فضاءات يوب

يوب

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
enamiyoub
مسجــل منــــذ: 2011-09-09
مجموع النقط: 187.51
إعلانات


فرق بين معلِّم للوظيفة و معلِّم يحمل رسالة

فرق بين معلِّم للوظيفةومعلِّم يحمل رسالة
سعد بن علي أبو قيس*
في ظل إمكانات محدودة جداً استطاعت فئة من التربويين بالفطرة أن تخرج لنا أجيالاً ناضجة، أسهمت في بناء هذه النهضة التعليمية التي نعيشها في الوقت الحاضر، واليوم، ونحن نعيش هذه النهضة المباركة وفي ظل توفر الإمكانات الكبيرة لمؤسساتنا التربوية، مقارنة بالأمس، فإنك تذهب إلى إحدى مدارسنا فتشعر وأنت تتجول فيها بالملل. دوام رتيب، وعام بعد عام لا جديد فيه.. التعليمات والأوامر تصدر من إدارة المدرسة، والآخرون ينفذون من غير قناعة ولا حماس، فلا رأي لهم.. وتنظر إلى الطلاب فتلاحظ عليهم السكون الذي يخفي الخمول والكسل.. وبين المجتمع الخارجي والمدرسة ألف حاجز. وتذهب إلى مدرسة أخرى، قريبة لها الإمكانات نفسها.. لكنك تجد فيها مناخاً تربوياً مختلفاً، فتشعر فيها بالحيوية وبروح الفريق الواحد بين العاملين، ترى الابتسامة تعلو وجوه الطلاب، وروح المرح ظاهرة بينهم، وتراقب العاملين فهذا معلم يناقش برنامجاً للموهوبين مع مجموعة من زملائه، وذلك معلم آخر يناقش برنامج متابعة المتأخرين دراسياً، ومعلم ثالث يناقش برامج النشاط المدرسي، ومدير المدرسة في زيارة لأحد المعلمين في درس نموذجي ضمن برنامج تبادل الخبرات ونمو المعلم المهني، وهذا ولي أمر أتى ليبلغ المدرسة بموافقته على التحدث إلى الطلاب في البرنامج الصباحي ويناقش معهم موضوع حديثه. إن الحياة تدب في كل زاوية من زوايا هذه المدرسة. المكتبة مكتظة بالطلاب، هذا يقرأ وذاك يستعير وآخر يسلم تقريراً وهكذا.. إنها مفارقة عجيبة بين هذه المدرسة وتلك، وهما تقعان في حي واحد. المعلمون في الأولى يؤدون وظيفة، وفي الأخرى يؤدون رسالة، وشتان بين المهمتين، مع اليقين أن في معلمي الأولى من يملك مقومات النجاح بتفوق، ولكن إمكاناتهم معطلة! إن الإدارة الناجحة هي التي تتعرف على إمكانات وقدرات المعلمين، ثم توظفها وتعمل على تدريب وإعداد القادة من بينهم، وكلاء ومديرين ومشرفين، ورفع كفاءة الآخرين، وتكشف مواهب وقدرات الطلاب، وتقوم بصقلها وتنميتها، ثم متابعتها مراعية طبيعة المجتمع الذي تقع فيه. فإن كان مجتمعاً حضرياً يزخر بالمثقفين استقطبتهم ووظفت خبراتهم وإمكاناتهم في إعداد برامج المدرسة الطموحة وتنفيذها، وإن كان بدوياً تتفشى فيه الأمية وما يترتب عليها من ضعف في الوعي الصحي والاجتماعي أعدت البيانات الاحصائية، ثم نفذت برامج محو الأمية ونشر الوعي الصحي والاجتماعي.. وهكذا تكون المدرسة مركز إشعاع أنى وجدت.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة