معاهد أنسي في (حبورٍ)
معاهد أنسي في (حبورٍ)
دعيني أقاسي حسرتي وتندُّمي ... وأنت اسلمي يا قرة العين وانعمي
خذي في أفانين التنعم واتركي ... محباً أراد البؤس بعد التنعم
سألتك بالعهد القديم توجعي ... لما بيَ من ظلم النوى وتظلمي
ولا تسأليني عن هواي فإنني ... سإذا شئت شكوى حالتي خانني فمي
إذا طلعت شمس النهار فإنها ... أمارات تسليمي عليك فسلمي
لقد صرت من هذا التفرق منشداً ... لنظم بديع محكم متقدم
وما كنت في تركِيكِ إلا كتاركٍ ... يقيناً وراض بعده بالتوهم
وإلا كمن يحوي مفاتيح جنةٍ ... ويقرع بالتطفيل باب جهنم
وقد عاش بعد الخلد في الأرض آدم ... فمن شاء فليعذر فإني ابن آدم
معاهد أنسي في (حبورٍ) تَشَخّصي ... لعيني على شرط الهوى وتجسمي
فكم من حديث لي هنالك مسند ... صحيح على شرط البخاري ومسلم
أأسلُو هوى ميمونة الوجه بعد أن ... جرى حبها في العظم واللحم والدم
سلام عليها كل يوم وليلة ... سلام مشوقٍ مستهامٍ متيم
ألا بأبي من بتُّ أنشد بعدها ... «فراقاً ومن فارقت غير مذمم»
ولما غدت عِطراً لمن شم أصبحت ... يد الدهر بثّت بيننا عطر منشم
فيا مقلتي لا تتركي الدمع ساعة ... وإياك في جنح الدجى أن تُهوّمي
ألا يا حمامات الغصون تعلمي ... فنون الهوى العذري مني وعلمي
ومن كان لا يرضى التكلم بالهوى ... وأسبابه خوف العِدى فتكلمي
ولا تكتمي مني التصابي فإنني ... مشوق وعن غيري إذا شئت فاكتمي
حسبتك فوق البان تبكي صبابة ... وأنت على بان الحمى تترنمي
للشاعر/يحيى إبراهيم جحاف من مواليد الخمسينات بعد الألف الهجرية في حبور وتوفي بكسمة محافظة ريمة سنة 1117هـ الموافق1705م رحمه الله تعالى.