الشعر الشعبي
الشعر الشعبي في دواوين مكتوبة..
بقلم : محمود الحرشاني
Mahmoudhor2@yahoo.fr
لا أفهم كثيرا في الشعر الشعبي أو الشعر الملحون، رغم ما يحتوي عليه من صور رائعة، ورغم أن لهذا اللون من الشعر رواده وفرسانه وأبطاله أيضا. والحقيقة أننا قلّما نجد دراسة أو بحثا أو لقاء في صحافتنا المكتوبة مع شاعر من شعرائنا الشعبيين وهم كثّر ومنتشرون في أغلب جهات البلاد.
وكثيرا ما اشتكى هؤلاء الشعراء من أن الصحافة لا تهتم بهم ولا تنشر قصائدهم، على عكس ما تفعله مع شعراء الفصحى، حيث أن الصحافة تزخر بأخبارهم وتنشر قصائدهم، وتعرّف بدواوينهم وتجري معهم الأحاديث الصحفية المطوّلة..
وقد يعود ذلك إلى أن الشّعر الشعبي هو شعر يسمع ولا يقرأ، أو كما كان يقول المرحوم محمد الأخضر السائحي الشاعر الجزائري الكبير، عن برنامج له كان ينتجه ويذيعه بإذاعة الجزائر بعنوان "ألوان" مجلة تسمع ولا تطبع. والشعراء الشعبيون لهم جمهورهم ومريدوهم، خاصة في حفلات الأعراس في البوادي وفي المهرجانات الشعبية. حيث يتبارى هؤلاء الشعراء، ويقدمون أجمل قصائدهم في وصف الطبيعة، والخيل والمحبوبة والنجع والضحضاح إلى غير ذلك من ألوان الشعر الشعبي. وتحتفظ الذاكرة بأسماء العديد من الشعراء الشعبيين الروّاد من الجيل الأول أو الجيل القديم أمثال محمد الصغير ساسي والشاهد الأبيض وحمادي الذيبي والهاشمي المدني ومحمد المرزوقي وأحمد سالم بلغيث وأحمد الحران وغير ذلك من الأسماء التي كان لها حضور كبير في المهرجانات والنوادي والمنتديات وحفلات الأعراس... ويعد الشاهد الأبيض أحد فحول الغناء الشعبي الكبار ولقد أحدثت مشاركته ذات صيف في مهرجان قرطاج في مبادرة فريدة أقدم عليها المنشط الكبير رجاء فرحات عندما خصّص ليلة للشعر الشعبي في برمجة هذا المهرجان، نقله نوعية ولا يزال الناس في كل مكان يرددون أغنيته الشهيرة التي تغنى بها في تلك السهرة الخالدة. .لا.لا.لا..
ومن الجيل الجديد هناك أسماء فرضت حضورها وشهرتها وأصبح الناس يتداولون قصائدهم الشعبية الرائعة أمثال الشاعر الكبير ابن ربوع نفزاوة عبداللطيف الذي حملته قصائده الشعبية الرائعة وخاصة قصيدته ّ طبة وما قريناش الطبّ إلى المشاركة في أهم المهرجانات الدولية في العالم العربي في الأردن والكويت والسعودية. كما برز خلال السنوات الأخيرة ثلاثي شهير من معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد لا يشق له غبار في الشعر الشعبي وأعني بهم الشعراء : الأزهر بلوافي، ومحمد الغزال الكثيري والمولودي هضب، وعندما يدخل هذا الثلاثي في أي سابقة أو مهرجان فالفوز والنجاح والمراتب الأولى تكون من نصيبهم..
ومن الجيل الجديد أيضا، علي شوشان من منزل بوزيان وهو شلاعر متين العبارة والمولودي الجامعي من مدنين، والاخوة شعير من قابس وابراهيم بن الهامل من قفصة ونجيب الذبي من القصرين، هؤلاء الشعراء طوروا تجاربهم في كتابة القصيد الشعبي، واستفادوا كثيرا من مطالعاتهم، واحتكاكهم بفحول الشعر فجاءت قصائدهم متينة، قوية العبارة، شامخة البناء، تهزّ السامع إلى عوالم من النشوة والمتعة.
ومنذ أيام وصلتني من الصديق الشاعر الشعبي الأزهر بلوافي من المزونة نسخة من ديوانه الأول، " خيام على التلال" جمع فيه مجموعة من قصائده الرائعة، ومع الديوان وصلني صوته في الهاتف معربا عن سعادته بإصدار ديوانه الأول، كما أصدر الشاعر الشعبي الغزال الكثيري ثلاثة دواوين تضم أشعاره الشعبية، ولقي ديوانه الأول " شموع ودموع" نجاحا كبيرا، كما أصدر الشاعر عبداللطيف مجموعة من الدواوين.
وإذ تعد هذه الدواوين إضافة مهمة من قبل أصحابها لحفظ الشعر الشعبي وضمان سهولة تداوله بين الناس، ونأمل أن يلحق بهم شعراء آخرون... فلا أخفي أنني أجد شخصيا صعوبة في قراءة هذا الشعر قراءة صحيحة.
وأخيرا أن أستمع إلى الشعر الشعبي منطوقا من أفواه الشعراء الشعبيين على أن أقرأه في ديوان، فيفقد نكهته...
ومع ذلك يبقى إصدار ديوان حدثا مهما في حياة الشاعر عموما فما بالك إذا كان صاحبه شاعرا شعبيا.. وأتمنى أن تكون الطبعات القادمة لهذه الدواوين طبعات مشكولة، فذلك يساعد على قراءتها قراءة صحيحة.
بقلم : محمود الحرشاني
Mahmoudhor2@yahoo.fr
لا أفهم كثيرا في الشعر الشعبي أو الشعر الملحون، رغم ما يحتوي عليه من صور رائعة، ورغم أن لهذا اللون من الشعر رواده وفرسانه وأبطاله أيضا. والحقيقة أننا قلّما نجد دراسة أو بحثا أو لقاء في صحافتنا المكتوبة مع شاعر من شعرائنا الشعبيين وهم كثّر ومنتشرون في أغلب جهات البلاد.
وكثيرا ما اشتكى هؤلاء الشعراء من أن الصحافة لا تهتم بهم ولا تنشر قصائدهم، على عكس ما تفعله مع شعراء الفصحى، حيث أن الصحافة تزخر بأخبارهم وتنشر قصائدهم، وتعرّف بدواوينهم وتجري معهم الأحاديث الصحفية المطوّلة..
وقد يعود ذلك إلى أن الشّعر الشعبي هو شعر يسمع ولا يقرأ، أو كما كان يقول المرحوم محمد الأخضر السائحي الشاعر الجزائري الكبير، عن برنامج له كان ينتجه ويذيعه بإذاعة الجزائر بعنوان "ألوان" مجلة تسمع ولا تطبع. والشعراء الشعبيون لهم جمهورهم ومريدوهم، خاصة في حفلات الأعراس في البوادي وفي المهرجانات الشعبية. حيث يتبارى هؤلاء الشعراء، ويقدمون أجمل قصائدهم في وصف الطبيعة، والخيل والمحبوبة والنجع والضحضاح إلى غير ذلك من ألوان الشعر الشعبي. وتحتفظ الذاكرة بأسماء العديد من الشعراء الشعبيين الروّاد من الجيل الأول أو الجيل القديم أمثال محمد الصغير ساسي والشاهد الأبيض وحمادي الذيبي والهاشمي المدني ومحمد المرزوقي وأحمد سالم بلغيث وأحمد الحران وغير ذلك من الأسماء التي كان لها حضور كبير في المهرجانات والنوادي والمنتديات وحفلات الأعراس... ويعد الشاهد الأبيض أحد فحول الغناء الشعبي الكبار ولقد أحدثت مشاركته ذات صيف في مهرجان قرطاج في مبادرة فريدة أقدم عليها المنشط الكبير رجاء فرحات عندما خصّص ليلة للشعر الشعبي في برمجة هذا المهرجان، نقله نوعية ولا يزال الناس في كل مكان يرددون أغنيته الشهيرة التي تغنى بها في تلك السهرة الخالدة. .لا.لا.لا..
ومن الجيل الجديد هناك أسماء فرضت حضورها وشهرتها وأصبح الناس يتداولون قصائدهم الشعبية الرائعة أمثال الشاعر الكبير ابن ربوع نفزاوة عبداللطيف الذي حملته قصائده الشعبية الرائعة وخاصة قصيدته ّ طبة وما قريناش الطبّ إلى المشاركة في أهم المهرجانات الدولية في العالم العربي في الأردن والكويت والسعودية. كما برز خلال السنوات الأخيرة ثلاثي شهير من معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد لا يشق له غبار في الشعر الشعبي وأعني بهم الشعراء : الأزهر بلوافي، ومحمد الغزال الكثيري والمولودي هضب، وعندما يدخل هذا الثلاثي في أي سابقة أو مهرجان فالفوز والنجاح والمراتب الأولى تكون من نصيبهم..
ومن الجيل الجديد أيضا، علي شوشان من منزل بوزيان وهو شلاعر متين العبارة والمولودي الجامعي من مدنين، والاخوة شعير من قابس وابراهيم بن الهامل من قفصة ونجيب الذبي من القصرين، هؤلاء الشعراء طوروا تجاربهم في كتابة القصيد الشعبي، واستفادوا كثيرا من مطالعاتهم، واحتكاكهم بفحول الشعر فجاءت قصائدهم متينة، قوية العبارة، شامخة البناء، تهزّ السامع إلى عوالم من النشوة والمتعة.
ومنذ أيام وصلتني من الصديق الشاعر الشعبي الأزهر بلوافي من المزونة نسخة من ديوانه الأول، " خيام على التلال" جمع فيه مجموعة من قصائده الرائعة، ومع الديوان وصلني صوته في الهاتف معربا عن سعادته بإصدار ديوانه الأول، كما أصدر الشاعر الشعبي الغزال الكثيري ثلاثة دواوين تضم أشعاره الشعبية، ولقي ديوانه الأول " شموع ودموع" نجاحا كبيرا، كما أصدر الشاعر عبداللطيف مجموعة من الدواوين.
وإذ تعد هذه الدواوين إضافة مهمة من قبل أصحابها لحفظ الشعر الشعبي وضمان سهولة تداوله بين الناس، ونأمل أن يلحق بهم شعراء آخرون... فلا أخفي أنني أجد شخصيا صعوبة في قراءة هذا الشعر قراءة صحيحة.
وأخيرا أن أستمع إلى الشعر الشعبي منطوقا من أفواه الشعراء الشعبيين على أن أقرأه في ديوان، فيفقد نكهته...
ومع ذلك يبقى إصدار ديوان حدثا مهما في حياة الشاعر عموما فما بالك إذا كان صاحبه شاعرا شعبيا.. وأتمنى أن تكون الطبعات القادمة لهذه الدواوين طبعات مشكولة، فذلك يساعد على قراءتها قراءة صحيحة.