حماتى العزيزة ..
حماتى العزيزة ..
محمود القلعاوى *
بسم الله الرحمن الرحيم
لوحة رائعة خلابة الجمال فتاة جيملة تخرج من بيتها لتعيش مع من أحبت ، مع زوجها ورفيق عمرها ، تركت ما كانت فيه ، تركت أبيها الذى تحتمى به وأمها التى تعيش فى دفئها لتعيش فى جنتها الجديدة وعشها الصغير الذى قضت سنوات تحلم به ، وأما أم زوجها فهى أمها التى لم تلدها سترتمى فى أحضانها وتُخرج لها سرها عندما تضيق بها دنياها ، ولكن شيطاناً رجيماً خرج علينا ليشوه هذه اللوحة الجميلة فتصير أم زوجها " حماتها " همها بالليل ومذلتها بالنهار ، لكم هو محزن ما تصل إليه الأمور فى بعض البيوت ، موروثات قديمة خاطئة تناقلناها وتوارثناها من إعلام فاسد شوهت صورة أم الزوج فجلعتها شيطاناً رجيماً تتحفز الزوجة لها بكل ما تملك من سلاح لمعركة دائرة رحاها - كما هو متصور- وكأنها حرب لابد أن تخرج منها رابحة غير خاسرة .
تذكرى جيداً ..
وتذكرى جيداً أيتها الزوجة لقد جئتى لتقطفى ثمرة جهد ووقت من أم صرتِ مكانها فترفقى بها ، واحذرى بعقلك أن تقطعى الشجرة التي أثمرت زوجك وحبيب فؤادك ، لقد ظلت تحنو عليه بظلالها وسقته من ماء حياتها حتى غدا ثمرة وجئت أنت وبكل سهولة تقطفيها ، فترفقى بأم زوجك التى هى فى مقام أمك ، واحذرى أن يسول لك شيطانك غير هذا ويدخل عليك من أى باب كان فهى أمك التى لم تلدك .
أيتها الزوجة العاقلة
وما أروع ما كتبته الدكتورة سمحية محمود غريب فى كتابها زواج بلا مشاكل :- " أيتها الزوجة العاقلة قد تجدين بعض السلبيات التي لا تعجبك من حماتك فاعتبريها مثل والدتك وارحمي فيها الكبر واصبري على أخلاقها وصفاتها وغيرتها أحيانا منك ونقضها لك أحيانا أخرى ولا تجعلي ذلك سبباً لمشكلة ولكن اصبري عليها وعامليها بالإحسان حتى وإن أساءت إليك وتذكري دائماً فارق السن بينكما فاختلاف الأعمار والأجيال لزاماً أن يكون له أثر في اختلاف الآراء .
الوصفة السحرية لمستر هوانج ..
وإليكِ التراث الصينى ينقل لنا حكاية فتاة صينية عاشت مع زوجها ووالدته مدة اكتشفت أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها ، فقد كانتا متباينتين تماماً ، وكانت أكثر عادات حماتها تثير غضبها ، مع نقد لكل حركاتها وسكناتها من حماتها ، وبمرور الأيام زاد الخلاف وعظم الشقاق ، وما زاد الأمر سوء أنه طبقاً للتقاليد الصينية القديمة ، كان عليها أن تنحني أمام حماتها وأن تلبى لها كل رغباتها .. ولكن الزوجة لم تستطع التحمل أكثر من ذلك فحماتها لا تطاق بما تحملها الكلمة ..
فذهبت إلى صديق والدها مستر هوانج وكان بائعاً للأعشاب .. فشرحت له الموقف وسألته لو كان في إمكانه يمدها ببعض الأعشاب السامة حتى يمكنها أن تحل مشكلتها إلى الأبد ..
فكر الرجل لحظات ثم قبل مساعدتها قائلاً لها :- ليس في وسعك أن تستخدمي سماً سريع المفعول كي تتخلصي من حماتك ، وإلا ثارت حولك الشكوك ، ولذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي تعمل تدريجياً وببطء في جسمها ، وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعام من الدجاج أو اللحم وتضعي به قليل مما سأعطيك أياه .. وحتى تكوني متأكدة أنه لن يشك فيك أحد عند موتها ، عليك أن تكوني حريصة جداً .. وأن تصير تصرفاتك تجاهها صديقة ورقيقة ، وألا تتشاجري معها أبداً ، وعليك أيضا أن تطيعي كل رغباتها , وأن تعامليها كما لو كانت ملكة'
فانصرفت الزوجة وهى فى غاية سعادتها ستتخلص من حماتها سر تعاستها .. ومضت أسابيع ثم توالت الشهور ، وهى ملتزمة بنصيحة مستر هوانج فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها .. وبعد مرور ستة أشهر تغير جو البيت تماما ، فقد تحكمت الزوجة في طباعها بقوة وإصرار ، حتى أنها وجدت نفسها غالباً لا تفقد أعصابها ، وبدا التوافق بينهما يظهر .
وبعد تحسن الأوضاع للأحسن ذهبت الفتاة للرجل تطلب منه إيقاف أثر السم فى جسم حماتها ، فقد صارت لطيفة معها وصارت تحبها ، فكانت المفاجأة التى ذكرها الرجل أنه لم يعطها سماً على الإطلاق بل أعشاب مهدئة لعلمه أن السم الحقيقى فى عقلها وسلوكها مع حماتها ، وأن الحب هو الطريق الصحيح للحياة مع حماتها .
نشرت هذه المقالة على جريدة الحرية والعدالة بتصريف العدد 58 السبت 29 محرم 1433 24 ديسمبر 2011
* مدير تحرير موقع منارات ويب للعلوم الشرعية .
محمود القلعاوى *
بسم الله الرحمن الرحيم
لوحة رائعة خلابة الجمال فتاة جيملة تخرج من بيتها لتعيش مع من أحبت ، مع زوجها ورفيق عمرها ، تركت ما كانت فيه ، تركت أبيها الذى تحتمى به وأمها التى تعيش فى دفئها لتعيش فى جنتها الجديدة وعشها الصغير الذى قضت سنوات تحلم به ، وأما أم زوجها فهى أمها التى لم تلدها سترتمى فى أحضانها وتُخرج لها سرها عندما تضيق بها دنياها ، ولكن شيطاناً رجيماً خرج علينا ليشوه هذه اللوحة الجميلة فتصير أم زوجها " حماتها " همها بالليل ومذلتها بالنهار ، لكم هو محزن ما تصل إليه الأمور فى بعض البيوت ، موروثات قديمة خاطئة تناقلناها وتوارثناها من إعلام فاسد شوهت صورة أم الزوج فجلعتها شيطاناً رجيماً تتحفز الزوجة لها بكل ما تملك من سلاح لمعركة دائرة رحاها - كما هو متصور- وكأنها حرب لابد أن تخرج منها رابحة غير خاسرة .
تذكرى جيداً ..
وتذكرى جيداً أيتها الزوجة لقد جئتى لتقطفى ثمرة جهد ووقت من أم صرتِ مكانها فترفقى بها ، واحذرى بعقلك أن تقطعى الشجرة التي أثمرت زوجك وحبيب فؤادك ، لقد ظلت تحنو عليه بظلالها وسقته من ماء حياتها حتى غدا ثمرة وجئت أنت وبكل سهولة تقطفيها ، فترفقى بأم زوجك التى هى فى مقام أمك ، واحذرى أن يسول لك شيطانك غير هذا ويدخل عليك من أى باب كان فهى أمك التى لم تلدك .
أيتها الزوجة العاقلة
وما أروع ما كتبته الدكتورة سمحية محمود غريب فى كتابها زواج بلا مشاكل :- " أيتها الزوجة العاقلة قد تجدين بعض السلبيات التي لا تعجبك من حماتك فاعتبريها مثل والدتك وارحمي فيها الكبر واصبري على أخلاقها وصفاتها وغيرتها أحيانا منك ونقضها لك أحيانا أخرى ولا تجعلي ذلك سبباً لمشكلة ولكن اصبري عليها وعامليها بالإحسان حتى وإن أساءت إليك وتذكري دائماً فارق السن بينكما فاختلاف الأعمار والأجيال لزاماً أن يكون له أثر في اختلاف الآراء .
الوصفة السحرية لمستر هوانج ..
وإليكِ التراث الصينى ينقل لنا حكاية فتاة صينية عاشت مع زوجها ووالدته مدة اكتشفت أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها ، فقد كانتا متباينتين تماماً ، وكانت أكثر عادات حماتها تثير غضبها ، مع نقد لكل حركاتها وسكناتها من حماتها ، وبمرور الأيام زاد الخلاف وعظم الشقاق ، وما زاد الأمر سوء أنه طبقاً للتقاليد الصينية القديمة ، كان عليها أن تنحني أمام حماتها وأن تلبى لها كل رغباتها .. ولكن الزوجة لم تستطع التحمل أكثر من ذلك فحماتها لا تطاق بما تحملها الكلمة ..
فذهبت إلى صديق والدها مستر هوانج وكان بائعاً للأعشاب .. فشرحت له الموقف وسألته لو كان في إمكانه يمدها ببعض الأعشاب السامة حتى يمكنها أن تحل مشكلتها إلى الأبد ..
فكر الرجل لحظات ثم قبل مساعدتها قائلاً لها :- ليس في وسعك أن تستخدمي سماً سريع المفعول كي تتخلصي من حماتك ، وإلا ثارت حولك الشكوك ، ولذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي تعمل تدريجياً وببطء في جسمها ، وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعام من الدجاج أو اللحم وتضعي به قليل مما سأعطيك أياه .. وحتى تكوني متأكدة أنه لن يشك فيك أحد عند موتها ، عليك أن تكوني حريصة جداً .. وأن تصير تصرفاتك تجاهها صديقة ورقيقة ، وألا تتشاجري معها أبداً ، وعليك أيضا أن تطيعي كل رغباتها , وأن تعامليها كما لو كانت ملكة'
فانصرفت الزوجة وهى فى غاية سعادتها ستتخلص من حماتها سر تعاستها .. ومضت أسابيع ثم توالت الشهور ، وهى ملتزمة بنصيحة مستر هوانج فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها .. وبعد مرور ستة أشهر تغير جو البيت تماما ، فقد تحكمت الزوجة في طباعها بقوة وإصرار ، حتى أنها وجدت نفسها غالباً لا تفقد أعصابها ، وبدا التوافق بينهما يظهر .
وبعد تحسن الأوضاع للأحسن ذهبت الفتاة للرجل تطلب منه إيقاف أثر السم فى جسم حماتها ، فقد صارت لطيفة معها وصارت تحبها ، فكانت المفاجأة التى ذكرها الرجل أنه لم يعطها سماً على الإطلاق بل أعشاب مهدئة لعلمه أن السم الحقيقى فى عقلها وسلوكها مع حماتها ، وأن الحب هو الطريق الصحيح للحياة مع حماتها .
نشرت هذه المقالة على جريدة الحرية والعدالة بتصريف العدد 58 السبت 29 محرم 1433 24 ديسمبر 2011
* مدير تحرير موقع منارات ويب للعلوم الشرعية .