الشنباب

بالطبع لم يكن يرد على بال أحد ولا الرئيس مبارك أن تجمع الصدفة التاريخية بين يوم تخرجة من الكلية الحربية والكلية الجوية ويوم خروجه من السلطة بهذا الشكل .؟ فسبحان الله الرئيس المخلوع. محمد حسنى مبارك ولدفى قرية كفـرمصيلحة بمحافظة المنوفية من أسرة بسيطة جداً تمكن والده الموظف بالمحكمه إلحاقه بالكلية الحربية بعد حصولة على الثانوية فى بداية الأربعينات إلى أن حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فى ( 11فبراير 1949) بعد أن طلبت الكلية الجوية قبول دفعة جديدة وكان مبارك ضمن الطلبة المقبولين وعددهم 11طيار وتخرجوا بعد عام واحد فى حفل حضره الملك فاروق واستكمل الدراسة فى نفس المجال وتنقل بين المطارات والمناصب بالجيش حتى وصل الى رتبة فريق فى فبراير 1974 . (61 عاما ) مر خلالها شهر فبراير على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بنفس عدد السنوات وهو يحمل ذكرى تخرجة فى الكلية الحربية فى ( 11فبراير 1949 ) وأيضا ذكرى تخرجه فى الكلية الجوية التى التحق بها فور تخرجة من الكلية الحربية ويصبح طيار وذلك
( 11فبراير 1950 ) محطتان فى حياتة تحملان ذكريات إجابية باعتبارهما خطوة فى طريق حياتة العسكرية حتى جاء شهر فبرايرللمرة الثانية والستين فى حياة الرئيس ليخرج من السلطة بضغط من ثورة الشباب ، حيث أعلن تنحية فى
( 11فبراير2011 ) و11فبراير من كل عام هوتاريخ ميلاد الملك فاروق ملك مصر والسودان واعتاد تخريج دفع الكليات العسكرية والبوليس فى نفس تاريخ عيد ميلاده من كل عام وذلك حتى عام1952 بقيام ثورة الضباط الأحرار بعدها تحول تاريخ تخريج دفع الكليات العسكرية الى 23 يوليو من كل شهر . الرئيس المخلوع كان على موعد مع 11 فبراير ثلاثة مرات فى حياتة بدات بتخرجه من العسكرية وأنتهت بخروجه من السلطة ليصبح الرئيس السابق بعد ثلاثين عاما من الحكم . وأحد زعماء الغرب فى أول لقاء له بالرئيس المخلوع سأله هل ستكون ( ناصرياً أم ساداتيا ) فأجابة . إسمى محمد حسنى مبارك وهذا يؤكد أن الثلاثين سنه التى عاشتها مصر تحت حكمة جميعها تحمل بصمته وقراراته . أما سوزان صالح ثابت الشهيرة بـ (سوزان مبارك ) والتي ولدت فى 28 فبراير عام 1941 فمسقت رأسها بمركز مطاى بمحافظة المنيا ولكنها عاشت حياتها فى مصرالجديدة وهى من أسرة ثرية فى ذلك الوقت والدها صالح ثابت سافرلدراسة طب الأطفال فى جامعة بانجلترا فعاد بالشهادة وبزوجة كانت تعمل ممرضة من ( ويلز )أسمها ( ماى بلمر ) وأصبح أسمها بعد الزواج
( ليلى ) سوزان درست المرحلة الإبتدائية بمصر الجديدة فى مدرسة
( سانت كيلر ) مع شقيقها منير وزواجها من الرئيس المخلوع كان سببة أنه قد دعا شقيقها منير أستاذه فى الكلية الجوية فى ذلك الوقت وهو مبارك للغذاء فى منزله وهكذا حدث التعارف ثم الزواج فى عام 1959 وأنجبا ابنهما الأول علاء الدين بعد أكثر من عام وبعدها بعام ونصف أنجبا الإبن الثانى جمال وحتى عندما أصبح زوجها نائب لرئيس الجمهورية لم تتمتع سوزان بأى نفوذ وبدأت الأنظار تتسلط من كل جهات العالم على الأسرة بعد 14أكتوبر عام 1981 تاريخ تولى مبارك عرش مصر ومن هنا أصبحت سوزان تبسط نفوزها بعد أن أصبحت السيدة الأولى خلفاً لجيهان السادات . أستمرت السلطة تحمل صورة الرئيس وقرينتة حتى ظهر نجلهما علاء الذى اطلق علية رجل الظل الاكثر غموضا فى عائلة الرئيس فعرف انة رجل أعمال ولكن لم يذكر طبيعة نشاطة وبمصاهرته للواء مجدى راسخ وزواجة من ابنتة هايدى دخلت عائلة راسخ دائرة الضوء وتفرع نشاط مجدى راسخ فى مجال البترول وخاصة شركة ناشيونال جاز وحصولة على ألف فدان بمدينة السادس من أكتوبر بدون مقابل لبناء مدينة بريفر هلز وهو رئيس شركة 6أكتوبر للتنمية والأستسمار (سورك) واستطاع من خلال علاء مبارك الحصول على مساحات خيالية من أراضى الدولة جنى من ورائها المليارات الا أن ابنته (زوجةعلاء) لم يكن لها ظهورأو نشاط وأنجبت طفلين هما محمد وعمر ألاول وافتة المنية فى2009 ولم يكن فى ملف علاء مبارك أو سيرته الذاتيه أحداث كما هو الحال فى سيرة شقيقة جمال الذى لم يكتفى بلقب ابن الرئيس وسعى من خلال أمة لوراثة منصب أبيه . وعلى هذا الكلام كان سؤال يتردد فى الشارع العادى والسياسى معا وهو ( لماذا جمال ) ولكن المقربين من العائلة كان لديهم عدة تفسيرات او بالأحرى إجابات عن هذاالسؤال . أول تفسير كان قرب جمال من والدتة ومرافقته الدائمة لهاخلال عامى المرض الذى أصيبت به سوزان وظلت لمدة نحوعامين فى ألمانيا لإجراء جراحة دقيقة . ويقال أن جمال تبرع لوالدتة بجزء من نخاعه وكان هذا التبرع ضروريا للمحافظة على حياتها واستعادة صحتها ولكن البعض يرجع حماسها لجمال الى سبب رومانسى جداً لان جمال عانى طول حياتة من الشعور بالوحدة ولم يكن موفقا فى إقامة علاقات مع أقرانة من الشباب وعلى العكس كانت حياة شقيقة علاء تسير على أحسن حال لأنه كانت لدية أصدقاء وصديقات وأحب زميلتة (هايدى راسخ ) فى الجامعة الأمريكية وهو بعيدا كل البعد عن السياسة ولم تكن له أى طموحات سلطوية فى حين أن شقيقة جمال أصبح حالة فى الشارع المصرى لدرجة أنه كان سبب رئيسيا فى اسقاط نظام أبية والقضاء عليه . جمال ولد بالقاهرة عام 1963 درس المرحلة الإبتدائية بمدرسة مسزوودلى الابتدائية بمصر الجديدة وحصل على شهادة الثانوية الانجليزية من مدرسة سان جورج عام 1980 والتحق بالجامعه الأمريكية وحصل على البكالوريوس فى مجال الأعمال ثم الماجستير من نفس الجامعة فى إدارة الأعمال .. عمل فى بنك ( أوف أمريكا ) بالقاهرة وانتقل للعمل فى لندن بنفس البنك وتدرج حتى وصل لمنصب مدير الفرع وأسس شركة استثمار فى لندن واستمر فى العيش هناك حتى أواخر التسعينات . وكان يملك منزلا من العصر الجورجى ومقراًلشركته من نفس العصر بالقرب من هارودز . وبقدوم عام 2000 بدأ الطموح السياسى لجمال مبارك بانضمامة للحزب الوطنى . وبدأ صعودة الصاروخى فى الحزب منذ 2002 بتولية لجنة السياسات التى أصبحت المتحكمة فيما يحدث وتدير كل الأمور من مراجعة القوانين وبسياسة الحكومة وكلما زادت نفوذة كان أحمد عز يزداد نفوزا فى المقابل والذى أصبح يقوم بدور كمال الشاذلى داخل الحزب ومجلس الشعب وفى عام 2007 شغل جمال مبارك منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطنى وسخر الإعلام الحكومى لخدمتة . وفى عام 2007 ظهرت عائلة الجمال بجوار عائلة مبارك بعد أن ارتبط جمال مبارك بخديجة الجمال والتى أنجب منها ابنتة الوحيدة( فريدة ) وخلال عشر سنوات كان جمال متحكما فيما يحدث فى مصر سياسيا فى إدارة الإنتخابات البرلمانية والرئاسية وبقدوم عام 2010 بدأت علامات التوريث تتجلى بانتشار حملات التأييد لجمال ودعم ترشيحة لرئاسة الجمهورية وأشهرها حملة مجدى الكردى ونتائج انتخابات الشعب والشورى الاخيرة أكدت نيتهم فى التوريث . وتردد كثيرا أن هناك خلافا مستمرا داخل قصر الرئاسة حول توريث الحكم لجمال مبارك فى حياة الرئيس وهذا الخلاف دائم بين مبارك وجمال لفترة طويلة حتى كشفت ( وثائق ويكليكس ) دور سوزان مبارك فى عدم تعيين نائبا للرئيس وأفشلت نيته فى تعيين عمر سليمان لهذا المنصب فى عام 2000 ولم يكن هذا هو القرار الوحيد أو التدخل الوحيد لسوزان مبارك فى شئون الدولة فجميع قوانين المرأة من الخلع والحضانة والكوتة وغيرها من القوانين وتدخلها فى التشكيل الوزارى فمحسوب عليها تعيين عائشة عبدالهادى وفاروق حسنى وأنس الفقى ومشيرة خطاب ومن رجال الأعمال الذين ارتبطوا بها هشام طلعت مصطفى وشقيقها منير ثابت وكلاهما تضخمت ثروتة بشكل صاروخى خلال سنوات معدودة .
وفـجـأة ..! استيقظت أسرة الرئيس مبارك على مظاهرات الشعب المصرى مطالبة بإسقات النظام ورفض وجودهم بالسلطة لترتبك حساباتهم جميعاُ وسجل التاريخ نهاية أسرة مبارك الذى حكم مصر30عاماُ حتى 11فبراير 2011 .
إعداد الصحفى : أحمد عمران