فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


لأحمد مطر ( وطن لله يا محسنين )


وطن لله يا محسنين
الشاعر أحمد مطر
.........

ربّ

طالت غربتي

واستنزف اليأس عنادي

وفؤادي

طمّ فيه الشوق حتى

بقيّ الشوق ولم يبق فؤادي !

أنا حيّ ميتٌّ

دون حياة أو معاد

وأنا خيط من المطاط مشدودٌ

إلى فرع ثنائيّ أحادي

كلما ازددت اقتراباً

زاد في القرب ابتعادي !

أنا في عاصفة الغربة نارٌ

يستوي فيها انحيازي وحيادي

فإذا سلمت أمري أطفأتني

وإذا واجهتها زاد اتقادي

ليس لي في المنتهى إلاّ رمادي !

وطناً لله يا محسنين

حتى لو بحلم

أكثير هو أن يطمع ميت

في الرقاد؟!

ضاع عمري وأنا أعدو

فلا يطلع لي إلا الأعادي

وأنا أدعو

فلا تنزل بي إلا العوادي

كلّ عين حدّقت بي

خلتها تنوي اصطيادي !

كلّ كف لوّحت لي

خلتها تنوي اقتيادي !

غربة كاسرة تقتاتني

والجوع زادي

لم تعد بي طاقة

يا ربّ خلصني سريعاً

من بلادي !
..............

الشاعر أحمد مطر :
أحمد مطر شاعر عراقي الجنسية ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة إخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة.
وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
بداية مشوار الشعر:
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب،فألقى بنفسه في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش حياة كريمة. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
حياته في الكويت :
وفي الكويت عمل في جريدة القبس محرراً ثقافياً كما عمل أستاذا للصفوف الابتدائية في مدرسة خاصة، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد.
وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت "القبس" الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الانتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرُّاء.
وذاعت شهرته حتى أصبح علما للشعر السياسي في الوطن العربي .
ويتميز شعر أحمد مطر بتعبيره الصادق عن قضايا ومشكلات المواطن في وطننا العربي الكبير , كما أنه يتناول أوضاع السياسات العربية و يصور الحكام بصورة ساخرة , ولكنها تعكس مدى ما تعيش فيه شعوبنا العربية من انهزامات مريرة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة