نفثة ألم تليد وطارف
نفثة ألم
مَالِي عَصَتْنِي القوافي وَالْتَوَى قلمي
قد كان عهدي بنفسي شاعرًا لَسِنا
لكنَّمَا لغتي شَلاَّءُ عاجزةٌ
الحاشرِ العاقبِ الماحي الشفيعِ لنا
إنْ ذَمَّه شانئٌ حِقْدًا ومَوْجِدَةً
ما ضَرَّ بَدْرَ التَّمَامِ الْكَلْبُ يَنْبَحُهً
أفديك بالمالِ بل بالنفسِ بل بِهِمَا
ما جَرَّأَ الكلبَ إلا أَمْنُ عَاقِبَةٍ
والمسلمون هَوَتْ في الأرضِ دَوْلَتُهُمْ
إنَّا كثيرٌ ولا جدوى لكثرتِنَا
قد أثمر الوَهَنُ المزروعُ دَاخِلَنا
صار التمتعُ بالدنيا وزخرفها
حتى الصلاة هجرناها وألقينا
إسلامنا صار تاريخا وفلسفة
نبغيه قولا بلا فعل ومن يَسْلُكْ
مُطَّرِّفٌ قاصرُ التفكيرِ أعجزه
إذ كيف يطلب حَدٌّا رجم زانيةٍ
فَشِرْعَةُ الغربِ أهدى من شريعتنا
سبحان ربي تعالى عن جهالتنا
أو نسوة كاسيات عاريات قد
تتلى عليهن آياتُ الهدايةِ في الـ
فَلاَ يَعِينَ مِنَ القرآنِ غيرَ صدًى
يَقُلْنَ كيف نواري كُلَّ زينتِنا
قد كان ذاك لعهد سالف كانت
ونحن في عالم يزهو بعولمةٍ
أما الطلاقُ وتعديدُ الحلائلِ والـ
سبحان ربي لقد قلنَ العظيمَ ولو
فاللهُ حقًّا جميلٌ والجمالُ إذا
وَلَيْسَ معناه أزياءً وأصبغةً
وليس كُلُّ قديمٍ شائنًا فلنا
إسلامُنا الشمسُ تبدو للجميع ومَنْ
يعنو اللبيبُ له في غيرِ ما حرجٍ
والمسلمات به قد زدن تكرمة
أشكو إليك إلهي حالَ أمتنا
إنا ضللنا وسرنا خلف من سبقوا
واشَّعَبَ الدربُ حتى فَلَّنَا شِيَعًا
بل قد بدت بيننا البغضاءُ سافرةً
واسْتَصْعَبَتْ لغةٌ أتقنتُها بفمي
تعنو القوافي له طوعا بلا لُجُمِ
عن وصف أفصحِ خلقِ الله كُلِّهِمِ
محمدٍّ صادقِ الأفعالِ والكَلِمِ
مَا مَسَّ صَفْحَتَهُ البيضاءَ مِنْ سَحَمِ
والشَّمْسُ لَيْسَ يواريها دُجَى الظُّلَمِ
بل بالبنينَ وبالأهلينَ والرَّحِمِ
فالمسلمون رَعَوْا في مُرْتَعًى وَخِمِ
وأصبحوا بعد عِزٍّ قَصْعَةَ الأُمَمَ
صِرْنَا غثاءً، غثاءَ الجارفِ العَرِمِ
حُبَّ البقاءِ وخوفَ العُدْمِ والعَدَمِ
ما نبتغيه وتِلْكُمْ عيشةُ البَهَمِ
خلف الظهور كتابَ اللهِ في سَأَمِ
بل فكرةً هشَّةً مبتورةَ القدمِ
نَهْجَ الرسول يبؤ باللمزِ والتُّهَمِ
تَقَدُّمٌ فرجَا عَوْدًا إلى قِدَمِ
أو قطع كفٍّ سطا أو جلد من يرمي
ويا لِقَسْوةِ ذاك القطعِ والرّْجمِ
وجل في شرعه من راحمٍ حكمِ
يَتْبَعْنَ كُلَّ نعيقٍ فاجرً أَثِمِ
أحزابِ والنورِ والفرقانِ والقلمِ
والعقلُ في شُبَهٍ والقلبُ في صَمَمِ
وكيف نمشي بذاك الثوب كالْخِيَمِ
فيه النساء كقطعانٍ من الغنم
لا فرقَ بين فتاةِ العُرْبِ والعَجَمِ
ميراثُ فَهْيَ أمورٌ جَمَّةُ النِّقَمِ
يعقلنَ شيئا لَعِشْنَ العُمْرَ في النَّدَمِ
ما كان في الحقِّ ساوى أعظمَ القِيَمِ
في كلِّ دربٍ تُضَرِّي شهوة الغَلِمِ
في دينِنا نُظُمٌ بل أعظمُ النُّظُمِ
يَطْلُبْ دليلاً لضوءِ الشمسِ فَهْوَ عَمِ
فالله فَصَّله في الحِلِّ والحَرَمِ
بل زدن عزا وتنزيها عن التهم
قد فَتَّ في عزمها شّوْبٌ من السَقَمِ
حَذْوَ النعالِ فقادونا إلى الظُلَمِ
كُلٌّ بما عنده في فرحة النَّهِمِ
فالكل ما بين مَوْتُورٍ وَمُنْتَقِمِ
يا إخوةَ الدينِ إن اللهَ سائلُكم
عن دينكم عن تفانيكم لنصرته
قد ضاع أندلسٌ والقدسُ مغتصبٌ
ومجرمو الصِّرْبِ في البلقانِ قد فسقوا
وفي الفلبين والشيشان أمثلةٌ
لو كان زعمُكُمُ حقا لأحنيتمْ
أو قمتُمُ الليلَ تدعون الإلهَ وأط
لَكِنَّ أيامَكُمْ لهوٌ ومعصيةٌ
لاَهُمَّ فالطُفْ بنا واجمعْ شراذمَنَا
يومَ الفرارِ من الإخوانِ والرَّحِمِ
وإن من قَدَّرَ الأعباءَ لم يَنَمِ
وفي العراقِ يذوبُ القلبُ من ألمِ
بالمسلماتِ ولا غَوْثٌ لمعتصمِ
والهندكوشِ وكشميرٍ وغيرِهِمِ
تلك الرؤوسَ لفرطِ الخزيِ والنَّدَمِ
رافَ النهارِ وخضتُمْ كُلَّ مُضْطَرِمِ
وآخرَ الليلِ تستلقُونَ كالرِّمَمِ
وانصرْ بنا الدينَ يا ذا الفضلِ والكرمِ
1979-2006