انه الطوفان
انه الطوفان . اأقصوصة .
امتلأت الشعاب ، فكونت سيلا ، بل سيولا ، ارتفع الماء ، خرج عن منسوبه ، أتى على الأخضر واليابس ، جنات و عيون وزرع وضرع ، مقامات عالية مزينة ومفروشة ، خيرات ، أموال و ذهب ، سيارات ونساء و أطفال ، لم يبق شيء . كل راح وانجرف مع الوحل . كان أبو جمعة يحكي عن ذلك بين أقاربه في المدينة ، و الحسرة تأكل قلبه على ما فرط فيه فضاع .جاءت النشرة الاخبارية والانذارية : كل في خطر ، الحضر والمدر انه المطر مرة أخرى . "تساوى الأغنياء و الفقراء .الفقراء تعودوا مع الأيام على الجوع و الحرمان والعراء ...فمن للأغنياء ، وأنى لهم أن يتكيفوا مع الوضع الجديد ؟ " قالتها لمياء و هي تندب حظها على المعامل والادارات التي خسفت .
اجتمع من بقي من الناس على ما نجا فعزموا على الانطلاقة من جديد ، لكن بنية جديدة ، بأن
لا يعلو الأغنياء على الفقراء مرة أخرى .
عبدالحق السالكي .