الاخذ باسباب السعادة في الدنيا سبب للحصول على السعادة في الاخرى
الاخذ باسباب السعادة في الدنيا سبب للحصول على السعادة في الاخرى
ان رسل الله جاؤوا من عند الله لاقامة العدل, وتلطيف السلوك البشري, وتعليم الناس عبادة ربهم, وما يسعدهم وينفعهم في الدنيا والاخرة, وقد افاض الله على الانسان في هذه الحياة من النعم والخيرات, مايجعله ينعم ويبتهج ويكون مسرورا, وعندما ياخذ بتعاليم الشريعة فانه يحس بانه يعيش في مجتمع يرفق القوي فيه بالضعيف ويرعى الكبير الصغير, فتعم الطمأنينة كافة ابناءه فيحصل الرضا والتكافل والترابط بين كافة ابناء المجتمع, فالايمان حيمنا يتجاوز بالمظهر الى الروح والقلب والعقل فانه يؤثر في السلوك والشعور والتفكير فيحدث الانسجام بينما يقوله المرء ويفعله وبينما يؤمن به من القيم والمثل, وهذا يجعل بني الانسان في حالة تعارف وتالف مع ما كان وماهو كائن, مع رسالات الله ورسله اجمعين, وذلك ما يحمل في طياته السعادة والطمأنينة والهناء, وهو ما يعتلج في القلب والعقل والروح, فتفيض جوارح الانسان واحاسيسه خيرا وطيبه, فهو في أمن على حياته وفي أمن على مستقبله, فلااضطراب ولا تذبذب, فهو في تواصل روحي مع خالق الاكوان, ينتظر الرحمة والسعادة الابدية التي يأتي بها الله في الحياة الاخرة, فهي اعلا السعادة واشرفها. قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ} (1) وذلك هو الخير المحض, والفضيلة الصرف, والحياة الدائمة في الدار الاخرة, والعلم بلا جهل, والقدرة بلا عجز, والغنى بلا فقر, ولايمكن الوصول الى ذلك الا باكتساب الفضائل النفسية في الدنيا واستعمالها قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (2).
__________
(1) - سورة هود الاية (108).
(2) - سورة الاسراء الاية (19).