بابا عاشور
بابا عاشور شخصية أسطورية تناقلتها الروايات الشفهية جيلاً عن جيل وخاصة وسط النساء، وتختلف الروايات وتتعدد الحكايات عن هذه الشخصية الأسطورية من قبيلة لأخرى إلا أن لها قاسم مشترك واحد هو الفترة التي تتم فيها الآحتفالات أي خلال أيام عاشوراء "لعواشر" والتي تمتد من بداية السنة الهجرية ـ فاتح محرم ـ إلى العاشر منهويقوم أحد أبناء القرية بتقمص شخصية بابا عاشور فيلبس عمامة بيضاء والجلباب والسلهام كذلك ويضع لحية مستعارة ويختار بعضاً من معاونيه يطوفون مختلف أنحاء القرية في أجواء آحتفالية يشارك فيها الصغير والكبير ويقومون بجمع المساهمات والتبرعات من الساكنة "عوين بابا عيشور"، وفي ليلة التاسع من محرم يقوم بابا عاشور بجولته الأخيرة يطرق فيها أبواب كل منزل بالقرية ليدعو أطفالهم للحضور بإحدى الساحات المعروفة، فيلتحق الأطفال الصغار بالساحة قبل وصول بابا عاشور هذا الأخير لدى وصوله بنفس اللباس وهو يضع قلادة "آمدجة" من الجوز واللوز ويحمل في يده كيساً كبيراً "خنشة" واضعاً إياه على ظهره فيساعده معاونوه على بناء خيمته الصغيرة "نوالة" وتتخلل ذلك أهازيج شعبية وأغاني معروفة لدى الكل، ثم تأتي اللحظة الحاسمة التي يتطلع إليها كل الصبية فيتحلقون حول بابا عاشور الذي يجلس وسط خيمته الصغيرة ثم يفتح الكيس الكبير ويشرع في توزيع بعض اللعب "لقشاوش" ـ مونيكا وطعريجة لكل بنت، وخرشاشة وزواية لكل ولدـ مع حفنة من الفواكه الجافة لكل منهم وعند آنتهاء توزيع الهدايا ينسحب باباعاشور خفية دون أن يشعر به أحد بعد أن أتم دوره على أحسن وجه...بعد ذلك ووسط كل تلك الأجواء الآحتفالية يعلن عن وفاة باباعاشــور غرقاً وهو يحاول الآستحمام آستعداداً لقيام الليل وأنه سيتم تشييعه إلى مثواه الأخير في نفس الليلة، فتقوم إحدى النسوة بتحضير بديل باباعاشور حيث تخيط جلباباً وسلهاماً بحجم صغير فَـتُلْبِسهما لبعض العظام المحتفظ بها منذ عيد الأضحى لهذا الغرض وتضع له قلادة الجوز واللوز والعمامة البيضاء وكذا بعض الحناء ثم تسلمه لأحد شباب القرية الذي يحمله على كتفه ويتجمهر حوله النسوة والصبية ليتحرك الموكب للمسير بالجنازة لإتمام مراسيم الدفن ودائماً في أجواء آحتفالية... !!!وفي السنوات الأخيرة لوحظ تراجع كبير بالنسبة لآحتفالات عاشوراء آختفت معه شخصية بابا عاشور الأسطورية ليظل تداولها مجرد ذكرى تتردد مع أغاني شعبية تتغنى بها قِلة قليلة من نسوة القرية...