سبت النابور

من تاريخ إد سموكن بتينكرتيل تمهيد: هذه العشيرة من السكان شأنها شأن غيرها من عشائر المنطقة لم يحظ تاريخها بالتدوين لعدم مشاركة أبنائها لا في الحركة العلمية والفكرية ،ولا في استلام زمام النفوذ على الأقاليم التي يمتد إليها أحيانا نفوذ السلطات المخزنية خلال القرون الماضية. وقد أجمع الباحثون على أن التاريخ المغربي المدون قصدا إنما هوالتاريخ السياسي والعسكري الذي يهتم بسيرة الحكام وأعوانهم ومن زاحمهم ونافسهم في مضمار التسلط والجبروت.أما التاريخ الاجتماعي والفكري والاقتصادي فقد ظل على الهامش. ويحاول الباحثون الآن استجلاء ملامحه من خلال الموروثات المختلفة كرسوم الأنكحة وعقود المعاملات العقارية والرسائل الإخبارية،والحكايات المتداولة والتي يختلط فيها الغث والسمين أو تغلب عل بعضها الخرافات التي لاتنطلي على عاقل ،إلى جانب أمور ترد في التاريخ الرسمي عرضا وبدون قصد. بعد هذه المقدمة أخلص للحديث عن (إدسموكن) معتمدا الأمور التي أشرت إليها كمراجع، وهي مراجع رغم التحفظ وقلة ماباليد منها مفيدة لأن الفترة الزمانية التي تهمنا والتي قضاها السموكنيون في المنطقة لاتزيد على نحو أربعة قرون فقط. أصل السموكنيين يعتقد السموكنيون النازلون في (تينكرتيل) بتاجاجت المنتمون لجماعة النابور أن أسلافهم كانوا ممن جلوا عن مدينة(تامدولت)بعدخرابها على يد البنيرانيين بقيادة محمد بن علي أمنصاك حوالي منتهى القرن الثامن الهجري(أواخرالرابع عشر الميلادي)وأن أولئك الأسلاف قد استقروا بعض الوقت في وادي (سموكن)ثم انتقل جدهم الأدنى إلى تجاجت حوالي مطلع القرن العاشر الهجري ويدعى الطالب أحمد أو الطالب محمد على اختلاف في الروايات، والرواية الأخيرة وجدت في أحد الرسوم على ماقيل لي،وسمعت من أحدهم نقلا عن المرحوم سيدي عابد بن الحسين بن أبي الخيرمن دوار إدبلخير أنهم أي السموكنيين ينحدرون من الصحابي الجليل(عكاشة) ، والمعروف أن هذه النسبة إلى عكاشة يتمسك بها المجاطيون المقيمون في (أكني إيعدان) بمجاطة الشرقية(أنظر المعسول ج18 ص144 )وانظر(إليغ قديما وحديثاص4)ثم إن الكثير من النازحين عن تامدولت يرفعون نسبهم إلى جعفر بن أبي طالب كالهلاليين المنتشريت في الأطلس الصغير ، والناصريين، وغيرهم(أنظر تاريخ قبائل هيلالة في سوس) للفقيه محمد البوقدوري، وإن كان ابن خلدون قد اعترض على من زعم دخول الجعفريين للمغرب معللا رأيه بكون الجعفريين أهل خضر لاأهل بداوة، فلم يألفوا الترحال والانتجاع( أنظر كتاب العبر لابن خادون ج6 ص59 ط بيرت1971) وقد رد عليه أحمد بن خالد الناصري في كتاب (طلعة المشتري في النسب الجعفري ج1ص108ط حجرية)ومهما يكن فإن السموكنيين قد أهملوا تاريخهم ختى إننا لانعرف أين مدفن جدهم (الطالب) أو مدفن أي من أبنائه وأحفاده المباشرين الذين يرفع إليهم النسب، فالقوم لم يكن لهم في الحقيقة تعلق بأي انتماء غير الانتماء القبلي، والذي يحرصون على تأكيده هو انتماؤهم لقبيلة (سموكن)التي يشكلون أحد فروعها النازحة من (تامدولت)، وتوجد بجانبهم في تينكرتيل عناصر لها انتماءات قيلية أخرى ومنها (الرسموكيون)و(السملاليون)و(الجراريون)و(المانوزيون)و(الهوتيون العدانيون)و(اللكانيون)و(الحدادون)،وكلها عوائل نمت من أفراد وفدوا على المنطقة على غرار وفادة جد السموكنيين، وقد انسجم الجميع وعاشوا في وئام واختلطوا بالتزاوج واشتركوافي مساجدهم على أساس الدواوير المتقاربة،كما اشتركوا في المقابر، وفي مدرستهم العتيقةب( فيلالت). وقبل الحديث عن السموكنيين وتفرعات أنسابهم ومواطن استقرارهم ب(تينكرتيل) أريد أن ألقي نظرة عن مواطن أسلافهم الأولين في (تامدولت) ثم (سموكن) ثم (تاجاجت)و(تينكرتيل)قبذلك تتضح أسباب رحيلهم وانتقلهم من مكان إلى آخر.-يتبع-