" مشاهد من حياة إنسان " بقلم " محمد الطبلاوي"
مشهد كابوسي : داخلي شعورا بالغضب..لا أستطيع منه فكاكا، أريد أن أكتب فتفشل يدي..أرسم فلا أقوي أن أري ألوانا" ، تتصلب داخل شرايين عقلي ألاف الأفكار الحمقاء ،وأشعر أن إرادتي مقيدة ، وعقلي لا يفكر...
منذ كثير لم تصبني حالة كتلك، تعاظم داخلي إحساس سيئ بالإحباط والسوداوية، لم أتعود عليها، زمجرة تصادم مدوية لأفكار متحجرة وإرادة واهية..وجسد متعب مثخن ومنهك بالبرد.
لا أقدر علي التركيز في شيء ، وتسحب أمام عيني ستائر ثقيلة من الإرهاق ، أتمني أن تصفو نفسي وتهدأ..أقمعها بأرطال من القهوة والشاي..ولا يستجيب لقمعي سوي ذاكرتي التي شارفت علي الانتهاء من المشاركة في حفلة الإحباط داخلي...فأتذكر لماذا أنا في هذه الحالة السوداوية؟
*********
مشهد صباحي : الهواء منعش اليوم علي أنغام "فيروز" الغيطان الخضراء ولمعة الشمس التي غلفها برد الشتاء برداء من الحياء...فسطعت وتلألأت أشعتها علي لون أخضر زاهي مكلل بقطرات ماء عالقة في الجو...
كنت أسير بلا هدف غير متابعة هذه الحالة الشجية من الطبيعة السمحة..في وقت شعرت أنه يتشابه مع ما بداخلي. *********
مشهد مسائي : عازم علي إغلاق موبيلي ، والاختباء بنفسي في أوراق أتصفحها لا تحمل أي موضوع سوي قطع الفراغ أو قل المساهمة في الهروب العمدي الذي قررته...فاليوم لا نشرات ..لا كمبيوتر...أخذت قرار باللا تفكير أيضا".
*********
مشهد ليلي : من منا يملك القدرة علي غلق عينيه بإرادته؟؟ *********
مشهد متكرر : أغمض عيني ، اجتاز بها حدود المدن والبحار...تتضاءل الأشكال ..وتختفي بسرعة كل الألوان ،أسبح في الفضاء الرحيب حول كواكب ومجرات وأجرام ، وأدور في فلك نجم أعشقه إلي مالا نهاية...
*********
مشهد لحظي : فارغة هي الحياة لو أفقدناها المعني ، وخالية من الإبداع والخلق لو أوقفنا أحلامنا عن الدوران حول نجوم نعشقها، والانتحار فيها أن تعطي لنفسك أجازة ، أو تقرر وحدك الهروب الفردي.
امسك قلمك..وأنبش به علي جدران وحدتك الأبدية ..وحفز ريشتك علي طمس اللون الرمادي العالق في بوابة حياتك بلون ساطع أكثر إشراقا من ضوء شمس شتائيه أو التماعات فكرة شاردة علي أنغام فيروز.
دع نفسك تتصالح معك وتخلي عن إعاقتها بأفكار مريضة حتى لو تعب الجسد، فأطلق لروحك أن تحتل مساحات التفكير عندك، وقتها تستطيع فقط أن تغمض عينيك بإرادتك.