أعظم بشري
بمناسبة الزيارة الملكية المباركة لأقاليم المغرب الشرقي:
"بني تدجيتّ 1"هل في الدهر يـوم = عليـك بيمْنـه جـاد الزمان’
أجلّ مـــن الـذي أعطـاك ربّـي= به شــــرفـا يعـزّ بـه المكـان’
فحلّ بأرضك الملـك’ المفـــــدّى= تواكبـه المبــــــرّة والحـنـان’
ويحْــدو قلْـــبـه حـــدب وعطْـف= لدفْقهـــــــمـا هـنــا آن الأوان ’
فكمْ عانيْت من ظمـأ اشتـــيـاق= لمـن بولائـه امتـلأ الجنان ’
وكمْ "سبْع عجاف"في "تغـزّى2= هنا أكلتْ بها "خمْـس سمان ’
وها هو "وجْه’ يوسف" قد تراءى= يحيط’ بهاءه السـر المصان’
هو ا لملك الذي سكـن الحنايـا= ولـم يسْعـدْ بطلْعتـه العيان’
فكــيـف و نـــوره دان مـشـــــعّ= بوهْـــج لا يحيـط’ بـه بيان’
تلامسـه ا لنفـــوس’ ولا يـؤدّي= سنى معنـاه للنـاس اللسان’
فموْكب’ "سبْط طـه" إنْ تجلّى= هو الأمل’ المحقّق’ والأمان’
ووقع صداه بالأسماع منا="بحيّ على الفلاح" هنا أذان’
فوافرحا بمـــن أعـــلاه ربّـــي= ومن يعْلو بـــــــه للنـاس شان
و وامـــرحـا بعهْــــــــد فـي ربانا=به فيهــــــا سيبتسم الزمان’
وينْبعــــث ا لرجـاء’ بـه فتيّـا=ليــــنمو في الثرى غرْسا يصان’
هو الحلم الذي خالوه وهْما=يحقّقه المجير المستعان’
"بني تدْجيتّ "يا بشْـرى بسعْـد=تعالى في سماك له عنان’
ألا" فابْني ولا تدعـي" بنـاء=كمن بالأمس لليأس استكانوا
ولا تخْــشيْ من الأيّـام عسْـرا=تغيض’ به أمانيــك الحسان’
فسبْط’ رسول ربّك فـي ذرانـا=لفيض رجاء أنفــــسنا الضمان’
لكـمْ صحــــراء قاحلـة أتـــاهـا=فعمّــــــت في براريها الجنان’
وأشْرق صبـــحها يزهو اختيـالا=وصار لأرضـــــــها عز ّوشان’
همـــام فـي الملـوك لـه مقـام=سما فيهم يشــير له البنان ’
على" خــلـق عظيم" لا يدانـى=يمـــيّزه التواضــــع والحنان’
له في شـــعبـه الأرواح’عـرش=به هــتف الجــــميع له ودانوا
رعـاه’ الله’ للأوطـــان غيْـــــثـا=به تنمـــــو الأمــــاني والأمان ’
ويغمر"منْبـــــت الأحرار"بـشْـرا=وأفـــراحا تفيــض بها الدنان
ودام لنــــا ولـيّ العهــــد ذخـرا*وللمــــــلك الهمام العنْفوان
وصان إلهنا المولى "رشيدا"=وسائر من بطـــــهرهم نزان’
القصيدة منشورة في العدد 397 من"مجلة دعوة الحق"لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المغربية و هو العدد المتواجد حاليا في الأكشاك..
1_بني تدجيت=أصلها "ابن تدجتّ" ،ومعناه "ابن (البناء) وخلّه".
ولعلّ السبب في هذا الاسم المركّب تركيبا مزجيّا راجع إلى قسوة ظروف العيش على طول واد تغزى ،بحيث كان المرء في الماضي لا يبني على ضفته بيتا للاستقرار فيه ،حتّى يضطرّ إلى التخلّي عنه للبحث عن لقمة العيش بعيدا.
2_
تغزّى: هو الاسم الأصلي للوادي الذي على ضفته تقع "بني تدجيت"وسائر القصور والمداشر التابعة لهذه الدائرة. ومن أهمّ الوثائق الشاهدة على هذه التسمية الأصلية التي كانت رائجة في القرن العاشر الهجري ، عقد’ شراء أراضي دويرة السبع سنة 972 هجرية من طرف من كتبتْ هذه الأراضي باسمه ،وهو المجاهد الشريف الحسني الوليّ الصالح سيدي امحمد السبع (جدّ السبعيين)وكان قد اشتراها - رحمه الله -من قبيلة "بني حسن"في عهد الملك السعدي "أبي عبد الله الغالب"
يراجع في هذا الموضوع ما نشرته بشأنه في بحثي"صفحات منسية من تاريخ المغرب