السعيد من صلح قلبه
السعيد من صلح قلبه
السعيد من صلح قلبه, وحسن نطقه, وعبد ربه, ووصل الى الناس خيره, وابعد عن الناس اذاه وشره, فليس لك من قلبين في جوفك تجعل من احدهما منبعا للسعادة والخير, وتجعل من الاخر منبعا للشقاوة والشر, وفي الذكر الحكيم: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (1) فكان المراد أن الإنسان لا يمكن أن يكون له قلبان يجمع بهما بين الضدين وهو ابتغاء مرضات الله وابتغاء مرضات أعدائه بل له قلب واحد إذا صدق في التوجه إلى شيء لا يمكن أن يتوجه إلى ضده بالصدق والإخلاص، فيكون في وقت واحد مخلصا لله ومخلصا لأعداء دينه، ومن هذا الباب قول الشاعر وقد رمق سماء هذا المعنى:
لو كان لي قلبان عشت بواحد ... وتركت قلبا في هواك يعذب
__________
(1) - سورة الاحزاب الاية (4).