هـمـــسـات و وقــفــــات ،، للمــعـلـــمين و المــعــلمــــات . . . ||
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله بما هو أهله .. والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه ..
وبعد :
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
أيها الأحباب ..
هذه همسات و وقفات .. للمعلمين والمعلمات ..
أرجو أن تكون مفيدة .. وآمل أن تكون نافعة مباركة .
اللهم بارك في كاتبها وقارئها وناقلها ومرسلها ..
واغفر لنا جميعا ..
ووفقنا اللهم لما تحب وترضى ..
آمين ..
- 1 -
:: الهمسة الأولى ::
اعلم واعلمي :
أن مهنة المعلم تحتاج إلى كفاح وصبر ..
وتفتقر إلى تحمل وقدرة ..
وتحتاج إلى طول صمت وسعة بال ورحابة صدر فهي مهنة القلق والمشاكل أحيانا ..
فهي مهنة المتاعب والمشاق ..
ومن جرب ذاق .. ومن ذاق عرف ..
تحضير و مناوبة وإشراف ..
تصحيح .. وكتابة .. وطابور ..
شرح .. وسماع واستماع .. وسؤال وجواب ..
وطول قيام .. وانتظار .. وتردد بين الفصول والساحات ..
هذا عنده مشكلة وذاك لديه معضلة ..
وذلك قد ظلمته والآخر قد أعطيته فوق ما يستحق ..
وخامس يتيم وسادس مسكين .. !!
وآخر لديه ضعف في السمع وذاك مصاب بالتوحد !
هل عرفت لماذا تحتاج إلى التحمل والصبر وطول الصمت ورحابة الصدر وسعة البال ؟!
إلى غير ذلك ..
وما ذكرته غيض من فيض ..
فإن قلت أعرف كثيرا من المعلمين سلكوا هذه المهنة ولا أراهم كما تذكر أبدا ً ..
بل مرتاحون لا هم ولا غم ولا تعب .. ولا تحضير ولا إعداد ولا غير ذلك ..
أقول لك : إليك هذه الوقفة ..
مدارسنا تعج بالمشاكل ..
التي لا يشعر بها إلا ( معلم ) ..
وتمتلىء بالأنين والآهات ..
و لا يسمعها إلا ( معلم ) ..
وتزدحم بالمصائب ..
ولا يراها ويدركها إلا ( معلم ) ..
مرة أخرى تقول :
ويحك !!
وهل في المدارس غير ( طالب ) و ( معلم ) !!؟
نعم .. هناك موظفون لا يصح أن يسموا معلمين ..
لأنه جاء يبحث عن وظيفة ولم يأت ليكون ( معلما ً ) ..
فلا يشعر بمشاعر المعلم .. ولا يحس بإحساس المعلم ..
ولا يرى بعين المعلم ..
وإذنه بالطبع لاتسمع ما يسمعه المعلم ..
فكذلك القلب .. بلا شعور ولا إحساس ..
ولهذا :
قل سلام ..
على مدارس ليس فيها سوى موظفين ..
--------
مشاكل الطلاب كثيرة ..
ستتعرض لها بشكل دائم ..
فتشقى فيها .. وتتعب في حلها ..
لكن يعقب ذلك كله نشوة وسعادة ..
فتذوق حلاوة لذة الإنجاز وفرحة الإفادة ..
بل أحيانا ً تنسى كل شيء لمجرد ابتسامة طالب ..
لنصيحة أسديتها له ..
أو حكم شرعي وضحته ..
أو قصة عابرة ..
أو مساعدة أخوية ..
أو لكربة نفستها .
أو لهم فرجته .. أو ثقل أزحته ..
أو غير ذلك ..
لابد أن يكون لدى الرجل أو المرأة رغبة أن يكون معلما ً .. وتكون هي معلمة ً ..
بمعنى أن يحب هذا الشيء ويهواه ليتفنن فيه .. ويتحمل ما يلاقيه ..
وعندها سيصبر ..
- 2 -
:: الهمسة الثانية ::
لا يظن أي معلم أن الطلاب سينصتون له من حين أن يروه !!
أو أنه سيكون له القبول التام مباشرة ومن أول وهلة .. فهذا محال ..
وليعلم علم اليقين أن التوفيق والقبول والقلوب بيد الله ..
فليس على الإنسان إلا أن يعمل ويبذل ويدعو الله ..
ويصبر حتى يأتي الفرج ..
وليس شيء أحسن من الخلق الحسن والأدب الجم والحياء مع الحكمة .. والابتسامة .
وزدها بحسن التصرف وطيب المعشر ولباقة الكلام ..
مع تقدير المخاطب ..
وإشعاره بأنه مهم لديك وأنك حريص عليه ..
وأنك تحبه وتغليه .. وتكره كل ما يؤذيه ..
ومع الوقت وصلاح النية وحسن السريرة .. والصبر ..
وقبل ذلك وبعده دعاء رب العالمين أن يجعلك من المتقين المقبولين ..
ستجد ما تريد ..
وإن لم تجد فاستمر على ما أنت عليه ما دمت راضيا ً عن نفسك .. مؤدياً لواجبك كما ينبغي ..
واحرص على المزيد .. وخذ شيئا ً من كل شيء ..
- 3 -
:: الهمسة الثالثة ::
لابد للمعلم أن يكون صدره وسيعا ً .. جدا ً بسعة صحراء الربع الخالي ..
وباله طويل بطول نهر الأمازون ..
حتى لو لم يظهر ذلك أمام طلابه ..
لكن .. لنفسك حتى لا تهلكها بالغضب ..
لأنك ستتعامل مع أطفال ومراهقين ..
يتميزون بكثرة الحركة وحب الفضول والعناد والمشاكسة ..
ولابد أن ندرك أن هذا حد تفكيرهم وهذا مستوى عقولهم ..
فيبقون طلابا ً .. مهما صدر منهم ..
والذكي الفطن .. من يجيد التعامل معهم ..
لاشك أن هناك عينات سيئة ومتعبة لكنها بلا شك أهون من فرعون ..
هؤلاء طلابك :
إن شددت كسرت الأغصان ..
وإن أرخيت مالت واستدارت وعن الصراط حادت ..
ثم عليه أن يحتوي الرؤوس الكبيرة وأصحاب النفوس الشريرة ..
وهم معروفون بأشكالهم و أقوالهم وسيماهم ,,
ونظراتهم وابتساماتهم ( الصفراء ) !
والباقي سيكون أمرهم أسهل ..
----
س : ماذا لو قبض هو على طالب شرير أو أمسكت هي بطالبة مشاكسة ..
ج : يأخذ المعلم الطالب المشاغب على جنب أو في غرفة الوكيل أو المرشد ..
ويخاطبه بشكل أخوي ..
ويحاول أن يوضح له أنه خاطئ بالفعل في تصرفاته ويؤنبه قليلا ً ..
ولا بأس بأن يقول له ضع نفسك مكاني فهل سترضى لطالب أن يصنع مثل صنيعك ؟
مع توضيح دور المعلم وما يلاقيه من تعب وتضحية وبذل ..
وكل ذلك من أجلكم !
ثم أصدم بهذا الشيء ؟
أيضا ً مع الثناء على الطالب وكأنه أفضل طالب في العالم مع أنها لاتستحق ..
وذلك ليشعر الطالب بشيء من الثقة والمسؤولية .. ويستحي نوعا ً ما ..
لأنه قد يكون محطما ً أصلا ً من الداخل .. مهزوزاً في بيته ..
له أب ليس كالأباء .. ! والله المستعان .
وإن كان هناك قطعة حلوى فلا مانع ..
مع تكرار كلمة : ( اعتبرني أخا ً لك ) أثناء الحديث السابق وخلاله وبعده..
المهم أنه قد يستجيب فيستكين وربما لا !
فإن استجاب وزانت حاله فالحمدلله .. توفيق من الله وفضل ونعمة ومنة ..
وإن لم يستجب فالحمدلله أيضا ً :
( ما على الرسول إلا البلاغ )
( إنك لا تهدي من أحببت )
مع اتخاذ ما يلزم من إخبار الوكيل أو تحويله للمرشد أو استدعاء ولي أمره .
والكلام طبعا ً يكون معه -ولي الأمر - بحكمة ولطف..
حتى نكسبه ويكون في صفنا ويقتنع بأن ابنه خاطئ ..
لأن بعض الأولياء .. يأتي وكأن ابنه أحسن طالب على الكرة الأرضية ..
وخلقه لا يساويه شيء .. وأدبه تجاوز الأدب ..
والأدب منه بريء ومن أبيه ..
والخلق قد طلقهم طلاقاً بائناً بالثلاث !
- 4 -
:: الهمسة الرابعة ::
تذكر أن الآباء يتفاوتون .. عقلا ً وفهما ً وحكمة وتربية ..
فمنهم المتعلم والجاهل والأحمق والحليم والأديب وغير الأديب ..
والحريص والمهمل والحاضر والغائب ..
وليس كلهم يدرك قيمتك ..
واعلم أن من الآباء من هو حريص على أبنائه قائم بفرضهم ونفلهم محسن إليهم سائل عنهم ..
ومن الآباء من ليس كذلك البتة ..
مهمل غائب .. قد ضاع وضيع ..
نسأل الله السلامة والعافية .
ولربما وفر لهم أقواتهم وكل ماتحتاجه أجسامهم فظن أنه محسن !
وقد أضاع غذاء الأفئدة والعقول ..
وأهمل قوت الروح ..
فهلكت فيها المراعي ..
ويبست الجذور قبل الجذوع .. !
فضلا ً عمن يسيء فيضرب بلا ذنب ويسب ويشتم أبناءه ..
فمثل هؤلاء إن وجدوا في المدرسة شخصا ً عنيفا ً صورة عن أبيهم هلكوا ..
وإن وجدوا الآخر فتلك غاية المنى ..
منهل عذب صاف زلال ..
مورد الظمآن وري العشان ..
- 5 -
:: الهمسة الخامسة ::
أنت ومديرك !
إن أخلصت في عملك وراقبت مولاك فلن يهمك ..
ثم احرص على ثلاث هن الأس بعد الأساس .
- حضور .
- وتحضير .
- وحاضر .
فأما الحضور :
فكن من الأوائل وهو عسير إلا على من يسره الله عليه وأعانه ..
وأما التحضير :
فحبر على ورق ..
لو سببته فيه وذكرت عيوبه ومساوئه ..
ما علم ولا درى بل ستجد :
[نظر مع الشكر]
وأما المكتوب فهكذا هو يريد )
وأما [حاضر] : فدعها بيني وبينه ..
وكل بما لديه أعرف ..
والسر إن تجاوز الاثنين فشا وذاع ..
لكن عموما هي لازمة عند الأمر ولو مع وقف التنفيذ أو تأجيله بدون إشعار .
وحتى لايرد لك طلبا ً :
أعطه حقه ومستحقه ..
وارفع من شأنه وأشعره بأنه [مهم ].
والأسلوب الجميل ..
له دائما مردود جميل ..
وكما قيل :
( الكلام اللين يغلب الحق البين )
ثم اطلب ماتريد ..
تحظى ما تريد ومالا تريد ..
لا يصدم المعلم أو المعلمة بواقع التعليم وإساءه أهله له وحال الطلاب والطالبات..
لكن لننظر نظرة إيجابية ولنبذل .. والتوفيق بيد الله ..
ولانكل أو نمل أو نقف ..
لأن من لايتحمل فلن يواصل .
وقد يتوقف ويعتذر عن إكمال المشوار وهذا ما لا نريده ..
بل يصبر ثم يصبر ثم يصبر .. حتى يجيء الفرج ..
والأجر على قدر النصب .
وختاما ً :
- المعلم قد لايرتاح سنة أو سنتين .. وثلاث ..
لأي سبب ثم يبدع فيما بعد ..
فلا تقلق .
- وقد لايجد نفسه في مرحلة من المراحل ..
فيتعب فترة .. ثم ينتقل فيجد بغيته ..
فلا تحزن .
- ومهما بلغت الآمال ..
فلا نتحطم أبدا ..
ولا نصدم أنفسنا بالواقع ..
ولا نيأس ..
ولا نحذف هذه الآمال من مشوارنا ..
ولا نمحو الأهداف من خططنا ..
بل ربما نوقفها قليلا ..
ونجعلها في مكان نعرفه ..
لنستريح وتستريح ..
المهم أن تبقى ..
فإذا جاءت الفرصة وحان الموعد وآن الآوان خرجت ..
فأنارت واستنارت .
ما مضى .. وقفات وهمسات .. ورسائل عابرات ..
فإن كانت صوابا فمن رب البريات ..
وخالق الأرض والسموات ..
وإن كانت خطأ فمن نفسي وإبليس ..
أعاذنا الله وإياكم منه .. وكفانا شره .
ورد كيده في نحره ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمدلله بما هو أهله .. والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه ..
وبعد :
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
أيها الأحباب ..
هذه همسات و وقفات .. للمعلمين والمعلمات ..
أرجو أن تكون مفيدة .. وآمل أن تكون نافعة مباركة .
اللهم بارك في كاتبها وقارئها وناقلها ومرسلها ..
واغفر لنا جميعا ..
ووفقنا اللهم لما تحب وترضى ..
آمين ..
- 1 -
:: الهمسة الأولى ::
اعلم واعلمي :
أن مهنة المعلم تحتاج إلى كفاح وصبر ..
وتفتقر إلى تحمل وقدرة ..
وتحتاج إلى طول صمت وسعة بال ورحابة صدر فهي مهنة القلق والمشاكل أحيانا ..
فهي مهنة المتاعب والمشاق ..
ومن جرب ذاق .. ومن ذاق عرف ..
تحضير و مناوبة وإشراف ..
تصحيح .. وكتابة .. وطابور ..
شرح .. وسماع واستماع .. وسؤال وجواب ..
وطول قيام .. وانتظار .. وتردد بين الفصول والساحات ..
هذا عنده مشكلة وذاك لديه معضلة ..
وذلك قد ظلمته والآخر قد أعطيته فوق ما يستحق ..
وخامس يتيم وسادس مسكين .. !!
وآخر لديه ضعف في السمع وذاك مصاب بالتوحد !
هل عرفت لماذا تحتاج إلى التحمل والصبر وطول الصمت ورحابة الصدر وسعة البال ؟!
إلى غير ذلك ..
وما ذكرته غيض من فيض ..
فإن قلت أعرف كثيرا من المعلمين سلكوا هذه المهنة ولا أراهم كما تذكر أبدا ً ..
بل مرتاحون لا هم ولا غم ولا تعب .. ولا تحضير ولا إعداد ولا غير ذلك ..
أقول لك : إليك هذه الوقفة ..
مدارسنا تعج بالمشاكل ..
التي لا يشعر بها إلا ( معلم ) ..
وتمتلىء بالأنين والآهات ..
و لا يسمعها إلا ( معلم ) ..
وتزدحم بالمصائب ..
ولا يراها ويدركها إلا ( معلم ) ..
مرة أخرى تقول :
ويحك !!
وهل في المدارس غير ( طالب ) و ( معلم ) !!؟
نعم .. هناك موظفون لا يصح أن يسموا معلمين ..
لأنه جاء يبحث عن وظيفة ولم يأت ليكون ( معلما ً ) ..
فلا يشعر بمشاعر المعلم .. ولا يحس بإحساس المعلم ..
ولا يرى بعين المعلم ..
وإذنه بالطبع لاتسمع ما يسمعه المعلم ..
فكذلك القلب .. بلا شعور ولا إحساس ..
ولهذا :
قل سلام ..
على مدارس ليس فيها سوى موظفين ..
--------
مشاكل الطلاب كثيرة ..
ستتعرض لها بشكل دائم ..
فتشقى فيها .. وتتعب في حلها ..
لكن يعقب ذلك كله نشوة وسعادة ..
فتذوق حلاوة لذة الإنجاز وفرحة الإفادة ..
بل أحيانا ً تنسى كل شيء لمجرد ابتسامة طالب ..
لنصيحة أسديتها له ..
أو حكم شرعي وضحته ..
أو قصة عابرة ..
أو مساعدة أخوية ..
أو لكربة نفستها .
أو لهم فرجته .. أو ثقل أزحته ..
أو غير ذلك ..
لابد أن يكون لدى الرجل أو المرأة رغبة أن يكون معلما ً .. وتكون هي معلمة ً ..
بمعنى أن يحب هذا الشيء ويهواه ليتفنن فيه .. ويتحمل ما يلاقيه ..
وعندها سيصبر ..
- 2 -
:: الهمسة الثانية ::
لا يظن أي معلم أن الطلاب سينصتون له من حين أن يروه !!
أو أنه سيكون له القبول التام مباشرة ومن أول وهلة .. فهذا محال ..
وليعلم علم اليقين أن التوفيق والقبول والقلوب بيد الله ..
فليس على الإنسان إلا أن يعمل ويبذل ويدعو الله ..
ويصبر حتى يأتي الفرج ..
وليس شيء أحسن من الخلق الحسن والأدب الجم والحياء مع الحكمة .. والابتسامة .
وزدها بحسن التصرف وطيب المعشر ولباقة الكلام ..
مع تقدير المخاطب ..
وإشعاره بأنه مهم لديك وأنك حريص عليه ..
وأنك تحبه وتغليه .. وتكره كل ما يؤذيه ..
ومع الوقت وصلاح النية وحسن السريرة .. والصبر ..
وقبل ذلك وبعده دعاء رب العالمين أن يجعلك من المتقين المقبولين ..
ستجد ما تريد ..
وإن لم تجد فاستمر على ما أنت عليه ما دمت راضيا ً عن نفسك .. مؤدياً لواجبك كما ينبغي ..
واحرص على المزيد .. وخذ شيئا ً من كل شيء ..
- 3 -
:: الهمسة الثالثة ::
لابد للمعلم أن يكون صدره وسيعا ً .. جدا ً بسعة صحراء الربع الخالي ..
وباله طويل بطول نهر الأمازون ..
حتى لو لم يظهر ذلك أمام طلابه ..
لكن .. لنفسك حتى لا تهلكها بالغضب ..
لأنك ستتعامل مع أطفال ومراهقين ..
يتميزون بكثرة الحركة وحب الفضول والعناد والمشاكسة ..
ولابد أن ندرك أن هذا حد تفكيرهم وهذا مستوى عقولهم ..
فيبقون طلابا ً .. مهما صدر منهم ..
والذكي الفطن .. من يجيد التعامل معهم ..
لاشك أن هناك عينات سيئة ومتعبة لكنها بلا شك أهون من فرعون ..
هؤلاء طلابك :
إن شددت كسرت الأغصان ..
وإن أرخيت مالت واستدارت وعن الصراط حادت ..
ثم عليه أن يحتوي الرؤوس الكبيرة وأصحاب النفوس الشريرة ..
وهم معروفون بأشكالهم و أقوالهم وسيماهم ,,
ونظراتهم وابتساماتهم ( الصفراء ) !
والباقي سيكون أمرهم أسهل ..
----
س : ماذا لو قبض هو على طالب شرير أو أمسكت هي بطالبة مشاكسة ..
ج : يأخذ المعلم الطالب المشاغب على جنب أو في غرفة الوكيل أو المرشد ..
ويخاطبه بشكل أخوي ..
ويحاول أن يوضح له أنه خاطئ بالفعل في تصرفاته ويؤنبه قليلا ً ..
ولا بأس بأن يقول له ضع نفسك مكاني فهل سترضى لطالب أن يصنع مثل صنيعك ؟
مع توضيح دور المعلم وما يلاقيه من تعب وتضحية وبذل ..
وكل ذلك من أجلكم !
ثم أصدم بهذا الشيء ؟
أيضا ً مع الثناء على الطالب وكأنه أفضل طالب في العالم مع أنها لاتستحق ..
وذلك ليشعر الطالب بشيء من الثقة والمسؤولية .. ويستحي نوعا ً ما ..
لأنه قد يكون محطما ً أصلا ً من الداخل .. مهزوزاً في بيته ..
له أب ليس كالأباء .. ! والله المستعان .
وإن كان هناك قطعة حلوى فلا مانع ..
مع تكرار كلمة : ( اعتبرني أخا ً لك ) أثناء الحديث السابق وخلاله وبعده..
المهم أنه قد يستجيب فيستكين وربما لا !
فإن استجاب وزانت حاله فالحمدلله .. توفيق من الله وفضل ونعمة ومنة ..
وإن لم يستجب فالحمدلله أيضا ً :
( ما على الرسول إلا البلاغ )
( إنك لا تهدي من أحببت )
مع اتخاذ ما يلزم من إخبار الوكيل أو تحويله للمرشد أو استدعاء ولي أمره .
والكلام طبعا ً يكون معه -ولي الأمر - بحكمة ولطف..
حتى نكسبه ويكون في صفنا ويقتنع بأن ابنه خاطئ ..
لأن بعض الأولياء .. يأتي وكأن ابنه أحسن طالب على الكرة الأرضية ..
وخلقه لا يساويه شيء .. وأدبه تجاوز الأدب ..
والأدب منه بريء ومن أبيه ..
والخلق قد طلقهم طلاقاً بائناً بالثلاث !
- 4 -
:: الهمسة الرابعة ::
تذكر أن الآباء يتفاوتون .. عقلا ً وفهما ً وحكمة وتربية ..
فمنهم المتعلم والجاهل والأحمق والحليم والأديب وغير الأديب ..
والحريص والمهمل والحاضر والغائب ..
وليس كلهم يدرك قيمتك ..
واعلم أن من الآباء من هو حريص على أبنائه قائم بفرضهم ونفلهم محسن إليهم سائل عنهم ..
ومن الآباء من ليس كذلك البتة ..
مهمل غائب .. قد ضاع وضيع ..
نسأل الله السلامة والعافية .
ولربما وفر لهم أقواتهم وكل ماتحتاجه أجسامهم فظن أنه محسن !
وقد أضاع غذاء الأفئدة والعقول ..
وأهمل قوت الروح ..
فهلكت فيها المراعي ..
ويبست الجذور قبل الجذوع .. !
فضلا ً عمن يسيء فيضرب بلا ذنب ويسب ويشتم أبناءه ..
فمثل هؤلاء إن وجدوا في المدرسة شخصا ً عنيفا ً صورة عن أبيهم هلكوا ..
وإن وجدوا الآخر فتلك غاية المنى ..
منهل عذب صاف زلال ..
مورد الظمآن وري العشان ..
- 5 -
:: الهمسة الخامسة ::
أنت ومديرك !
إن أخلصت في عملك وراقبت مولاك فلن يهمك ..
ثم احرص على ثلاث هن الأس بعد الأساس .
- حضور .
- وتحضير .
- وحاضر .
فأما الحضور :
فكن من الأوائل وهو عسير إلا على من يسره الله عليه وأعانه ..
وأما التحضير :
فحبر على ورق ..
لو سببته فيه وذكرت عيوبه ومساوئه ..
ما علم ولا درى بل ستجد :
[نظر مع الشكر]
وأما المكتوب فهكذا هو يريد )
وأما [حاضر] : فدعها بيني وبينه ..
وكل بما لديه أعرف ..
والسر إن تجاوز الاثنين فشا وذاع ..
لكن عموما هي لازمة عند الأمر ولو مع وقف التنفيذ أو تأجيله بدون إشعار .
وحتى لايرد لك طلبا ً :
أعطه حقه ومستحقه ..
وارفع من شأنه وأشعره بأنه [مهم ].
والأسلوب الجميل ..
له دائما مردود جميل ..
وكما قيل :
( الكلام اللين يغلب الحق البين )
ثم اطلب ماتريد ..
تحظى ما تريد ومالا تريد ..
لا يصدم المعلم أو المعلمة بواقع التعليم وإساءه أهله له وحال الطلاب والطالبات..
لكن لننظر نظرة إيجابية ولنبذل .. والتوفيق بيد الله ..
ولانكل أو نمل أو نقف ..
لأن من لايتحمل فلن يواصل .
وقد يتوقف ويعتذر عن إكمال المشوار وهذا ما لا نريده ..
بل يصبر ثم يصبر ثم يصبر .. حتى يجيء الفرج ..
والأجر على قدر النصب .
وختاما ً :
- المعلم قد لايرتاح سنة أو سنتين .. وثلاث ..
لأي سبب ثم يبدع فيما بعد ..
فلا تقلق .
- وقد لايجد نفسه في مرحلة من المراحل ..
فيتعب فترة .. ثم ينتقل فيجد بغيته ..
فلا تحزن .
- ومهما بلغت الآمال ..
فلا نتحطم أبدا ..
ولا نصدم أنفسنا بالواقع ..
ولا نيأس ..
ولا نحذف هذه الآمال من مشوارنا ..
ولا نمحو الأهداف من خططنا ..
بل ربما نوقفها قليلا ..
ونجعلها في مكان نعرفه ..
لنستريح وتستريح ..
المهم أن تبقى ..
فإذا جاءت الفرصة وحان الموعد وآن الآوان خرجت ..
فأنارت واستنارت .
ما مضى .. وقفات وهمسات .. ورسائل عابرات ..
فإن كانت صوابا فمن رب البريات ..
وخالق الأرض والسموات ..
وإن كانت خطأ فمن نفسي وإبليس ..
أعاذنا الله وإياكم منه .. وكفانا شره .
ورد كيده في نحره ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .