دويرة السبع المجاهدة
تاريخ دويرة السبع في بني تدجيت
1- زاوية دو يرة السبع قديما
''دويرة السبع'' في الوقت الحاضر قرية مغمورة لا شأن لها تقع في منطقة تافيلالت .وهي تابعة في الحاضر إداريا لدائرة'' بني تدجيت'' في عمالة إقليم فكيك جهة الجنوب الشرقي المغربي (وكانت من قبل تابعة للراشدية)
كان قد اشترى أرضها في عهد السلطان السعدي ''الغالب بالله '' العالم’ المجاهد’ الشريف’ الحسنيّ’ المدعو سيدي ''محمد(فتحا) بن أحمد المعروف'' بالسبع ''سنة 972هـ كما هو منصوص عليه في عقد شرائها المحتفظ به في رقّ جلد غزال إلى يومنا هذا . وهو العقد المصادق على صحته من طرف الحاكم الفرنسي بكلميمة بتاريخ 16 أبريل 1942.
اشتراها السيد’ ''محمد السبع'' من القبيلة العربية الشهيرة المسماة'' بني حسن''.
وهذه الأرض الممتدة على واد تغزّ(المسمى الآن بواد آيت عيسى'') ’ طولها يفوق بالتقدير 25كيلومترا، وعرضها ما بين 15و20 كيلومترا.. وفي عقد شرائها تفصيل مدقّق لحدودها.
.وكان الرجل الذي اشتراها رحمه الله عالما من علماء القرويين عايش الصراع الذي خاضه في ظلّ الخفاء لمدة سنين الرجل’ العبقري الدؤوب ''عبدالملك السعدي'' في مواجهة أخيه السلطان ''الغالب بالله''الذي كان قد حوّل ولاية العهد لابنه محمد( الملقب بالمتوكل فيما بعد) .
وقد قتل الغالب’بالله في غمرة الصراع لتولية ابنه بدل أخيه الذي يليه - ثلاثة من إخوته كانوا قد عارضوه في أمر هذه التولية،فنشب خلاف حادّ حول القضية امتد إلى العلماء والفقهاء بجامعة القرويين.
.والظاهر من خلال ما كان يتواتره بعض’ أحفاد سيدي محمد السبع في مروياتهم عن جدهم أنه كان عالما يدرّس في جامعة القرويين ،وكان من العلماء المناصرين للمشروعية المعمول بها آنذاك لدى السعديين،و القاضية بأن ولاية العهد تكون للأخ الأكبر.
والمعلوم أنّ علماء القرويين المخلصين و الفقهاء المتشبّثين بقيم الدين كانوا في الأصل رافضين لسياسة الغالب بالله بسبب موالاته للنصارى البرتغال و الإسبان، ولعل ذلك هو سبب عدم مسايرة بعضهم للسلطان
عندما قرر أن يجعل ابنه بدل أخيه وليا للعهد .وربما لولا تلك المعارضة الأصلية لما كان هناك ما يمنع من قبول تولية العهد للإبن لأن توليتها للإبن أسلم وآمن من توليتها للأخ الأكبر.
ولعل موقف بعض الفقهاء في هذه القضية كانت هي السبب في تصفية بعضهم بدعاوى مختلقة. وكانت هي السبب الذي به تمّ وضع '' سيدي محمد السبع'' في السجن بفاس..
إلاّ أنّ هذا ''الوليّ الصالح’ - حسب زعم الرواية الموروثة شفويا بين أحفاده - حين تمّ وضعه خلف القضبان، أعطاه الله قوة خارقة '' مكّنتْه من تحطيم جدار سجنه، والهرب إلى الجنوب ملتحقا ببعض أقربائه هناك ليستقر حيث ضريحه اليوم
في الأرض المعروفة باسمه''دويرة السبع''.وهي على مسافة غير بعيدة من حدود الجزائر( التي كان يحكمها الأتراك العثمانيون حينذاك)، علما بأن ''مولاي علي بن عمرو الشريف'' جدّ السيد محمد السبع كان قد رحل بدوره إلى تلك المنطقة داعيا إلى الله حتى وافاه بها أجله، فدفن في قصر ''غزوان'' بتالسينت ،غيربعيد من ''الزاوية''التي يشرف’ عليها اليوم بعض’ أحفاده ،وهم آل’ عبدالرحمن بنو عمومة السبعيين.
ومنذ تحطيم ''الولي الصالح ''لجدار سجنه بفاس في المكان المعروف هنالك بباب السبع،صار الرجل لا يعرف بين الناس إلا ''بالسبع '' .بل إن بعض الشعبيين البسطاء الذين كانوا- إلى عهد قريب يأتون للتبرّك بزيارة ضريحه في القرية من مختلف الجهات كانوا يعتقدون أن هذا الوليّ الصالح في حياته كان يتحوّل فعلا إذا غضب-إلى'' سبع(أسد)'' بالمعنى الحقيقي،وليس بالمعنى المجازي للكلمة.وقد انتقل هذا الاعتقاد’ الشعبيّ حتّى إلى بعض أهل العلم من مثل الشيخ العالم المجاهد الكبير مولاي أحمد بن الحسن السبعي الذي سجّل هذا في كتابه ''الدرر السنية في أصل السلالة العمرانية الشغروشنية والسبعية''..
وقد استقرّ السيد '' امحمد السبع'' في الأرض التي اشتراها و كتبت باسمه ،بعيدا عن عاصمة السعديين، وأقام في شرق تلك الأرض زاوية لتعليم الناس أمور دينهم، ولتوحيد كلمتهم لما فيه الخير والصلاح.
والمرجّح أن عبدالملك السعدي وأخاه المنصور الهاربيْن في نفس الفترة من بطش أخيهما الجائر ،والمشهود في ''الإستقصاء '' للمؤرخ الناصري بأنهما كانا في مبدإ أمرهما يعيشان بسجلماسة ، إنما كانا في رأيي المتواضع - مختبئين بالضبط والتحديد في ''زاوية سيدي محمد السبع '' طوال مدة حكم أخيهما'' () .وعند وفاته رحلا إلى الجزائر، سعيا وراء الحصول على المساعدة من إخوانهم الأتراك المسلمين بهدف استرجاع حقهما المغتصب في ملك المغرب ،خصوصا وقد أبى محمد المتوكل إلاّ أن يسير على نهج أبيه في موالاة النصارى
..
والمعروف تاريخيا أن ''عبدالملك السعدي''خلال تواجده مع الأتراك في الجزائر،وخلال تواجده بتونس للمشاركة في المعركة المشهورة باسم''معر كة حلق الوادي'' التي أبلى فيها بلاء حسنا، كان دائم التتبع لمجريات الأحداث داخل وطنه الأصلي المغرب ،ودائم التواصل في الخفاء مع مناصريه من الأشراف والعلماء ووجهاء القبائل .
ولم يكنْ هناك من مكان إستراتيجي لذلك التواصل آمن وأخفى من ''زاوية دويرة السبع'' المتواجدة إلى حد اليوم- في مكان لا تصله إلا طيور السماء.
وفي نهاية المطاف تمكن عبد الملك - رفقة أخيه أحمد-من الإتصال مباشرة بالخليفة العثماني كما هو معلوم- بإصطمبول ،واستطاع الحصول على مساعدة الأتراك ،فدخل إلى المغرب مظفرا على رأس''خمسة آلاف من عسكر الترك'' مارّا من منطقة الحدود الشرقية الجنوبية ،متوقفا للتنظيم والتخطيط في '' زاوية السبع''' حيث سيكون قد التحقتْ به في سرّيّة تامة فرق’ المتطوّعين من أنصاره في البلاد.
.وهاهنا بالضبط ستكون زاوية'' دويرة السبع'' التي كانت مقاما لعبدالملك وأخيه أحمد قد لعبتْ دورها الثاني الحاسم.وهاهنا يتبين لكل ذي عقل سليم سبب شراء ''أرض دويرة السبع''من قبيلة ''بني حسن'' ..
إذ بتخطيطه العبقري استطاع عبد الملك السعدي أن يباغت ابن أخيه ''محمد المتوكل'' في فاس ،وأن يزيحه بيسر وسهولة عن العرش.
والمعلوم أن محمد المتوكل بعد ذلك بمدة قد اتصل بإسبانيا ، ثم بالبرتغال ، مستغيثا بالنصارى ''أصحاب أبيه'' على عمه ومن بايعوه من إخوانه المسلمين ،فحصل الخائن’ على ''مساندة''الإمبراطور البرتغالي المتهوّر'' دون سباستيان'' الذي سارع إلى اغتنام الفرصة بمباركة البابا- حاشدا من أقطار أوربا كلها جيوشا جرارة لغزو بلاد المغرب ، ومحاربة الإسلام في دياره.
وهنا التحم المغاربة’ المسلمون التحاما رائعا متجندين بتوجيه من الفقهاء العاملين والأشراف وأهل الزوايا، تحت قيادة السلطان العبقري عبد الملك ،وتأهّبوا بكل قواهم لصدّ العدوان الصليبيّ الحاقد،والتصدّي لجيوش النصارى ،وفي مقدّمتهم الخائن’ ''محمد المتوكل'' (الذي كان يلقب بالملك المخلوع ،ثم بعد قتله في المعركة صار يلقب بالملك المسلوخ ،لأنه سلخ جلده وحشي تبنا، ودار الناس به في أزقة فاس ومراكش- حسب المؤرخ الناصري - ليكون مصيره عبرة لمن تسوّل’ له نفسه خيانة وطنه وأمتّه.
وكان لقاء الجمعيْن بالقرب من ''وادي المخازن '' المباركة الواقعة في ناحية ''القصر الصغير ''شمال المغرب حيث’ جرتْ المعركة المشهورة عالميا باسم''معركة الملوك الثلاثة La bataille des trois rois في صيف سنة986 هـ
وقد سمّيت المعركة بهذا الاسم لأنه مات فيها ثلاثة’ ملوك هم الإمبراطور البرتغالي المغرور ''دون سيباستيان''،والملك المغربي الخائن محمد المتوكل،والملك المجاهد الشهيد عبدالملك السعدي الذي أبلى بلاء حسنا في انطلاق المعركة ثم لفظ أنفاسه في فسطاطه واضعا سبابته على شفتيه ،طالبا بذلك كتمان خبر وفاته إلى حين انتهاء الحرب ..
وكانت هذه المعركة معركة حاسمة بحق في تاريخ الإسلام الذي انتصر آنذاك ، والصليبية التي اندحرت اندحارا هائلا،علما بأنّ'' البرتغال'' المندحرة كانت أعظم إمبراطورية في ذلك الزمان، حتّى لكأنها أمريكا في هذا الزمان.وكانت نية سباستيان لو انتصر - أن ينصّر المغرب ،ويتخذه منطلقا لتنصير شمال إفريقيا كلها والشرق بعد ذلك.
2-النظر المنطقي في الهدف من شراء براري أرض دويرة السبع من قبيلة ''بني حسن'':
أرض’ دويرة السبع أشتريتْ إذن أربعة عشر عاما بالضبط قبل هذه المعركة التاريخية،أي في فترة التخطيط المحسوب بدقة متناهية ، من قبل العبقري المسلم الداهية عبدالملك السعدي ومن معه ، والذي كان يتقن كل اللغات الحية في عصره ، وكان دائما بجانبه أخوه أحمد (المنصور فيما بعد)،وخلفهما الجنود المجهولون من العلماء والصلحاء العاملين لنصرة قيم الحق والدين ،في مواجهة الخونة والمتخاذلين ،وعلى رأسهم محمد المتوكل .
ولا ريب في أن عبد الملك السعدي وهو من العائلة المالكة كان ربما مساهما بالقسط الأوفر من ثمن شراء أرض دويرة السبع المباركة .وإلاّ فكيف يتأتّى أن نتصوّر أن'' فقيها مدرّسا'' في القرويين خارجا من السجن هاربا من بطش السلطان السعدي الجائر قادر بمفرده على أن يؤدّي ثمن أرض كانت تسع قبيلة كبرى بأكملها هي قبيلة ''بني حسن''؟وماأدراك ما قبيلة بني حسن
ثمّ ماذا عساه كان بوحده سيستفيده أو تستفيده'' أسرته الصغيرة'' آنذاك من تلك الأرض الشاسعة التي لم يكن فيها ماء ولا شجر باستثناء العين المباركة التي كان يستقي من زلالها المستقون المتقون من رواد الزاوية؟
الأكيد أن السيد محمد السبع لم يكن إطلاقا يفكر في فلاحة الأرض ولا في مصلحته الخاصة أو مصلحة أبنائه الأربعة أوأسرته الصغرى، يوم شراء تلك الأرض و يوم كتابة عقد شرائها باسمه ،ولكنه فعل كلّ ما فعل في إطار تطبيق ''مخطّط إستراتيجي'' وضع لأمر عظيم يهمّ دولة الإسلام في المغرب ككل.
ربما يكون قد اشتراها بتوصية من السلطان محمد الشيخ (والد عبد الملك) علما بأن محمد الشيخ وأخاه أحمد(الأعرج)مؤسسا د الدولة السعدية كانا بدورهما يدرّسان بجامع القرويين في نفس الوقت مع السيد محمد السبع.
وربما يكون ''السبع''قد اشترى هذه الأرض بالتنسيق مع عبد الملك السعدي نفسه .
ولكنْ ربّ سائل:إذا كلن الأمر’ كذلك،فلماذا كتبت الأرض باسم ''سيدي محمد السبع''؟؟
والجواب هو أنّ عبدالملك السعدي وأخاه أحمد كانا حريصيْن وهما هناك في سجلماسة (تافيلالت)- على البقاء متخفّييْن حتى لا يصل خبرهما وخبر مكان تواجدهما إلى أخيهما الذي لم يتورعْ عن التضحية بثلاثة من إخوته في سبيل تولية ولده...إذْ لو عرف مكانهما لنحّاهما من الوجود مثل سابقيهما.
،ومن جهة ثانية فإنّ الشيخ ''محمد السبع'' كان على الأرجح-هو المربّي والموجّه للأخويْن ،والمدافع عن الحق لمصلحتهما و لخير البلاد ونصرة الإسلام ،معرّضا نفسه بسبب ذلك للسجن والإضطهاد .وكان بدوره يدرك بعد فراره من سجنه بفاس أنّ سلطان زمانه المدعو''الغالب بالله'' لو عرف مكان تواجده لنحّاه بدوره من الوجود كما نحّى علماء آخرين،ولا ريب في أنّ الرجل المؤمن كان بدون شكّ مستعدّا لكل الاحتمالات والتضحيات..
إنّ التكتّم الإستراتيجي التامّ المقصود الذي أحاط بموقع ''دويرة السبع'' و بدورها في عهديْ الغالب بالله ومحمد المتوكل هو السبب في الجهل بأمر هذه القرية المجاهدة.فحتي المؤرخ المدقّق ''الناصري'' في كتاب ''الاستقصاء''لم يزد في حديثه عن فترة ما قبل ملْك عبد الملك السعدي عن الإشارة المقتضبة إلى أنه وأخاه أحمد ''كانا في ابتداء أمرهما بسجلماسة''.. والمعلوم إنّ سجلماسة ('' تافيلالت'') تمتدّ مكانيا من قصور الريصاني وأرفود إلى ''قصر السوق''،وكلميمة و قصور بودنيب وتازكارت وقدوسة ودويرة السبع وبنيتاجيت وتالسنت وكرامة والريش وأسول ...
أنا لا يعتريني أي شك في أنّ زاوية ''دويرة السبع''المباركة التي أنشئتْ بعيْد سنة 972ه(أي في عهد الغالب الذي امتد حكمه من 965 إلى 981هـ) ،والتي خرّبها الفرنسيون في بداية القرن الميلادي الماضي يوم 27أبريل 1907 من التاريخ الميلادي، كان لها دور فعال في ذلك الصراع المستميت الذي خاضه عبدالملك ومن كانوا معه وخلفه في سعيه الدؤوب إلى الملك لتخليص البلاد من ذلّ التبعيّة للنصارى..ولتحقيق ما تحقق بعون الله من نصر مؤزّر على السلطان الخائن المتوكل ،ثم على الملك البرتغالي الحاقد على الإسلام والمسلمين ''دون سباستيان'' ..
وتصوّر’ أنّ زاوية دويرة السبع بمنطقة سجلماسة كانت هي ''المقرّ'' الرسمي الذي كان فيه يتمّ التواصل والتشاور بين أنصار عبد الملك السعدي ،و المقرّ الذي كان عبد الملك نفسه يرجع’ إليه خفية لملاقاة مناصريه حتى بعد هجرته إلى منطقة الجزائر وتونس..
و هناك الكثير من الدلائل الموضوعية على صحة الفرضية التي أتقدم بها ..
و لعلّ من الدلائل الملموسة والمحسوسة (preuves concrètes) بعين المكان وجود’ بقايا أحجار دالة في دويرة السبع القديمة على أنه كان يتمّ فيها تصنيع الرصاص من أجل الحصول على البارود أي القنابل و المتفجرات .وكان ذلك بلا شك في إطار الإعداد لخوض الحرب لاسترجاع عبد الملك لحقه في العرش من ابن أخيه .
وقد كانت بقايا تلك الأحجار في العصر الحديث تجمع من طرف بعض السبعيين ، وتحمل على ظهور الدواب إلى مركز ''بني تدجيت''،ثم تباع بثمن بخس إلى'' إحدى الشركات ''التي كانت تنقلها بعد ذلك إلى الدار البيضاء، وتستخرج منها ما علق بها من رصاص .
ولاشكّ في أنّ التحليل المختبري لتلك الأحجار سيكون قادرا على تحديد تاريخ ما كان يتم في جوار دويرة السبع من تذويب لمعدن الرصاص من أجل صنع البارود...
وأذكّر’ أنّ نسف'' قنطرة وادي المخازن '' بواسطة البارود يوم'' معركة الملوك الثلاثة '' كانت إحدى التدابير الحكيمة المنفّذة لجلب النصر فيها على البرتغال .
و قد جاء التنبيه إلى هذه ''الجزئيّة المهمة'' المتعلقة بفرضية التصنيع المشار إليه حين كنت’ قد قدّمت’ معطيات هذا العرض يوم 18-5-2009 في ''بني تدجيت''بحضور ثلة من المثقفين وعلى رأسهم الأستاذ د. أحمد الحدادي رئيس المجلس العلمي لبوعرفة التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وبرفقته عدد من أعضاء المجلس الذين حضروا مشكورين جميعا إلى بني تدجيت الفتية ،
وبعد العرض فهم الكثير من السبعيين أنّ السهول الواسعة المنبسطة بين وادي تغززّى والجبل الذي كانت توجد في سفحه ''دويرة’ السبع ''القديمة ،لم تكنْ قد اشتريتْ عبثا(كما كانوا يتوهمون) ، وإنما كانت قد اشتريتْ لغاية سامية، و لكي تكون ميدانا شاسعا للتداريب على الفروسية ،و على الكرّ والفرّ فوق ظهور الخيل استعدادا لخوض المعارك .وجاء اطلاع الكثير من أهل دويرة السبع على ''ما طرح هاهنا بمثابة جواب منطقي على سؤال طالما أرّق أذهانهم ،وهو'' ماذا كان هدف جدّنا من شراء هذه الأراضي والبراري الخالية ؟؟ وماذا كانت منفعتها في الماضي يا ترى؟؟ علما بأنّ أبناء ''السبع'' الأربعة وأحفادهم بعدهم لم يتمكنوا أبدا من استغلال هذه الأرض التي اشتريت في 972 هـ إلاّ جزئيا ''...
وفي ختام هذا الجزء من مقالي ، أستسمح القراء الكرام لألتمس من كل باحث مغربي في تاريخ هذه الفترة أن يقوّض افتراضي في الموضوع، ويدلي بما يؤكّد أن عبدالملك السعدي في مبدإ أمره و قبل هجرته خارج المغرب و وصوله بعد ذلك إلى الحكم كان في مكان آخر غير زاوية سيدي محمد السبع بسجلماسة .وسأكون مدينا بالشكر الجزيل لمن يصحّح قناعتي.
3- جهاد دويرة السبع في القرن الماضي:
في التاريخ الحديث كانت ''دويرة السبع'' هي أول بلدة في تافيلالت و في جنوب شرق المغرب حمل أهلها السلاح في وجه المستعمر الفرنسي ''حين بدأ يتسرّب’سنة 1907م وما قبلها من منطقة الجزائر المجاورة .وكان ذلك التصدّي بقيادة أحد حفدة'' السبع'' ،وهو الشيخ’ المجاهد’ العالم العامل مولاي أحمد بن محمد بن الحسن السبعي. الذي يقول عنه المؤرّخ المغربي الكبير محمد المنوني رحمه الله (في كتابه مظاهر يقظة المغرب الحديث المجلّد الثاني في الصفحة 476 والصفحة 477ه:
''أثار الاعتداء’ الفرنسي(على المغرب الشرقي) حميّة أحد ذوي الغيرة الاسلامية من العلماء الملتزمين ،وهو مولاي أحمد بن الحسن السبعي ،الشريف السغروشني ،فقام يحرّض’ على الجهاد ،ويصرخ’ بذلك في القبائل، حتى التأمتْ عليه جموع غفيرة تقدّر بزهاء خمسين ألف مجاهد...''
ويقول هذا الباحث’ المدقّق عن مقاومة مولاي أحمد السبعي:
''..وهي وإن لم تأت بنتيجة إيجابية في مقاومة المستعمر ،فقد هيّأت الجوّ من آخرين ،وبعثتْ فيهم شعورا استفاد منه المكافحون الآتون بعده كمحمد أوحمّو وموحى أوسعيد وسيدي علي أمهاوش ...وكذلك الشيخ ماء العينين في سوس..''.
وللإطلاع على بعض مظاهر الصمود والتحديات التي واجهها المستعمر’ الفرنسيّ’ في بدايات تسرّبه إلى المغرب من الجزائر ،فيكفي الرجوع’ إلى ما شهد به الضابط العسكريّ الإستعماري العقيد’ ''ليونيل فوانو''(Lionel Voinot)في كتابه الضخم الذي سمّاه ''على أعقاب الخطوات المظفّرة لمهدّئي المغرب''
Sur les traces glorieuses des Pacificateurs du Maroc
مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار خلال القراءة بأن ''التزييف'بسبب التحيّز 'ظاهر من باب الكتاب.وباب’ كل كتاب هو عنوانه ..فقد أبى هذا العقيد إلاّ أن يزعم في عنوان كتابه بأنّ ''حروب غزو المغرب واستعماره، إنّما هي حروب للتهدئة ونشر الأمن والأمان في البلاد (وها هو التاريخ يعيد نفسه في المشرق حيث يدّعي محتلّو العراق وأفغانستان أنهم إنّما ذهبوا إلى تلك البلاد من أجل نشر الديموقراطية والأمان
4 - دويرة السبع''في الوقت الحاضر :
ولكنْ ماذا كان مآل’ '' دويرة السبع'' وأهلها بعد ذلك كلّه ؟؟
حين استقرّ الاستعمار’ رسميا في المغرب ،عمد الفرنسيون قصدا(فيما يبدو) إلى تهميش البلدة وأهلها تهميشا كاملا،بهدف القضاء على كل حياة فيها،فأبعدوا عنها الطريق السيار،ولم يبنوا فيها أية مدرسة على غرار ما فعلوه في القرى المجاورة،..بحيث’ لم تبن أول’ مدرسة حديثة في القرية إلا سنة 1957 أي بعد استقلال المغرب ورجوع محمد الخامس قدس الله روحه من المنفى.(وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها جيلي حروف الهجاء..)
أمّا الزاوية التي كانت قد أقيمت في البلدة منذ القرن العاشر الهجري سنة 972 هـ ، والتي ظلت مركز إشعاع علمي وديني ،فقد حطّمها الفرنسيون تحطيما كاملا عند هجومهم علي دويرة السبع في 27 أبريل 1907ميلادية.وهو الهجوم الضخم الذي حدثنا عنه ''ليونيل فوانو''في كتابه عن حروب غزوه للمغرب .
و المستفاد’ من المسنّين قبل عقدين أو ثلاث من اليوم أن تلك الزاوية والله أعلم - كانت فيها كتب ومخطوطات كثيرة ما تزال ربّما مردومة تحت التراب والصخور. ولو عثر عليها لتمّ الكشف’ من خلالها على كثير من حقائق الحياة السياسية والدينية في القرن العاشر الهجري
( ومن المسنين في هذا الوقت الشاهدين على ذلك ''مولاي إدريس السباعي'' نقيب السبعيين الذي أكد أمام الملأ في اللقاء الثقافي بمدينة بني تدجيت مؤخرا أنه يعرف المكان الذي لو تمّ الحفر فيه تحت أطلال الزاوية لعثرنا على بقايا تلك الكتب...)
ومن أكبر مظاهر انتقام الفرنسيين من '' دويرة السبع '' ومن تاريخنا ،إنتقام آخر لازال يمتد بانعكاساته البغيضة إلى يومنا وعلى حاضرنا،وهذا الانتقام’ الرهيب هو أن المستعمر سمح للقايد الاستعماري المعروف باسم ''أحمد أفقير''- أو ربما أعطاه أمرا - بالإستيلاء على شرق أرض دويرة السبع منذ 1942، و سمح له أو أوحى إليه ببناء ''قصر'' له في وسطها ،مع تشجيع بعض القبائل على أن تستولي على الجهة الغربية ، مطوّقا بذلك أرض السبعيين ،بالرغم من يقين ذلك القايد الاستعماري -الذي هو اليوم محاسب أمام الله - و علم المستعمر أن هذه الأرض شرعا وقانونا هي لورثة سيدي محمد السبع لا لغيرهم.
وقد سمعت’ في صغري أن هذا القائد عند استقلال المغرب قد عذبه المرض والندم في أعوامه الأخيرة.ولم يرتحْ إلاّ بأن طلب من ذويه أن يحملوه إلى ضريح الولي الصالح سيدي محمد السبع حيث طلب من بعض أحفاده المسامحة . فسامحه البعض’ في لحظة احتضاره،ولكنّ أكثر السبعيين ما زالوا وسيظلون حانقين على فعلة هذا الرجل بأرض أجدادهم،وهي الفعلة التي سيظل يتحمل أحفادهم تبعاتها ولا قدرة لأي أحد على إيجاد الحلّ(علما بأن الأرض المستولى عليها قد مضت عليها عقود وعقود..)
أما قرية دويرة السبع مع مرور الزمن - فقد هجرها أهلها على فترات عديدة طوال أزمنة متوالية ، بسبب التهميش وبسبب الفقر والخصاص ،وتوالي السنين العجاف.
ولم يتمّ الإنتباه’ إلى حال هذه البلدة المجاهدة إلاّ في السنين الأخيرة،حيث’ أدخل إليها - في العهد الزاهر بحول الله للملك محمد السادس زاده الله نورا ونصرا - تيار’ الكهرباء وأنابيب’ الماء الشروب قبل حوالي أربع سنوات...ولكنّ البلدة من حيث الطرق السيارة ما زالتْ مهمّشة ،علما بإنّ ''دويرة السبع''القديمة لا سبيل إلى الوصول إليها بواسطة السيارة إلى حدّ اليوم إلاّ بمشقة لا يمكن تصوّرها.
ولكنّ المشكل الاجتماعي ''المخرّب'' الأكبر المتوارث منذ 1942 إلى اليوم و الذي لم يفتأ يتجرّع السبعيون مرارته ، و إن كانت تحرص - بحمد الله - سلطات’ عمالة فيجيج ودائرة بنيتاجيت في السنين الأخيرة على إيقافه ، هو مشكل’ الإستيلاء’ المتواصل على أرض دويرة السبع رغم توفر أهلها على وثيقة شرائها منذ 972 هجرية..ورغم ما في جعبتهم من ظهائر ''التقدير والاحترام والرعي الجميل المستدام''التي أنعم بها عليهم طوال قرون ملوك الدولة العلوية الشريفة الأبرار ،وقبلهم ملوك الدولة السعدية ..
فمتى يا ترى - يتمّ إيجاد الحلّ الأنجع لأرض الشرفاء السبعيين؟
بقلم حسن بن عزيز بوشو السبعي
مكناس المغرب
1- زاوية دو يرة السبع قديما
''دويرة السبع'' في الوقت الحاضر قرية مغمورة لا شأن لها تقع في منطقة تافيلالت .وهي تابعة في الحاضر إداريا لدائرة'' بني تدجيت'' في عمالة إقليم فكيك جهة الجنوب الشرقي المغربي (وكانت من قبل تابعة للراشدية)
كان قد اشترى أرضها في عهد السلطان السعدي ''الغالب بالله '' العالم’ المجاهد’ الشريف’ الحسنيّ’ المدعو سيدي ''محمد(فتحا) بن أحمد المعروف'' بالسبع ''سنة 972هـ كما هو منصوص عليه في عقد شرائها المحتفظ به في رقّ جلد غزال إلى يومنا هذا . وهو العقد المصادق على صحته من طرف الحاكم الفرنسي بكلميمة بتاريخ 16 أبريل 1942.
اشتراها السيد’ ''محمد السبع'' من القبيلة العربية الشهيرة المسماة'' بني حسن''.
وهذه الأرض الممتدة على واد تغزّ(المسمى الآن بواد آيت عيسى'') ’ طولها يفوق بالتقدير 25كيلومترا، وعرضها ما بين 15و20 كيلومترا.. وفي عقد شرائها تفصيل مدقّق لحدودها.
.وكان الرجل الذي اشتراها رحمه الله عالما من علماء القرويين عايش الصراع الذي خاضه في ظلّ الخفاء لمدة سنين الرجل’ العبقري الدؤوب ''عبدالملك السعدي'' في مواجهة أخيه السلطان ''الغالب بالله''الذي كان قد حوّل ولاية العهد لابنه محمد( الملقب بالمتوكل فيما بعد) .
وقد قتل الغالب’بالله في غمرة الصراع لتولية ابنه بدل أخيه الذي يليه - ثلاثة من إخوته كانوا قد عارضوه في أمر هذه التولية،فنشب خلاف حادّ حول القضية امتد إلى العلماء والفقهاء بجامعة القرويين.
.والظاهر من خلال ما كان يتواتره بعض’ أحفاد سيدي محمد السبع في مروياتهم عن جدهم أنه كان عالما يدرّس في جامعة القرويين ،وكان من العلماء المناصرين للمشروعية المعمول بها آنذاك لدى السعديين،و القاضية بأن ولاية العهد تكون للأخ الأكبر.
والمعلوم أنّ علماء القرويين المخلصين و الفقهاء المتشبّثين بقيم الدين كانوا في الأصل رافضين لسياسة الغالب بالله بسبب موالاته للنصارى البرتغال و الإسبان، ولعل ذلك هو سبب عدم مسايرة بعضهم للسلطان
عندما قرر أن يجعل ابنه بدل أخيه وليا للعهد .وربما لولا تلك المعارضة الأصلية لما كان هناك ما يمنع من قبول تولية العهد للإبن لأن توليتها للإبن أسلم وآمن من توليتها للأخ الأكبر.
ولعل موقف بعض الفقهاء في هذه القضية كانت هي السبب في تصفية بعضهم بدعاوى مختلقة. وكانت هي السبب الذي به تمّ وضع '' سيدي محمد السبع'' في السجن بفاس..
إلاّ أنّ هذا ''الوليّ الصالح’ - حسب زعم الرواية الموروثة شفويا بين أحفاده - حين تمّ وضعه خلف القضبان، أعطاه الله قوة خارقة '' مكّنتْه من تحطيم جدار سجنه، والهرب إلى الجنوب ملتحقا ببعض أقربائه هناك ليستقر حيث ضريحه اليوم
في الأرض المعروفة باسمه''دويرة السبع''.وهي على مسافة غير بعيدة من حدود الجزائر( التي كان يحكمها الأتراك العثمانيون حينذاك)، علما بأن ''مولاي علي بن عمرو الشريف'' جدّ السيد محمد السبع كان قد رحل بدوره إلى تلك المنطقة داعيا إلى الله حتى وافاه بها أجله، فدفن في قصر ''غزوان'' بتالسينت ،غيربعيد من ''الزاوية''التي يشرف’ عليها اليوم بعض’ أحفاده ،وهم آل’ عبدالرحمن بنو عمومة السبعيين.
ومنذ تحطيم ''الولي الصالح ''لجدار سجنه بفاس في المكان المعروف هنالك بباب السبع،صار الرجل لا يعرف بين الناس إلا ''بالسبع '' .بل إن بعض الشعبيين البسطاء الذين كانوا- إلى عهد قريب يأتون للتبرّك بزيارة ضريحه في القرية من مختلف الجهات كانوا يعتقدون أن هذا الوليّ الصالح في حياته كان يتحوّل فعلا إذا غضب-إلى'' سبع(أسد)'' بالمعنى الحقيقي،وليس بالمعنى المجازي للكلمة.وقد انتقل هذا الاعتقاد’ الشعبيّ حتّى إلى بعض أهل العلم من مثل الشيخ العالم المجاهد الكبير مولاي أحمد بن الحسن السبعي الذي سجّل هذا في كتابه ''الدرر السنية في أصل السلالة العمرانية الشغروشنية والسبعية''..
وقد استقرّ السيد '' امحمد السبع'' في الأرض التي اشتراها و كتبت باسمه ،بعيدا عن عاصمة السعديين، وأقام في شرق تلك الأرض زاوية لتعليم الناس أمور دينهم، ولتوحيد كلمتهم لما فيه الخير والصلاح.
والمرجّح أن عبدالملك السعدي وأخاه المنصور الهاربيْن في نفس الفترة من بطش أخيهما الجائر ،والمشهود في ''الإستقصاء '' للمؤرخ الناصري بأنهما كانا في مبدإ أمرهما يعيشان بسجلماسة ، إنما كانا في رأيي المتواضع - مختبئين بالضبط والتحديد في ''زاوية سيدي محمد السبع '' طوال مدة حكم أخيهما'' () .وعند وفاته رحلا إلى الجزائر، سعيا وراء الحصول على المساعدة من إخوانهم الأتراك المسلمين بهدف استرجاع حقهما المغتصب في ملك المغرب ،خصوصا وقد أبى محمد المتوكل إلاّ أن يسير على نهج أبيه في موالاة النصارى
..
والمعروف تاريخيا أن ''عبدالملك السعدي''خلال تواجده مع الأتراك في الجزائر،وخلال تواجده بتونس للمشاركة في المعركة المشهورة باسم''معر كة حلق الوادي'' التي أبلى فيها بلاء حسنا، كان دائم التتبع لمجريات الأحداث داخل وطنه الأصلي المغرب ،ودائم التواصل في الخفاء مع مناصريه من الأشراف والعلماء ووجهاء القبائل .
ولم يكنْ هناك من مكان إستراتيجي لذلك التواصل آمن وأخفى من ''زاوية دويرة السبع'' المتواجدة إلى حد اليوم- في مكان لا تصله إلا طيور السماء.
وفي نهاية المطاف تمكن عبد الملك - رفقة أخيه أحمد-من الإتصال مباشرة بالخليفة العثماني كما هو معلوم- بإصطمبول ،واستطاع الحصول على مساعدة الأتراك ،فدخل إلى المغرب مظفرا على رأس''خمسة آلاف من عسكر الترك'' مارّا من منطقة الحدود الشرقية الجنوبية ،متوقفا للتنظيم والتخطيط في '' زاوية السبع''' حيث سيكون قد التحقتْ به في سرّيّة تامة فرق’ المتطوّعين من أنصاره في البلاد.
.وهاهنا بالضبط ستكون زاوية'' دويرة السبع'' التي كانت مقاما لعبدالملك وأخيه أحمد قد لعبتْ دورها الثاني الحاسم.وهاهنا يتبين لكل ذي عقل سليم سبب شراء ''أرض دويرة السبع''من قبيلة ''بني حسن'' ..
إذ بتخطيطه العبقري استطاع عبد الملك السعدي أن يباغت ابن أخيه ''محمد المتوكل'' في فاس ،وأن يزيحه بيسر وسهولة عن العرش.
والمعلوم أن محمد المتوكل بعد ذلك بمدة قد اتصل بإسبانيا ، ثم بالبرتغال ، مستغيثا بالنصارى ''أصحاب أبيه'' على عمه ومن بايعوه من إخوانه المسلمين ،فحصل الخائن’ على ''مساندة''الإمبراطور البرتغالي المتهوّر'' دون سباستيان'' الذي سارع إلى اغتنام الفرصة بمباركة البابا- حاشدا من أقطار أوربا كلها جيوشا جرارة لغزو بلاد المغرب ، ومحاربة الإسلام في دياره.
وهنا التحم المغاربة’ المسلمون التحاما رائعا متجندين بتوجيه من الفقهاء العاملين والأشراف وأهل الزوايا، تحت قيادة السلطان العبقري عبد الملك ،وتأهّبوا بكل قواهم لصدّ العدوان الصليبيّ الحاقد،والتصدّي لجيوش النصارى ،وفي مقدّمتهم الخائن’ ''محمد المتوكل'' (الذي كان يلقب بالملك المخلوع ،ثم بعد قتله في المعركة صار يلقب بالملك المسلوخ ،لأنه سلخ جلده وحشي تبنا، ودار الناس به في أزقة فاس ومراكش- حسب المؤرخ الناصري - ليكون مصيره عبرة لمن تسوّل’ له نفسه خيانة وطنه وأمتّه.
وكان لقاء الجمعيْن بالقرب من ''وادي المخازن '' المباركة الواقعة في ناحية ''القصر الصغير ''شمال المغرب حيث’ جرتْ المعركة المشهورة عالميا باسم''معركة الملوك الثلاثة La bataille des trois rois في صيف سنة986 هـ
وقد سمّيت المعركة بهذا الاسم لأنه مات فيها ثلاثة’ ملوك هم الإمبراطور البرتغالي المغرور ''دون سيباستيان''،والملك المغربي الخائن محمد المتوكل،والملك المجاهد الشهيد عبدالملك السعدي الذي أبلى بلاء حسنا في انطلاق المعركة ثم لفظ أنفاسه في فسطاطه واضعا سبابته على شفتيه ،طالبا بذلك كتمان خبر وفاته إلى حين انتهاء الحرب ..
وكانت هذه المعركة معركة حاسمة بحق في تاريخ الإسلام الذي انتصر آنذاك ، والصليبية التي اندحرت اندحارا هائلا،علما بأنّ'' البرتغال'' المندحرة كانت أعظم إمبراطورية في ذلك الزمان، حتّى لكأنها أمريكا في هذا الزمان.وكانت نية سباستيان لو انتصر - أن ينصّر المغرب ،ويتخذه منطلقا لتنصير شمال إفريقيا كلها والشرق بعد ذلك.
2-النظر المنطقي في الهدف من شراء براري أرض دويرة السبع من قبيلة ''بني حسن'':
أرض’ دويرة السبع أشتريتْ إذن أربعة عشر عاما بالضبط قبل هذه المعركة التاريخية،أي في فترة التخطيط المحسوب بدقة متناهية ، من قبل العبقري المسلم الداهية عبدالملك السعدي ومن معه ، والذي كان يتقن كل اللغات الحية في عصره ، وكان دائما بجانبه أخوه أحمد (المنصور فيما بعد)،وخلفهما الجنود المجهولون من العلماء والصلحاء العاملين لنصرة قيم الحق والدين ،في مواجهة الخونة والمتخاذلين ،وعلى رأسهم محمد المتوكل .
ولا ريب في أن عبد الملك السعدي وهو من العائلة المالكة كان ربما مساهما بالقسط الأوفر من ثمن شراء أرض دويرة السبع المباركة .وإلاّ فكيف يتأتّى أن نتصوّر أن'' فقيها مدرّسا'' في القرويين خارجا من السجن هاربا من بطش السلطان السعدي الجائر قادر بمفرده على أن يؤدّي ثمن أرض كانت تسع قبيلة كبرى بأكملها هي قبيلة ''بني حسن''؟وماأدراك ما قبيلة بني حسن
ثمّ ماذا عساه كان بوحده سيستفيده أو تستفيده'' أسرته الصغيرة'' آنذاك من تلك الأرض الشاسعة التي لم يكن فيها ماء ولا شجر باستثناء العين المباركة التي كان يستقي من زلالها المستقون المتقون من رواد الزاوية؟
الأكيد أن السيد محمد السبع لم يكن إطلاقا يفكر في فلاحة الأرض ولا في مصلحته الخاصة أو مصلحة أبنائه الأربعة أوأسرته الصغرى، يوم شراء تلك الأرض و يوم كتابة عقد شرائها باسمه ،ولكنه فعل كلّ ما فعل في إطار تطبيق ''مخطّط إستراتيجي'' وضع لأمر عظيم يهمّ دولة الإسلام في المغرب ككل.
ربما يكون قد اشتراها بتوصية من السلطان محمد الشيخ (والد عبد الملك) علما بأن محمد الشيخ وأخاه أحمد(الأعرج)مؤسسا د الدولة السعدية كانا بدورهما يدرّسان بجامع القرويين في نفس الوقت مع السيد محمد السبع.
وربما يكون ''السبع''قد اشترى هذه الأرض بالتنسيق مع عبد الملك السعدي نفسه .
ولكنْ ربّ سائل:إذا كلن الأمر’ كذلك،فلماذا كتبت الأرض باسم ''سيدي محمد السبع''؟؟
والجواب هو أنّ عبدالملك السعدي وأخاه أحمد كانا حريصيْن وهما هناك في سجلماسة (تافيلالت)- على البقاء متخفّييْن حتى لا يصل خبرهما وخبر مكان تواجدهما إلى أخيهما الذي لم يتورعْ عن التضحية بثلاثة من إخوته في سبيل تولية ولده...إذْ لو عرف مكانهما لنحّاهما من الوجود مثل سابقيهما.
،ومن جهة ثانية فإنّ الشيخ ''محمد السبع'' كان على الأرجح-هو المربّي والموجّه للأخويْن ،والمدافع عن الحق لمصلحتهما و لخير البلاد ونصرة الإسلام ،معرّضا نفسه بسبب ذلك للسجن والإضطهاد .وكان بدوره يدرك بعد فراره من سجنه بفاس أنّ سلطان زمانه المدعو''الغالب بالله'' لو عرف مكان تواجده لنحّاه بدوره من الوجود كما نحّى علماء آخرين،ولا ريب في أنّ الرجل المؤمن كان بدون شكّ مستعدّا لكل الاحتمالات والتضحيات..
إنّ التكتّم الإستراتيجي التامّ المقصود الذي أحاط بموقع ''دويرة السبع'' و بدورها في عهديْ الغالب بالله ومحمد المتوكل هو السبب في الجهل بأمر هذه القرية المجاهدة.فحتي المؤرخ المدقّق ''الناصري'' في كتاب ''الاستقصاء''لم يزد في حديثه عن فترة ما قبل ملْك عبد الملك السعدي عن الإشارة المقتضبة إلى أنه وأخاه أحمد ''كانا في ابتداء أمرهما بسجلماسة''.. والمعلوم إنّ سجلماسة ('' تافيلالت'') تمتدّ مكانيا من قصور الريصاني وأرفود إلى ''قصر السوق''،وكلميمة و قصور بودنيب وتازكارت وقدوسة ودويرة السبع وبنيتاجيت وتالسنت وكرامة والريش وأسول ...
أنا لا يعتريني أي شك في أنّ زاوية ''دويرة السبع''المباركة التي أنشئتْ بعيْد سنة 972ه(أي في عهد الغالب الذي امتد حكمه من 965 إلى 981هـ) ،والتي خرّبها الفرنسيون في بداية القرن الميلادي الماضي يوم 27أبريل 1907 من التاريخ الميلادي، كان لها دور فعال في ذلك الصراع المستميت الذي خاضه عبدالملك ومن كانوا معه وخلفه في سعيه الدؤوب إلى الملك لتخليص البلاد من ذلّ التبعيّة للنصارى..ولتحقيق ما تحقق بعون الله من نصر مؤزّر على السلطان الخائن المتوكل ،ثم على الملك البرتغالي الحاقد على الإسلام والمسلمين ''دون سباستيان'' ..
وتصوّر’ أنّ زاوية دويرة السبع بمنطقة سجلماسة كانت هي ''المقرّ'' الرسمي الذي كان فيه يتمّ التواصل والتشاور بين أنصار عبد الملك السعدي ،و المقرّ الذي كان عبد الملك نفسه يرجع’ إليه خفية لملاقاة مناصريه حتى بعد هجرته إلى منطقة الجزائر وتونس..
و هناك الكثير من الدلائل الموضوعية على صحة الفرضية التي أتقدم بها ..
و لعلّ من الدلائل الملموسة والمحسوسة (preuves concrètes) بعين المكان وجود’ بقايا أحجار دالة في دويرة السبع القديمة على أنه كان يتمّ فيها تصنيع الرصاص من أجل الحصول على البارود أي القنابل و المتفجرات .وكان ذلك بلا شك في إطار الإعداد لخوض الحرب لاسترجاع عبد الملك لحقه في العرش من ابن أخيه .
وقد كانت بقايا تلك الأحجار في العصر الحديث تجمع من طرف بعض السبعيين ، وتحمل على ظهور الدواب إلى مركز ''بني تدجيت''،ثم تباع بثمن بخس إلى'' إحدى الشركات ''التي كانت تنقلها بعد ذلك إلى الدار البيضاء، وتستخرج منها ما علق بها من رصاص .
ولاشكّ في أنّ التحليل المختبري لتلك الأحجار سيكون قادرا على تحديد تاريخ ما كان يتم في جوار دويرة السبع من تذويب لمعدن الرصاص من أجل صنع البارود...
وأذكّر’ أنّ نسف'' قنطرة وادي المخازن '' بواسطة البارود يوم'' معركة الملوك الثلاثة '' كانت إحدى التدابير الحكيمة المنفّذة لجلب النصر فيها على البرتغال .
و قد جاء التنبيه إلى هذه ''الجزئيّة المهمة'' المتعلقة بفرضية التصنيع المشار إليه حين كنت’ قد قدّمت’ معطيات هذا العرض يوم 18-5-2009 في ''بني تدجيت''بحضور ثلة من المثقفين وعلى رأسهم الأستاذ د. أحمد الحدادي رئيس المجلس العلمي لبوعرفة التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وبرفقته عدد من أعضاء المجلس الذين حضروا مشكورين جميعا إلى بني تدجيت الفتية ،
وبعد العرض فهم الكثير من السبعيين أنّ السهول الواسعة المنبسطة بين وادي تغززّى والجبل الذي كانت توجد في سفحه ''دويرة’ السبع ''القديمة ،لم تكنْ قد اشتريتْ عبثا(كما كانوا يتوهمون) ، وإنما كانت قد اشتريتْ لغاية سامية، و لكي تكون ميدانا شاسعا للتداريب على الفروسية ،و على الكرّ والفرّ فوق ظهور الخيل استعدادا لخوض المعارك .وجاء اطلاع الكثير من أهل دويرة السبع على ''ما طرح هاهنا بمثابة جواب منطقي على سؤال طالما أرّق أذهانهم ،وهو'' ماذا كان هدف جدّنا من شراء هذه الأراضي والبراري الخالية ؟؟ وماذا كانت منفعتها في الماضي يا ترى؟؟ علما بأنّ أبناء ''السبع'' الأربعة وأحفادهم بعدهم لم يتمكنوا أبدا من استغلال هذه الأرض التي اشتريت في 972 هـ إلاّ جزئيا ''...
وفي ختام هذا الجزء من مقالي ، أستسمح القراء الكرام لألتمس من كل باحث مغربي في تاريخ هذه الفترة أن يقوّض افتراضي في الموضوع، ويدلي بما يؤكّد أن عبدالملك السعدي في مبدإ أمره و قبل هجرته خارج المغرب و وصوله بعد ذلك إلى الحكم كان في مكان آخر غير زاوية سيدي محمد السبع بسجلماسة .وسأكون مدينا بالشكر الجزيل لمن يصحّح قناعتي.
3- جهاد دويرة السبع في القرن الماضي:
في التاريخ الحديث كانت ''دويرة السبع'' هي أول بلدة في تافيلالت و في جنوب شرق المغرب حمل أهلها السلاح في وجه المستعمر الفرنسي ''حين بدأ يتسرّب’سنة 1907م وما قبلها من منطقة الجزائر المجاورة .وكان ذلك التصدّي بقيادة أحد حفدة'' السبع'' ،وهو الشيخ’ المجاهد’ العالم العامل مولاي أحمد بن محمد بن الحسن السبعي. الذي يقول عنه المؤرّخ المغربي الكبير محمد المنوني رحمه الله (في كتابه مظاهر يقظة المغرب الحديث المجلّد الثاني في الصفحة 476 والصفحة 477ه:
''أثار الاعتداء’ الفرنسي(على المغرب الشرقي) حميّة أحد ذوي الغيرة الاسلامية من العلماء الملتزمين ،وهو مولاي أحمد بن الحسن السبعي ،الشريف السغروشني ،فقام يحرّض’ على الجهاد ،ويصرخ’ بذلك في القبائل، حتى التأمتْ عليه جموع غفيرة تقدّر بزهاء خمسين ألف مجاهد...''
ويقول هذا الباحث’ المدقّق عن مقاومة مولاي أحمد السبعي:
''..وهي وإن لم تأت بنتيجة إيجابية في مقاومة المستعمر ،فقد هيّأت الجوّ من آخرين ،وبعثتْ فيهم شعورا استفاد منه المكافحون الآتون بعده كمحمد أوحمّو وموحى أوسعيد وسيدي علي أمهاوش ...وكذلك الشيخ ماء العينين في سوس..''.
وللإطلاع على بعض مظاهر الصمود والتحديات التي واجهها المستعمر’ الفرنسيّ’ في بدايات تسرّبه إلى المغرب من الجزائر ،فيكفي الرجوع’ إلى ما شهد به الضابط العسكريّ الإستعماري العقيد’ ''ليونيل فوانو''(Lionel Voinot)في كتابه الضخم الذي سمّاه ''على أعقاب الخطوات المظفّرة لمهدّئي المغرب''
Sur les traces glorieuses des Pacificateurs du Maroc
مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار خلال القراءة بأن ''التزييف'بسبب التحيّز 'ظاهر من باب الكتاب.وباب’ كل كتاب هو عنوانه ..فقد أبى هذا العقيد إلاّ أن يزعم في عنوان كتابه بأنّ ''حروب غزو المغرب واستعماره، إنّما هي حروب للتهدئة ونشر الأمن والأمان في البلاد (وها هو التاريخ يعيد نفسه في المشرق حيث يدّعي محتلّو العراق وأفغانستان أنهم إنّما ذهبوا إلى تلك البلاد من أجل نشر الديموقراطية والأمان
4 - دويرة السبع''في الوقت الحاضر :
ولكنْ ماذا كان مآل’ '' دويرة السبع'' وأهلها بعد ذلك كلّه ؟؟
حين استقرّ الاستعمار’ رسميا في المغرب ،عمد الفرنسيون قصدا(فيما يبدو) إلى تهميش البلدة وأهلها تهميشا كاملا،بهدف القضاء على كل حياة فيها،فأبعدوا عنها الطريق السيار،ولم يبنوا فيها أية مدرسة على غرار ما فعلوه في القرى المجاورة،..بحيث’ لم تبن أول’ مدرسة حديثة في القرية إلا سنة 1957 أي بعد استقلال المغرب ورجوع محمد الخامس قدس الله روحه من المنفى.(وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها جيلي حروف الهجاء..)
أمّا الزاوية التي كانت قد أقيمت في البلدة منذ القرن العاشر الهجري سنة 972 هـ ، والتي ظلت مركز إشعاع علمي وديني ،فقد حطّمها الفرنسيون تحطيما كاملا عند هجومهم علي دويرة السبع في 27 أبريل 1907ميلادية.وهو الهجوم الضخم الذي حدثنا عنه ''ليونيل فوانو''في كتابه عن حروب غزوه للمغرب .
و المستفاد’ من المسنّين قبل عقدين أو ثلاث من اليوم أن تلك الزاوية والله أعلم - كانت فيها كتب ومخطوطات كثيرة ما تزال ربّما مردومة تحت التراب والصخور. ولو عثر عليها لتمّ الكشف’ من خلالها على كثير من حقائق الحياة السياسية والدينية في القرن العاشر الهجري
( ومن المسنين في هذا الوقت الشاهدين على ذلك ''مولاي إدريس السباعي'' نقيب السبعيين الذي أكد أمام الملأ في اللقاء الثقافي بمدينة بني تدجيت مؤخرا أنه يعرف المكان الذي لو تمّ الحفر فيه تحت أطلال الزاوية لعثرنا على بقايا تلك الكتب...)
ومن أكبر مظاهر انتقام الفرنسيين من '' دويرة السبع '' ومن تاريخنا ،إنتقام آخر لازال يمتد بانعكاساته البغيضة إلى يومنا وعلى حاضرنا،وهذا الانتقام’ الرهيب هو أن المستعمر سمح للقايد الاستعماري المعروف باسم ''أحمد أفقير''- أو ربما أعطاه أمرا - بالإستيلاء على شرق أرض دويرة السبع منذ 1942، و سمح له أو أوحى إليه ببناء ''قصر'' له في وسطها ،مع تشجيع بعض القبائل على أن تستولي على الجهة الغربية ، مطوّقا بذلك أرض السبعيين ،بالرغم من يقين ذلك القايد الاستعماري -الذي هو اليوم محاسب أمام الله - و علم المستعمر أن هذه الأرض شرعا وقانونا هي لورثة سيدي محمد السبع لا لغيرهم.
وقد سمعت’ في صغري أن هذا القائد عند استقلال المغرب قد عذبه المرض والندم في أعوامه الأخيرة.ولم يرتحْ إلاّ بأن طلب من ذويه أن يحملوه إلى ضريح الولي الصالح سيدي محمد السبع حيث طلب من بعض أحفاده المسامحة . فسامحه البعض’ في لحظة احتضاره،ولكنّ أكثر السبعيين ما زالوا وسيظلون حانقين على فعلة هذا الرجل بأرض أجدادهم،وهي الفعلة التي سيظل يتحمل أحفادهم تبعاتها ولا قدرة لأي أحد على إيجاد الحلّ(علما بأن الأرض المستولى عليها قد مضت عليها عقود وعقود..)
أما قرية دويرة السبع مع مرور الزمن - فقد هجرها أهلها على فترات عديدة طوال أزمنة متوالية ، بسبب التهميش وبسبب الفقر والخصاص ،وتوالي السنين العجاف.
ولم يتمّ الإنتباه’ إلى حال هذه البلدة المجاهدة إلاّ في السنين الأخيرة،حيث’ أدخل إليها - في العهد الزاهر بحول الله للملك محمد السادس زاده الله نورا ونصرا - تيار’ الكهرباء وأنابيب’ الماء الشروب قبل حوالي أربع سنوات...ولكنّ البلدة من حيث الطرق السيارة ما زالتْ مهمّشة ،علما بإنّ ''دويرة السبع''القديمة لا سبيل إلى الوصول إليها بواسطة السيارة إلى حدّ اليوم إلاّ بمشقة لا يمكن تصوّرها.
ولكنّ المشكل الاجتماعي ''المخرّب'' الأكبر المتوارث منذ 1942 إلى اليوم و الذي لم يفتأ يتجرّع السبعيون مرارته ، و إن كانت تحرص - بحمد الله - سلطات’ عمالة فيجيج ودائرة بنيتاجيت في السنين الأخيرة على إيقافه ، هو مشكل’ الإستيلاء’ المتواصل على أرض دويرة السبع رغم توفر أهلها على وثيقة شرائها منذ 972 هجرية..ورغم ما في جعبتهم من ظهائر ''التقدير والاحترام والرعي الجميل المستدام''التي أنعم بها عليهم طوال قرون ملوك الدولة العلوية الشريفة الأبرار ،وقبلهم ملوك الدولة السعدية ..
فمتى يا ترى - يتمّ إيجاد الحلّ الأنجع لأرض الشرفاء السبعيين؟
بقلم حسن بن عزيز بوشو السبعي
مكناس المغرب