الكويتية أن نجم نادي الزمالك السابق عفت نصار قرر التنازل عن الجنسية المصرية من أجل الانتساب إلى جذوره الكويتية .
واشارت الصحيفة الي ان نصار تعرض لعملية تزوير في أوراق رسمية لم يكتشفها ال منذ فترة وجيزة ،حيث تبين من خلالها أنه كويتيا لأصل مصري الجنسية ،وأن اسمه الحقيقي هو عبدالعزيز النشمي.
جدير بالذكر ان نصار كان قد تألق مع نادي الزمالك والمصري البورسعيدي في فترة منتصف التسعينات قبل ان يعتزل الكرة ويتجه للتدريب .
وهذه هي القصة كاملة يرويها لاعب الزمالك السابق بنفسه لصحيفة الرأي الكويتية .
وبداية تلك القصة التي لو شاهدت احداثها في فيلم هندي ما صدقت مشهدا منها تعود إلى ستينات القرن الماضي وبالتحديد في الرابع والعشرين من اغسطس في العام 1963 وفي عشية ذلك اليوم الذي كان سبتا.
عُلقت الزينات ودُقت الطبول في حي بولاق الشعبي ايذانا بعقد قران وزفاف المواطن الكويتي أحمد عبدالعزيز النشمي على سيدة مصرية تدعى سيدة السيد راجح بصداق مسمى 300 جنيه مصري دفع منها 100 فقط وتبقى 200 تستحق عند اقرب الاجلين الوفاة او الطلاق.
أحمد النشمي الذي كان متزوجا من امرأة كويتية وله منها بنتان كان يتمنى ان يكون له من صلبه ولد ذكر، فساقته المقادير إلى قاهرة المعز ليتزوج احدى فتياتها وهي سيدة املا في ان يرزقه الله منها الولد وبعد ان زُف اليها في ذلك الحي الشعبي، اتى بها إلى الكويت ليبدأ معها حياة زوجية جديدة، كانت في معظم اياما هادئة، ولم يكن يكدر صفوها سوى حنين وشوق سيدة إلى موطنها مصر.
استجاب الله دعاء المواطن احمد حين حملت سيدة مرتين وانجبت له فيها ولدين اسميا الاول عبدالعزيز واطلقا على الاخر نشمي، فرح الزوجان بهما كثيرا، ولكن تأتي (رياح التغيير) بما لا تشتهي سفن الرباط الشرعي فيموت نشمي وتنتقل روحه إلى الرفيق الاعلى، وتحمل سيدة ولدها الآخر عبدالعزيز ومعه جواز سفره وشهادة ميلاده وعقد زواجها، وتطير بها إلى مصر لقضاء اجازة لكنها توارت عن انظار زوجها أحمد، تاركة وراءها في الكويت قبرا يضم ولدها الثاني نشمي.
استطاعت سيدة ان تُطلق من المواطن احمد، وبعد انقضاء عدتها تزوجت من ابن عمها ويدعى ... نصار، وكان للامور ان تسير على خير ما يرام لولا جهل سيدة التي دفعها خوفها على عبدالعزيز من ان يعامل في مصر كالاجانب فلا يتمكن من دخول المدرسة الا بالمصروفات لان أباه ليس مصريا ذلك الخوف دفعها لارتكاب جُرم كبير فاستخرجت شهادة ميلاد رسمية من السجل المدني في القاهرة لابنها عبدالعزيز، ولكن هذه المرة باسم عفت، وبدلا من ان تكتب في خانة الاب أحمد كتبت نصار... نعم سجلته باسم زوجها وابن عمها، الذي ساعدها في هذا التزوير الذي لم تحسب لعواقبه حسابا، وسهل لهما مهمتهما عدم وجود دقة في تسجيل المواليد والوفيات في مصر في ذلك الزمن الذي كان يعتمد فيه على شهادتي الزوج وشيخ الحارة.
مرت الايام تخلفها الشهور والسنون وشب عبدالعزيز او عفت على الطوق، وبدت تظهر موهبته في لعب كرة القدم والتي بسببها تلقى ضربات موجعة وصفعات مؤلمة ممن يفترض انه ابوه وفي ذلك يروي عفت ما تبقى من فصول المأساة لـ «الراي» التي اختارها دون غيرها لتنشر قصته كما عاشها فقال «كان شيء بداخلي يقول لي ان نصار لا يمكن ان يكون ابي، لشدة قسوته ومعاملته السيئة لي، والذي كان يهون عليَّ بؤسي وشقائي امي، ودراستي وكرة القدم التي كنت اجد فيها سلوتي».
واضاف نصار «اكتشف موهبتي احد كشافي نادي الزمالك، وبالفعل انضممت للفريق في سن صغيرة، وفيه حققت حلمي، وذاعت شهرتي، واصبح يشار اليّ بالبنان، وتلاحقني وسائل الاعلام ويطاردني المعجبون والمعجبات، وتم اختياري ضمن صفوف المنتخب القومي لبلادي، وحققت مع الفريق نتائج زادت من شهرتي وحب الناس لي». وزاد عفت في نهاية الثمانينات حصل شيء لم افهم مغزاه في حينه، وذلك عندما طلب نادي العربي الكويتي لعب مباراة ودية مع نادي الزمالك على ان تلعب المباراة على ارض الكويت يومها احسست باحساس لم اشعر به من قبل، وتملكتني فرحة غامرة لم اعتدها على الرغم من انني سافرت بلدانا عدة، وفي القارات الخمس.
«وجاءت اللحظة الحاسمة» يقول عفت «نعم اللحظة التي نزلت فيها ارض الاستاد ورأيت مدرجاته تكتظ بمشجعين من مصر والكويت، يحملون اعلام البلدين ترفرف في كل مكان، في ذلك اليوم اقسم أن ما كان يسيطر عليّ لم استطع وصفه في وقته، فتمنيت ان امتع هذه الجماهير التي تسلل اليّ حبها فرحت اظهر كل ما عندي من مهارات، ووفقني الله، ونجحت في احراز ثلاثة اهداف في مرمى نادي العربي، وسط تصفيق وتشجيع ملأ جنبات الاستاد، ثلاثة أهداف بقدميّ اللتين لم تكونا غريبتين عن هذا المكان فأصلت فكرة ان الجسد يحن للأرض التي شهدت مولده، وان كنت لم يخطر ببالي ولو لحظة انني انتمي اليها».
وأردف نصار «الأمر الثاني الذي زاد من حيرتي، بعد انتهاء المباراة، استقبال الشيخ الشهيد فهد الاحمد لي والذي قال لي كلمات مازال وقعها يرن في اذني حين قال «ليتك كويتي»... لم ادر لماذا تمنى ذلك؟ ولماذا تفوهت شفتاه بتلك الأمنية؟، انتهى اللقاء وعدنا ادراجنا إلى مصر، لكن تلك الزيارة لم تغب ثانية عن مخيلتي، ورحت اروي تفاصيلها كلما جاءت سيرة الكويت أو لم تجئ».
هنا بدأت نبرات صوت نصار تتغير، وكأنه بدأ يقترب من فصول الرواية المحزنة، وبدأت ملامح وجهه تتغير، وكأنه يستعد لنزع فتيل القنبلة التي انفجرت منذ زمن ليس بالبعيد، فتركت شظاياها اثارا على نفسه... وأكمل حديثه لـ«الراي» مقسما «والله أنا لست باحثا عن الشهرة، فالجميع في مصر والوطن العربي يعرفني، والله لا اسعى للحصول على ارث، فما جنيته من لعبي لنادي الزمالك والمنتخب، وما احصله الآن عن طريق عملي كمدرب ومحلل رياضي في العديد من الفضائيات جعلني بحمد الله امتلك ثروة لا بأس بها، وبيتا في احد احياء القاهرة الراقية تقدر قيمتها الان بأكثر من 22 مليون جنيه مصري، قسمي هذا لان ما سأرويه الان سيغضب زوجتي وأبنائي مصطفى ومحمد ونور الدين، والذين حذروني من مغبة نشره او الحديث عنه لوسائل الاعلام فمنذ ان جلست امي بين يدي وفجرت مفاجأة انني كويتي، وان زوجها وابن عمها نصار ليس أبي، وجدتني كمن اقتلع من جذوره، ولم يعد يستطيع ان يثبتها ثانية، ورأيتني وكأنني شخص آخر لم اعرفه من قبل حاولت نسيان ما قالته امي فلم استطع، جاهدت نفسي كي تعود لطبيعتها ولكن هيهات، فاستفتيت عددا من رجال الدين فأجمعوا امرهم بضرورة مجابهة الحقيقة، والبحث عن اشقائي، والا اكون مشاركا في الاثم الذي ارتكبته امي يوم ان حرمتني من ابي واخوتي، وجعلتني في الاوراق ابنا لانسان لم يستطع يوما ان يتقمص دور أبي، وكانت فتاواهم مسترشدة بقول الله تعالى «ادعوهم لابائهم»، فعقدت العزم على البحث عن أهلي ووطني.
وزاد نصار «توسلت إلى زوجتي ان اعود كما كنت فلم أقدر، واستحلفني ابنائي الذين ما لبثوا ان شقوا طريقهم في عالم كرة القدم، ان كشف ما كان مستورا عني طيلة تلك السنوات، سيجعلهم في مهب ريح الاشاعات، وسيؤثر بالسلب عليهم وسط اقرانهم واصدقائهم، فحنثت بوعدي لهم خوفا من معصية ربي من اجل ذلك اتصلت بـ «الراي» وقررت ان تكون منبري لايصال صوتي بعد كل تلك السنين، والتي كنت ايامها في أوج شهرتي وما لبثت عدت من الكويت بعد مباراتنا مع العربي، لتفاجئني امي بالحقيقة يومها انطلقت قاصدا سفارة الكويت في القاهرة حاملا بين ضلوعي جواز سفري الكويتي وشهادة ميلادي الكويتية التي فيها مسماي الحقيقي عبدالعزيز اضافة إلى عقد زواج امي الاصلي من أبي الحقيقي وطلبت مقابلة احد المسؤولين فيها، فاستقبلني ديبلوماسي من عائلة العنزي، ورويت له بالتفصيل حكايتي واظهرت له ما يثبت صدقها، فرفق بحالي، وقال لي بالحرف الواحد (لو تريد الآن بموجب ما معك من اوراق استخراج جواز سفر كويتي جديد لاستخرجته لك في الحال، فأثنيت عليه خيرا وتركت له صورا من الاوراق في ملف خاص بي، وتمنيت عليه أن يخبر اشقائي بان في مصر اخا لهم من ابيهم».
وأردف نصار «من خلال علاقاتي ومعارفي الممتدة في التسعينات توصلت الى ابن عم لي اسمه سعود، هذا الرجل لكبر سنه، ولعطفه عليّ واستقباله الرائع لي في الكويت كنت اناديه (العم سعود)، نعم استحق عن جدارة لقب عم، فقد وقف الى جانبي حين طلب مني المسؤولون في الكويت رفع قضية، فوكل لي محامياً ولم يتخل عني في تلك الفترة، من كرم ضيافة وحسن عشرة جعلتني فعلاً اشعر انه من صلبي».
وزاد نصار «طلب مني (العم سعود)، وبناء على توجيهات المحققة الكويتية ضرورة اجراء فحوصات للدم لترفق بأوراق القضية، واخذني الى احد المستشفيات وتم عمل اللازم واظهرت النتائج ان جيناتي الوراثية تنتمي الى هذه الاسرة الاصيلة».
وأكمل نصار «عدت الى القاهرة ومرت سنون وبقيت الامور على حالها، وبدأت ألحظ في تلك السنوات ان (العم سعود)، تغير في ردوده عليّ من دون ابداء الأسباب لذلك لجأت إلى السفارة الكويتية في القاهرة من جديد، وهناك اكتشفت ان الملف الذي تركته في حوزتهم، موجود في مكانه ومكتوب عليه اسمي لكنه كان خاويا من الاوراق التي اودعتها فيه، ولم يجد المسؤولون في السفارة ردا مقنعا عن السر وراء اختفائها من الملف».
وبينما كان عفت يضرب كفا بكف راح يتساءل لـ «الراي» من المستفيد من اخفاء تلك الاوراق؟ ولماذا أخفاها؟ هل اذنبت لأنني اجازف بمستقبلي ومستقبل وسمعة ابنائي من اجل العثور على عائلتي والتعرف على افرادها؟، هل اجرمت لانني اشتقت إلى شقيقتيّ من ابي واللتين علمت ان احداهما لقيت ربها، والاخرى لا تعرف عني شيئا؟».
وختم نصار بالقول «مازاد حزني والمي ان هناك من اخبرني بانه تم استخراج شهادة وفاة لي من الكويت، لذلك اتوجه من خلال «الراي» بسؤال إلى المسؤولين هل يمكن ان تسقط جنسيتي الكويتية بالتقادم؟ وهل هناك ما يمنع من دخول البلاد والجلوس إلى اشقائي ولم شملي بأسرتي في وطني الكويت الذي حرمت منه صغيرا من دون ذنب، ويسعى اناس ليحرموني منه كبيرا من دون حتى ان ارى فيه اهلي اليوم ليست قضيتي قضية إرث بل قضية نسب وهو ما يؤرقني وان كان لي حق فلست بصدد الحديث عنه الآن».
وناشد سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحكومته الجديدة ان ينظروا في مشكلته ويجمعوه بأهله مجددا .
والدة عفت نصار نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية
والد عفت نصار نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية
نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية
قالت صحيفة "الرأي" الكويتية أن نجم نادي الزمالك السابق عفت نصار قرر التنازل عن الجنسية المصرية من أجل الانتساب إلى جذوره الكويتية .
واشارت الصحيفة الي ان نصار تعرض لعملية تزوير في أوراق رسمية لم يكتشفها ال منذ فترة وجيزة ،حيث تبين من خلالها أنه كويتيا لأصل مصري الجنسية ،وأن اسمه الحقيقي هو عبدالعزيز النشمي.
جدير بالذكر ان نصار كان قد تألق مع نادي الزمالك والمصري البورسعيدي في فترة منتصف التسعينات قبل ان يعتزل الكرة ويتجه للتدريب .
وهذه هي القصة كاملة يرويها لاعب الزمالك السابق بنفسه لصحيفة الرأي الكويتية .
وبداية تلك القصة التي لو شاهدت احداثها في فيلم هندي ما صدقت مشهدا منها تعود إلى ستينات القرن الماضي وبالتحديد في الرابع والعشرين من اغسطس في العام 1963 وفي عشية ذلك اليوم الذي كان سبتا.
عُلقت الزينات ودُقت الطبول في حي بولاق الشعبي ايذانا بعقد قران وزفاف المواطن الكويتي أحمد عبدالعزيز النشمي على سيدة مصرية تدعى سيدة السيد راجح بصداق مسمى 300 جنيه مصري دفع منها 100 فقط وتبقى 200 تستحق عند اقرب الاجلين الوفاة او الطلاق.
أحمد النشمي الذي كان متزوجا من امرأة كويتية وله منها بنتان كان يتمنى ان يكون له من صلبه ولد ذكر، فساقته المقادير إلى قاهرة المعز ليتزوج احدى فتياتها وهي سيدة املا في ان يرزقه الله منها الولد وبعد ان زُف اليها في ذلك الحي الشعبي، اتى بها إلى الكويت ليبدأ معها حياة زوجية جديدة، كانت في معظم اياما هادئة، ولم يكن يكدر صفوها سوى حنين وشوق سيدة إلى موطنها مصر.
استجاب الله دعاء المواطن احمد حين حملت سيدة مرتين وانجبت له فيها ولدين اسميا الاول عبدالعزيز واطلقا على الاخر نشمي، فرح الزوجان بهما كثيرا، ولكن تأتي (رياح التغيير) بما لا تشتهي سفن الرباط الشرعي فيموت نشمي وتنتقل روحه إلى الرفيق الاعلى، وتحمل سيدة ولدها الآخر عبدالعزيز ومعه جواز سفره وشهادة ميلاده وعقد زواجها، وتطير بها إلى مصر لقضاء اجازة لكنها توارت عن انظار زوجها أحمد، تاركة وراءها في الكويت قبرا يضم ولدها الثاني نشمي.
استطاعت سيدة ان تُطلق من المواطن احمد، وبعد انقضاء عدتها تزوجت من ابن عمها ويدعى ... نصار، وكان للامور ان تسير على خير ما يرام لولا جهل سيدة التي دفعها خوفها على عبدالعزيز من ان يعامل في مصر كالاجانب فلا يتمكن من دخول المدرسة الا بالمصروفات لان أباه ليس مصريا ذلك الخوف دفعها لارتكاب جُرم كبير فاستخرجت شهادة ميلاد رسمية من السجل المدني في القاهرة لابنها عبدالعزيز، ولكن هذه المرة باسم عفت، وبدلا من ان تكتب في خانة الاب أحمد كتبت نصار... نعم سجلته باسم زوجها وابن عمها، الذي ساعدها في هذا التزوير الذي لم تحسب لعواقبه حسابا، وسهل لهما مهمتهما عدم وجود دقة في تسجيل المواليد والوفيات في مصر في ذلك الزمن الذي كان يعتمد فيه على شهادتي الزوج وشيخ الحارة.
مرت الايام تخلفها الشهور والسنون وشب عبدالعزيز او عفت على الطوق، وبدت تظهر موهبته في لعب كرة القدم والتي بسببها تلقى ضربات موجعة وصفعات مؤلمة ممن يفترض انه ابوه وفي ذلك يروي عفت ما تبقى من فصول المأساة لـ «الراي» التي اختارها دون غيرها لتنشر قصته كما عاشها فقال «كان شيء بداخلي يقول لي ان نصار لا يمكن ان يكون ابي، لشدة قسوته ومعاملته السيئة لي، والذي كان يهون عليَّ بؤسي وشقائي امي، ودراستي وكرة القدم التي كنت اجد فيها سلوتي».
واضاف نصار «اكتشف موهبتي احد كشافي نادي الزمالك، وبالفعل انضممت للفريق في سن صغيرة، وفيه حققت حلمي، وذاعت شهرتي، واصبح يشار اليّ بالبنان، وتلاحقني وسائل الاعلام ويطاردني المعجبون والمعجبات، وتم اختياري ضمن صفوف المنتخب القومي لبلادي، وحققت مع الفريق نتائج زادت من شهرتي وحب الناس لي». وزاد عفت في نهاية الثمانينات حصل شيء لم افهم مغزاه في حينه، وذلك عندما طلب نادي العربي الكويتي لعب مباراة ودية مع نادي الزمالك على ان تلعب المباراة على ارض الكويت يومها احسست باحساس لم اشعر به من قبل، وتملكتني فرحة غامرة لم اعتدها على الرغم من انني سافرت بلدانا عدة، وفي القارات الخمس.
«وجاءت اللحظة الحاسمة» يقول عفت «نعم اللحظة التي نزلت فيها ارض الاستاد ورأيت مدرجاته تكتظ بمشجعين من مصر والكويت، يحملون اعلام البلدين ترفرف في كل مكان، في ذلك اليوم اقسم أن ما كان يسيطر عليّ لم استطع وصفه في وقته، فتمنيت ان امتع هذه الجماهير التي تسلل اليّ حبها فرحت اظهر كل ما عندي من مهارات، ووفقني الله، ونجحت في احراز ثلاثة اهداف في مرمى نادي العربي، وسط تصفيق وتشجيع ملأ جنبات الاستاد، ثلاثة أهداف بقدميّ اللتين لم تكونا غريبتين عن هذا المكان فأصلت فكرة ان الجسد يحن للأرض التي شهدت مولده، وان كنت لم يخطر ببالي ولو لحظة انني انتمي اليها».
وأردف نصار «الأمر الثاني الذي زاد من حيرتي، بعد انتهاء المباراة، استقبال الشيخ الشهيد فهد الاحمد لي والذي قال لي كلمات مازال وقعها يرن في اذني حين قال «ليتك كويتي»... لم ادر لماذا تمنى ذلك؟ ولماذا تفوهت شفتاه بتلك الأمنية؟، انتهى اللقاء وعدنا ادراجنا إلى مصر، لكن تلك الزيارة لم تغب ثانية عن مخيلتي، ورحت اروي تفاصيلها كلما جاءت سيرة الكويت أو لم تجئ».
هنا بدأت نبرات صوت نصار تتغير، وكأنه بدأ يقترب من فصول الرواية المحزنة، وبدأت ملامح وجهه تتغير، وكأنه يستعد لنزع فتيل القنبلة التي انفجرت منذ زمن ليس بالبعيد، فتركت شظاياها اثارا على نفسه... وأكمل حديثه لـ«الراي» مقسما «والله أنا لست باحثا عن الشهرة، فالجميع في مصر والوطن العربي يعرفني، والله لا اسعى للحصول على ارث، فما جنيته من لعبي لنادي الزمالك والمنتخب، وما احصله الآن عن طريق عملي كمدرب ومحلل رياضي في العديد من الفضائيات جعلني بحمد الله امتلك ثروة لا بأس بها، وبيتا في احد احياء القاهرة الراقية تقدر قيمتها الان بأكثر من 22 مليون جنيه مصري، قسمي هذا لان ما سأرويه الان سيغضب زوجتي وأبنائي مصطفى ومحمد ونور الدين، والذين حذروني من مغبة نشره او الحديث عنه لوسائل الاعلام فمنذ ان جلست امي بين يدي وفجرت مفاجأة انني كويتي، وان زوجها وابن عمها نصار ليس أبي، وجدتني كمن اقتلع من جذوره، ولم يعد يستطيع ان يثبتها ثانية، ورأيتني وكأنني شخص آخر لم اعرفه من قبل حاولت نسيان ما قالته امي فلم استطع، جاهدت نفسي كي تعود لطبيعتها ولكن هيهات، فاستفتيت عددا من رجال الدين فأجمعوا امرهم بضرورة مجابهة الحقيقة، والبحث عن اشقائي، والا اكون مشاركا في الاثم الذي ارتكبته امي يوم ان حرمتني من ابي واخوتي، وجعلتني في الاوراق ابنا لانسان لم يستطع يوما ان يتقمص دور أبي، وكانت فتاواهم مسترشدة بقول الله تعالى «ادعوهم لابائهم»، فعقدت العزم على البحث عن أهلي ووطني.
وزاد نصار «توسلت إلى زوجتي ان اعود كما كنت فلم أقدر، واستحلفني ابنائي الذين ما لبثوا ان شقوا طريقهم في عالم كرة القدم، ان كشف ما كان مستورا عني طيلة تلك السنوات، سيجعلهم في مهب ريح الاشاعات، وسيؤثر بالسلب عليهم وسط اقرانهم واصدقائهم، فحنثت بوعدي لهم خوفا من معصية ربي من اجل ذلك اتصلت بـ «الراي» وقررت ان تكون منبري لايصال صوتي بعد كل تلك السنين، والتي كنت ايامها في أوج شهرتي وما لبثت عدت من الكويت بعد مباراتنا مع العربي، لتفاجئني امي بالحقيقة يومها انطلقت قاصدا سفارة الكويت في القاهرة حاملا بين ضلوعي جواز سفري الكويتي وشهادة ميلادي الكويتية التي فيها مسماي الحقيقي عبدالعزيز اضافة إلى عقد زواج امي الاصلي من أبي الحقيقي وطلبت مقابلة احد المسؤولين فيها، فاستقبلني ديبلوماسي من عائلة العنزي، ورويت له بالتفصيل حكايتي واظهرت له ما يثبت صدقها، فرفق بحالي، وقال لي بالحرف الواحد (لو تريد الآن بموجب ما معك من اوراق استخراج جواز سفر كويتي جديد لاستخرجته لك في الحال، فأثنيت عليه خيرا وتركت له صورا من الاوراق في ملف خاص بي، وتمنيت عليه أن يخبر اشقائي بان في مصر اخا لهم من ابيهم».
وأردف نصار «من خلال علاقاتي ومعارفي الممتدة في التسعينات توصلت الى ابن عم لي اسمه سعود، هذا الرجل لكبر سنه، ولعطفه عليّ واستقباله الرائع لي في الكويت كنت اناديه (العم سعود)، نعم استحق عن جدارة لقب عم، فقد وقف الى جانبي حين طلب مني المسؤولون في الكويت رفع قضية، فوكل لي محامياً ولم يتخل عني في تلك الفترة، من كرم ضيافة وحسن عشرة جعلتني فعلاً اشعر انه من صلبي».
وزاد نصار «طلب مني (العم سعود)، وبناء على توجيهات المحققة الكويتية ضرورة اجراء فحوصات للدم لترفق بأوراق القضية، واخذني الى احد المستشفيات وتم عمل اللازم واظهرت النتائج ان جيناتي الوراثية تنتمي الى هذه الاسرة الاصيلة».
وأكمل نصار «عدت الى القاهرة ومرت سنون وبقيت الامور على حالها، وبدأت ألحظ في تلك السنوات ان (العم سعود)، تغير في ردوده عليّ من دون ابداء الأسباب لذلك لجأت إلى السفارة الكويتية في القاهرة من جديد، وهناك اكتشفت ان الملف الذي تركته في حوزتهم، موجود في مكانه ومكتوب عليه اسمي لكنه كان خاويا من الاوراق التي اودعتها فيه، ولم يجد المسؤولون في السفارة ردا مقنعا عن السر وراء اختفائها من الملف».
وبينما كان عفت يضرب كفا بكف راح يتساءل لـ «الراي» من المستفيد من اخفاء تلك الاوراق؟ ولماذا أخفاها؟ هل اذنبت لأنني اجازف بمستقبلي ومستقبل وسمعة ابنائي من اجل العثور على عائلتي والتعرف على افرادها؟، هل اجرمت لانني اشتقت إلى شقيقتيّ من ابي واللتين علمت ان احداهما لقيت ربها، والاخرى لا تعرف عني شيئا؟».
وختم نصار بالقول «مازاد حزني والمي ان هناك من اخبرني بانه تم استخراج شهادة وفاة لي من الكويت، لذلك اتوجه من خلال «الراي» بسؤال إلى المسؤولين هل يمكن ان تسقط جنسيتي الكويتية بالتقادم؟ وهل هناك ما يمنع من دخول البلاد والجلوس إلى اشقائي ولم شملي بأسرتي في وطني الكويت الذي حرمت منه صغيرا من دون ذنب، ويسعى اناس ليحرموني منه كبيرا من دون حتى ان ارى فيه اهلي اليوم ليست قضيتي قضية إرث بل قضية نسب وهو ما يؤرقني وان كان لي حق فلست بصدد الحديث عنه الآن».
وناشد سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحكومته الجديدة ان ينظروا في مشكلته ويجمعوه بأهله مجددا .
والدة عفت نصار نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية
والد عفت نصار نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية
نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية