لغتنا الحية
ولأن الغرب وخاصة أصدقاءنا الأمريكيين مغرمين بتدليلنا فقد حلفوا اليمين تلو اليمين فبعد أن ساعدونا في التخلص من العثمانيين، قسّموا لنا بلداننا بأنفسهم، ووزعوها علينا بالعدل والمساواة، حفروا لنا آبار النفط واستخرجوه لنا، حلّوا النزاع بيننا وبين عصابات المهاجرين من الهاغانا والأرغن والشتيرن، وتحملوا أعباء كل المهجَّرين والنازحين والمبعدين والمقهورين والمظلومين الفلسطينيين فأقاموا لنا الهيئات والمؤسسات والرباعيات والسداسيات، أمدونا بالسلاح والميليشيات وحشوا أوطاننا بالطوائف والقوميات دعمونا في مواجهة الخطر الشيوعي على العرب، ثم دعمونا في مواجهة الخطر الفارسي على العرب، ثم دعمونا في مواجهة الخطر العربي على العرب، ناهيك عن جهودهم الجبارة في حمايتنا من خطر الإسلام والمسلمين على الإسلام والمسلمين.
حتى أنهم ولشدة خوفهم علينا وحرصهم على راحتنا انتقلوا بكامل عتادهم العسكري والسياسي والثقافي فأحضروا معهم جنودهم ودباباتهم وطائراتهم وقنابلهم وموتهم ومدارسهم ومناهجهم ومعارفهم وحضارتهم ولغتهم، وبدؤوا بإعادة كتابة مناهجنا المدرسية لكي تتواءم مع الحضارة والديمقراطية، والابتعاد بها عن التطرف
عمل على خلق الحاجة للغة الإنكليزية في المجتمعات العربية كأداة أساسية لتلقين العلم والسير بالمجتمع العربي نحو المستقبل وكبديل لازم عن التعليم باللغة العربية “العقيمة” التي تسير بمجتمعنا إلى الماضي والتخلف،
(….) ومنه؛ فإن أي تخلف في اللغة يلزمه تخلف في الثقافة والوجدان الجمعي والانتماء إلى الوطن”. وهو تعريف عالمي وتعمل به كل شعوب العالم، حتى تلك التي هُزمت مرة في الحرب العالمية الثانية كانت تدرك -بعكسنا- بأن اللغة والهوية القومية هي أساس أي نهضة علمية واقتصادية وصناعية، ولذلك، ففي اليوم الثاني من شهر أيلول عام 1945وعلى متن السفينة الأمريكية يو اس اس ميسوري وقّعت اليابان على وثيقة استسلامها وشروطها الكاملة المتضمنة حل الجيش الياباني وتغيير الدستور إلا شرطاً واحداً لم توافق عليه أبداً: التخلي عن لغتها القومية بالتعليم
المشكلة ليست في لغتنا العربية، وخاصة مع لغة مثلها تستطيع أن تجد في أوعيتها التي أمدها “أجدادنا المتحجرون” أكثر من ألف وصف للسيف، وعجزنا “نحن المتطورون” عن أن نضيف إليها بضع كلمات حديثة، بل تكمن المشكلة في من يتهم اللغة بضيق أفقها ومحدوديتها بينما تتهمه اللغة بأنه: “تكاسَلَ، وفتر، وقعد، وونى، وتقاعد، وتثاقل، وتواكل، وأخلد إلى الكسل، واسترسل إلى العطلة، واستنام إلى الراحة، ورضي بالتخلف، واطمأن إلى الخمول، وأصبح ميت الحس، لا تحفزه الحاجة، ولا تستحثه الفاقة، ولا يؤلمه ناب الفقر، ولا يبالي بِالضراعة، ولا يستخشن لباس المسكنة، ولا يجد للامتهان مساً.”، مشكلتنا نحن العرب الذين بتنا عاجزين كشعوب- عن أي فعل مادمنا نعتمد على الآخر ليحضّر لنا شاينا ويصنع لنا مستقبلنا، يخرج لنا زيتنا ويبني لنا أبراجنا، يعيد رسم كلماتنا ويفسر لنا أحلامنا ويكتب لنا سيرتنا، يصنع لنا سلاحنا ويقاتل عنا عدونا ليحرر لنا أرضنا ويفك عنا حصارنا.
حتى أنهم ولشدة خوفهم علينا وحرصهم على راحتنا انتقلوا بكامل عتادهم العسكري والسياسي والثقافي فأحضروا معهم جنودهم ودباباتهم وطائراتهم وقنابلهم وموتهم ومدارسهم ومناهجهم ومعارفهم وحضارتهم ولغتهم، وبدؤوا بإعادة كتابة مناهجنا المدرسية لكي تتواءم مع الحضارة والديمقراطية، والابتعاد بها عن التطرف
عمل على خلق الحاجة للغة الإنكليزية في المجتمعات العربية كأداة أساسية لتلقين العلم والسير بالمجتمع العربي نحو المستقبل وكبديل لازم عن التعليم باللغة العربية “العقيمة” التي تسير بمجتمعنا إلى الماضي والتخلف،
(….) ومنه؛ فإن أي تخلف في اللغة يلزمه تخلف في الثقافة والوجدان الجمعي والانتماء إلى الوطن”. وهو تعريف عالمي وتعمل به كل شعوب العالم، حتى تلك التي هُزمت مرة في الحرب العالمية الثانية كانت تدرك -بعكسنا- بأن اللغة والهوية القومية هي أساس أي نهضة علمية واقتصادية وصناعية، ولذلك، ففي اليوم الثاني من شهر أيلول عام 1945وعلى متن السفينة الأمريكية يو اس اس ميسوري وقّعت اليابان على وثيقة استسلامها وشروطها الكاملة المتضمنة حل الجيش الياباني وتغيير الدستور إلا شرطاً واحداً لم توافق عليه أبداً: التخلي عن لغتها القومية بالتعليم
المشكلة ليست في لغتنا العربية، وخاصة مع لغة مثلها تستطيع أن تجد في أوعيتها التي أمدها “أجدادنا المتحجرون” أكثر من ألف وصف للسيف، وعجزنا “نحن المتطورون” عن أن نضيف إليها بضع كلمات حديثة، بل تكمن المشكلة في من يتهم اللغة بضيق أفقها ومحدوديتها بينما تتهمه اللغة بأنه: “تكاسَلَ، وفتر، وقعد، وونى، وتقاعد، وتثاقل، وتواكل، وأخلد إلى الكسل، واسترسل إلى العطلة، واستنام إلى الراحة، ورضي بالتخلف، واطمأن إلى الخمول، وأصبح ميت الحس، لا تحفزه الحاجة، ولا تستحثه الفاقة، ولا يؤلمه ناب الفقر، ولا يبالي بِالضراعة، ولا يستخشن لباس المسكنة، ولا يجد للامتهان مساً.”، مشكلتنا نحن العرب الذين بتنا عاجزين كشعوب- عن أي فعل مادمنا نعتمد على الآخر ليحضّر لنا شاينا ويصنع لنا مستقبلنا، يخرج لنا زيتنا ويبني لنا أبراجنا، يعيد رسم كلماتنا ويفسر لنا أحلامنا ويكتب لنا سيرتنا، يصنع لنا سلاحنا ويقاتل عنا عدونا ليحرر لنا أرضنا ويفك عنا حصارنا.