تاريخ سلطنة عمان5
ذكرنا سابقا أن الإمام الخليلي توفي عام( 1954 ) حيث تم انتخاب القاضي غالب بن علي الهنائي إمام ولكن بعض القبائل تشكك في البيعة وتعلن ولائها للسلطان وتبدأ عملية انقسام حاد في صفوف الأماميين ليواجه الإمام مشكلة التنقيب عن النفط في مناطق نفوذه فيعتبر ذلك اعتداء على سلطته ولكن السلطان سعيد يكشف عن رغبته في إرجاع وحدة عمان وإنهاء دولة الإمامة في نزوى ومد سياسته على كامل الأراضي العمانية ومواجهة الإطماع السعودية في واحة البريمي ما يجعل السعودية تعلن دعمها للإمامة في مواجهة السلطان بينما يطلب السلطان من اجل ذلك المساعدة البريطانية، وهكذا دخلت السعودية وبريطانيا الحرب.
في عام 1954 قوات السلطان بمساعدة بريطانيا تدخل مدينة عبري فيتوجه جيش السلطان لنزوى عاصمة الإمامة ويطلب من القوات الجوية البريطانية قصف نزوى فتسقط بيد السلطان ويفر الإمام غلب وبعض مؤيديه إلى الجبل الأخضر وفي نفس السنة تدخل قوات السلطان الرستاق ويزور السلطان نزوى لأول مرة.
وفي عام 1957 حدث قتال شديد في موقعة الجبل الأخضر بين الإمام غالب وسليمان بن حمير النبهاني في الجبل ومعهم إبراهيم بن عيسى الحارثي من الشرقية وتقوم قواتهم بالإغارة على ألباطنه طمعا في استرداد نزوى التي تمكنت من استعادتها وتستعيد اغلب المدن ولكن بريطانيا تدخل بقوات بريه وجوية تلبية لطلب السلطان ويقصف الطيران البريطاني بالصواريخ معاقل الإمام وتستعيد المدرعات البريطانية مدينة نزوى وعدد من المدن الأخرى وفي عام 1961 انتهى الصراع المسلح بين الأماميين والسلطان.
لقد أدى ظهور ثورة الجبل الأخضر (1955-1964) وبعدها الجبهة الشعبية وثورة ظفار 1965 والجبهة الديمقراطية بعمان إلى ضعف إدارة البلاد سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، أضف إلى ذلك الخسائر الميدانية في الأرض ظفار وعزلة عمان السياسية وقانون الممنوعات وسجن السلطان الكثير من شيوخ القبائل الأمر الذي افقده التأييد القبلي والتأزم الاقتصادي وظهور معارضين لحكمه حتى من أبناء الأسرة المالكة مثل أخيه طارق وفيصل بن على بن فيصل الذي تبنى الاتجاه القومي.
كل ذلك كان ينذر بكارثة حقيقيه إن لم يحث التغير وكان على السلطان قابوس أن يفاضل بين حق الوالد وحق الوطن فكان الوطن وكان قابوس.
وكان النور والفجر عام 1970 بعد أن اجتمعت المعارضة داخل الأسرة المالكة حول ابنه قابوس بن سعيد ورتبت الانقلاب الأبيض بطريقة دقيقة تقوم على تعاون الظفارين الموالين لقابوس بزعامة والى ظفار وضباط السلطان سعيد وقد أدي الهجوم الذي شنته الجبهة الوطنية الديمقراطية في ازكي إلى تعجيل الخطة خوفا على البلاد بعد ظهور مؤشرات تمزق حقيقية وتم اقتحام قصر السلطان سعيد في 23 يوليو 1970 من قبل والى ظفار ولكن السلطان الذي لم يرى أحدا من حراسة اخذ يقاوم وتبادل إطلاق النار مع المقتحمين للقصر مما أدي إلى إصابته بطلق ناري خفيف وغضب السلطان قابوس عندما علم بإصابة والدة ولكنه هدأ بعدما علم ان إصابته غير قاتلة وفي نفس اليوم تنازل السلطان سعيد عن الحكم لابنه قابوس بعد مطالبات شعبية عارمة و أفراد الأسرة المالكة والو لاه وبريطانيا وبعد اقتحام قصره لتبدأ شمس النهضة بالشروق من جديد على عمان التي امتلأت ظلام ووساوس.
وكان الانجاز وكان الفجر بتباشير عام 1970 حيث يتولى السلطان قابوس الحكم ويعلن غضبه لأصابت والدة بطلق ناري ولكنة يهدأ حين يعلم أن الطلقة غير قاتلة وغير مقصودة حيث يتم نقل والدة بإحدى طائرات الجو الملكي البريطاني من صلالة إلى البحرين ثم إلى احدي مستشفيات لندن الخاصة حتى شفي ثم أقام في فندق "دورشستر" إلى حين وفاته عام 1972.....