جوائر للسلطان قابوس
ائزة السلام الدولية
في الوقت الذي جسدت فيـه استراتيجية ونهج السلام جوهر الممارسة السياسية لجـلالة السلطان قابوس المعظم مند بداية مسيرة النهضة العُمانية الحديثـة انطلاقاً من حقيقة أن عمليات البناء والتنمية الوطنية وتشييد الدولة العصرية يتطلب توفير مقومات ضرورية في مقدمتها المناخ المواتي لذلك محلياً واقليميأ ودولياً باعتبار أن السلام كل لايتجزأ، فإن السلام كقيمة عليـا لدى جـلالة السلطان المعظم شكل محور السيـاسات العمـانيـة على المستويـات المختلفة خـليجـيـا واقليمياً ودولياً دون تفريط أو افراط وامتلكت السلطنة -بفضل توجيهات جـلالتـه وايمانـه العميق بالسلام - القدرة والشجـاعة ليس فقط على التعبير بكل الوضوح والصراحـة عن مواقفها ورؤيتها حيال مختلف المواقف والتطورات الخليجية والعربية والدولية، ولكنها كذلك عملت بجد والتزام من اجل وضع ذلك موضع التنفيذ في علاقاتها مع الدول الأخرى وفي اطار الثوابت العُمانية. وقد أكد جلالته جوهر ذلك في خطابه في العيد الوطنـي الثامن والعشرين المجيد بقوله (إن من أوجب الواجبات في نظرنا ونحن على اعتاب قرن جديد أن تعمل الدول على محاربة الظلم والاستبداد وعلى التصدي لسياسات التطهير العرقي وامتهان كرامة الانسان وعلى مجابهة احتلال أراضي الغير وإنكار حقوقه المشروعة وان تسعى إلى اقامة ميزان العدل انصافاً للمظلومين وترسيخاً للأمن والسلام والطمأنينة في مختلف بقاع الأرض وتجسدت أهمية ذلك في انه شكل ملحماً بارزاً ومميزاً للسياسات والمواقف العُمانية التي اكتسبت مصداقية تعززت دوماً فـي مختلف الظروف والتطورات التي شهدتها المنطقة على امتداد العقود الثلاثة الماضية).
وفـى حدث بارز زاخر بالمعاني والدلالات جـاء الإجماع الذي التقت عليه ثلاث وثلاثون جـامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية على منـح جـائزة السلام الدولية ليس فقط كـامتداد للإجماع الذي يحظىٍ به جلالة السلطان المعظم على كل المستويات رسمياً وشعبيا ولكن ايضا ليؤكد شمولية هذا الإجماع وامتداده إلى المؤسسات العلمية المشهود لها والتي تشكل في الواقع جـانباً حيوياً في الفكر والسياسة الدولية عبر دورها المؤثر أمريكيا وعالميا وفي مقدمتها جـامعة هارفارد العريقة.
وعندما تلتقي عشر جـامعات من اشهر الجـامعات الأمريكية، بالإضافة إلى عدد كبير من مراكز البحوث والدراسات السياسية والاستراتيجية المشهود لها على امتداد العالم حول تقدير وتثمين سياسات جلالة السلطان المعظم ودور جلالته فيما يتصل بالعمل على تحقيق وصيانة السلام فإن ذلك يكون أمراً بالغ الدلالة سواءً في قوة ما استند اليه هذا الحشد الكبير من الجـامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات المشاركـة أو فـي أهميـة ما يمثله هذا الجمع العلمي والسيـاسـي البـارز والتقـائـه على رأى وتقييم واحد جسده اختيار جـلالته كـأول قائد يتم منحـه جـائزة السلام الدولية التي بدأ تنظيمها في عام1998م.
وبينما قام المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية -العربية بقيادة مجموعة من اكبر وأبرز المنـظمـات الأمريكيـة غير الحكـوميـة والجـامعـات بتنسيق الإجراءات الخـاصة بهذه الجـائزة، فقد سلم الرئيس الأمريكـي الأسبق جيمي كارتر جـائزة السلام الدولية في حفل تاريخـي بالعاصمة الأمريكية فـي 16 أكتوبر 1998م وتسلمها نيابة عن جلالة السلطان المعظم معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخـارجية. وقد ذكر الرئيس الأمريكـي الاسبق جيمي كارتر خلال تسليم الجـائزة (إننى اشعر بامتنان خـاص لشجـاعة جلالته أثناء عملية السلام في الشرق الأوسط، وإن جلالته ظل يقوم بدور قيادي وسط أولئك الذين يسعون لتحقيق السلام ويعملون من اجل تسوية عادلة ونهاية تحمي الحقوق الكاملة للشعب الفلسطينى). وفي كلمة جـلالته التي وجـهها في احتفال تسليم الجائزة أعرب جـلالتـه عن تطلعه فيما يقترب القرن الجديد بأن يعم السلام وأن يحقق الفلسطينيون والإسرائيليون تطلعاتهم القومية وان يعيشوا معاً بسلام بطريقة جديدة وعصر جديد.
جدير بالذكر أن منح جـائزة السلام الدولية لجلالة السلطان المعظم كان له صدى واسع النطاق حيث رحب به قادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، والعديد من الهيئات والمنظمات الخليجية والعربية والدولية وهو ما عبر بوضوح عن المكـانة الرفيعة والمتميزة التي يحظى بها جلالة السلطان المعظم. وقد أعرب قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان القمة الخليجية التاسعة عشرة في أبوظبي عن سرورهم لنيل صاحب الجلالة السلطـان قـابوس بن سعيد سلطان عُمـان على الجـائزة الدوليـة للسلام مغتنمين الفرصة للتعبير مجدداً عن تهانيهم الخالصة لجلالته نظراً لما تمثله هذه الجـائزة من تقدير عالمي قيم لسياسة جلالته الحكيمة واعترافاً بدوره في خدمة ودعم قضايا السلام الإقليمي والدولي. من جـانبه أشار الأمين العام لجـامعة الدول العربية د. عصمت عبدالمجيد إلى أن الجـائزة تؤكد المكـانـة الكـبيرة لجـلالتـه كرجـل للمبـادئ ليس فقط على المستوى العربي بل وايضاً على المستويين العالمي والدولي.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكـي بيل كلينتون قال في رسالة بعث بها إلى جلالة السلطان المعظم بهذه المناسبة (لقد قدتم عُمان برؤى وتصميم وأن قيادتكم تحظى باحترام عظيم حول العالم، اننى أنا والرؤساء الذين سبقوني نقدر بشكل خـاص نصيحتكم ومساندتكم في خلق مناخ إقليمي يعمل من أجل السلام والرفاهية). وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (على مر السنين اعجبت شخصياً بجهود جـلالة السلطان الشجـاعة لاحلال السلام في منطقته من العالم، لقد نشر جـلالته السلام بطرق عديدة، ان حصول جلالته على جـائزة السلام الدولية ما هو الا اعتراف دولي بدور جلالته الفاعل في خدمة السلام الدولي. اننا نعتبر جلالته مصباحـاً منيراً لمحبي السلام).
من جانب آخر صرح المتحدث بإسم وزارة الخـارجيـة البريطانية ان جلالته هو أحق المتلقين لجـائزة السلام الدولية في عامها الأول. وتجدر الاشارة إلى أن من بين أبرز الجامعات والمراكز والهيئات التي شاركت في منح الجائزة هي جامعات جورج واشنطن، جورجيا، هارفارد، بنسلفانيا، اركنساس، كاليفورنيا، والجـامعة الأمريكية، بالاضافة إلى مجلس سياسات الشرق الأوسط، ومراكز كارتر وبيكر ونيكسون وكيندي، وأكاديمية البحرية الأمريكية، وأكاديمية سلاح الجو الأمريكي ومعهد الشرق الأوسط، ومعهد الأمريكيون العرب، والمجلس الإسلامي الأمريكي، ومؤسسة السلام للشرق الأوسط، والمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، ولجنة التعاون بين الشركات الأمريكية الخليجية وغيرها. ومن المؤكد أن التقاء كل تلك الجامعات والمؤسسات حول تثمين سياسة ومواقف جلالته هو اعتراف دولي رفيع المستوى بأهمية وفاعلية ما بذله ويبذله جلالته لدعم السلام خليجيا وعربيا ودولياً وما يقدمه من اسهام متجدد ومستمر لتحقيق هذه الغاية النبيلة.
وللمرة الثانية ،،،
حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - يحصل على جائزة السلام من الجمعية الدولية الروسية، وذلك تقديرا لجلالته في مجال خدمة السلم والتعاون، وفعل الخير على المستوى الدولي، وقد تسلم الجائزة نيابة عن جلالته معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، وذلك في حفل أقيم في موسكو لهذه المناسبة في 18 يوليو 2007م.
جائزة السلطان قابوس لصون البيئة
جائزة السلطان قابوس لصون البيئة هي أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة.. فقد أنشئت هذه الجائزة في عام 1989م بمبادرة كريمة من جلالته وبموافقة وترحيب منظمة اليونسكو.
وتمنح جائزة السلطان قابوس لصون البيئة كل عامين من خلال برنامج (الإنسان والمحيط الحيوي) في اليونسكو إعترافاً وتقديراً للمساهمات المتميزة للأفراد والمجموعات والمؤسسات والمنظمات في مجال حماية البيئة وبما يتوافق مع سياسة اليونسكو وبرامجها في هذا المجال.
ويقوم مكتب مجلس التنسيق الدولي لبرنامج (الإنسان والمحيط الحيوي) بإختيار الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المنظمات التي ستمنح الجائزة، ويتم هذا الإختيار دون الأخذ في الإعتبار بالجنسية أو الأصل العرقي أو الجنس أو اللغة أو المهنة أو العقيدة الدينية أو المعتقدات السياسية للفرد أو الأفراد المرشحين لنيل الجائزة.
والجائزة تمنح مرة واحدة فقط لأي فرد أو مجموعة أو مؤسسة أو منظمة ويتم الترشيح لها كل عامين وفق الإسهام البارز في إدارة أو حماية البيئة وبصفة خاصة في مجالات البحوث المتعلقة بالبيئة والموارد الطبيعية والتدريب والتعليم البيئي وتطوير التوعية البيئية وتعزيز أنشطتها وأيضاً إنشاء إدارة المناطق المحمية.
وتعبر الجائزة عن منظور السلطنة العالمي لأهمية مشاركة الأسرة البشرية من شعوب وحكومات في سبيل تحقيق أمن وسلامة البيئة على كوكب الأرض كما تعتبر تثميناً وإعترافاً بالجهود والإسهامات البارزة التي يقوم بها الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المنظمات في حماية البيئة وبخاصة أن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي وهو أحد برامج منظمة اليونسكو يتولى الترشيح لنيل هذه الجائزة بحكم انه برنامج علمي حكومي دولي يتولىلى التنسيق مع جهات الإختصاص المسؤولة عن البيئة بالدولة في كافة القضايا والموضوعات المتصلة بها.
وقد منحت (جائزة السلطان قابوس لصون البيئة) لأول مرة في عام 1991م لمركز الدراسات والبحوث المكسيكية وفي عام 1993م فاز بها العالم التشيكي جان جينيك، وفي عام 1995م فازت بها السلطات البيئية الملاوية أما في عام 1997م فتقاسمها مناصفة كل من قسم العلوم البيئية لكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية وإحدى الجمعيات الأهلية المعنية بحماية الغابات في سريلانكا، وفي عام 1999م منحت الجائزة الى مؤسسة داروين لمحمية جالا باجوس في الأكوادور وهي من المحميات المدرجة على قائمة اليونسكو ومن ثم الى جمهورية تشاد عام 2001م والى العالم النرويجي البروفيسور بيتر جوهان شي ومركز علم البيئة في فنزويلا عام 2003م ، اما في 2005م اعلن مكتب المجلس الدولي لتنسيق برنامج الانسان والمحيط الحيوي منح جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة لهذا العام مناصفة بين محمية الثروات البحرية المرجانية في استراليا والبروفيسور المكسيكي ارنستو سي انكرلن هوفليش رئيس اللجنة الوطنية للمحميات الطبيعية في المكسيك ، وايضا في 2007م منحت الجائزة مناصفة بين البروفسور جوليوس اوزلاني مدير معهد ايكولوجيا المناظر الطبيعية في الأكاديمية السلوفاكية للعلوم بسلوفاكيا، ومعهد حماية التنوع البيولوجي في أديس أبابا بأثيوبيا.أعلن ذلك مكتب المجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو.
ونظراً لجهود السلطنة في مجال حماية البيئة والتقدير الدولي الواسع لتلك الجهود تم اختيار السلطنة من بين الدول العشر الأكثر اهتماما وعناية بالبيئة على المستوى الدولي.