تاريخ سلطنة عمان4
بعد وفاة السلطان تركي تولى ابنة فيصل الحكم الذي أعلن عن رغبتيه في تبني سياسة وطنية واضحة معلنا عن امتعاض من التدخلات البريطانية في شؤون عمان وانه يجب على بريطانيا احترام سيادة عمان ولكن بريطانيا تبدي غضبها من توجهاتها ويحس فيصل بالخطر فيكون جيشا بقيادة أخيه فهد ويعقد صلحا مع الشيخ صالح بن علي الحارثي في محاولة من السلطان لضمان استقلال البلاد استقلالا حقيقيا بعيد عن أي نفوذ أجنبي
لكن بريطانيا تكبح توجهات السلطان وتهدده بقطع المعاونة التي تقدمها نيابة عن زنجبار وتهده بقطع الأرز إذا لم يوقع على الاتفاقية التجارية مع الكولونيل"روس" والتي تنص على عدم منح أي امتيازات لأي دولة عدا بريطانيا
في الأراضي العمانية
ورغم البرنامج الوطني الذي أعلنه فيصل ومواجهتيه الخارجية مع بريطانيا كان علية مواجهة احد اخطر التحديات ضد حكمه فقد قامت مجموعة من القبائل المناصرة لنظام الإمامة بقيادة الشيخ صالح الحارثي بعصيان استنفر كل عمان اثر نقض الشيخ الحارثي للصلح مع السلطان وفسخ بيعتيه له وبدا العصيان حين دخل الحارثي وادي دماء والطائيين(1321ه-1894م)
كان السلطان المحبط أسس عام (1325ه-1907م)كتيبة مسقط وعدد أفرادها 100 فرد ،لكن ماذا تعنى هذه الكتيبة والبلاد تسير نحو تدهور خطير في كل مناحي الحياة
وفي تلك الإثناء وبعد أن وصلت عمان إلي تلك الظروف المأساوية اخذ نور الدين العالم الكفيف البصر اخذ يحضر لمشروع إنقاذ يواجه الغطرسة الانجليزية فاخذ يعرض مشروعة بكل قناعة وعزيمة مرددا شعاره "لا تبلغ الحرية دون الدم والدموع والخوف هو لعنة الحياة والشك بالنصر هو الهزيمة " فيطوف على القبائل في الشرقية والداخلية ومعه سالم بن راشد الخروصي و عبد الله بن راشد الهاشمي وحمود المعولي ويتفق مع القبائل على عقد اجتماع في تنوف لتنصيب إمام جديد
تمت البيعة لسالم بن راشد الخروصي إماما لعمان وكان من شروط البيعة :
إسقاط نظام السلطنة في مسقط وإنهاء النفوذ البريطاني وتوحيد البلاد وتطبيق الشريعة والقانون
وفي خضم تلك الإحداث تعلن وفاة السلطان فيصل (1331ه-1913م)الذي دام حكمه 25 سنه ، مات وهو في ذروة الإحباطات الداخلية والخارجية وقد تولى هو على نقيض ذلك ويتولى ابنه الأكبر تيمور مقاليد الحكم وعمره17 سنه ولم يبقى له من عمان عدا مسقط والمدن الساحلية ورغم ذلك حزن الجميع على فيصل الذي كان رغم كل شي كما قال عنه السالمي"رجل جليل حليم شجاع"وقال عنه البريطانيون"رجل لم يفتقر إلى الشجاعة الشخصية وكان إنسانا ودود"وصل السلطان الشاب ذي 17 ربيعا إلى حكم تيمور على غراء والده في وقت كانت البلاد تغرق فيه من جديد في أزمة داخلية كبيرة حيث لم يبقى له عدا مسقط والمدن الساحلية
وكان عليه أن يواجه ثورة هي الأطول في التاريخ العربي الحديث تدوم سبع سنوات وكان وضع السلطنة الاقتصادي وبشكل خطير وكانت الدولة مثقلة بالديون والأزمات والحصار على مسقط والخزينة فارغة والجنود بلا رواتب مما جعلهم يلتحقون بقوات الإمام الخروصي التي تحاصر مسقط
والسلطان يحاول مفاوضة الأماميين مما زاد الطين بله نشوب الحرب العالمية الأولى
السلطان تيمور يعلن عن رغبته في التنحي عن الحكم والتنازل عنه لولده سعيد وبريطانيا تنبهه إلى خطورة ترك أمور الحكم في يد طفل صغير مع خطورة الوضع الداخلي وأن مصالح البلاد تقتضي بقائه حاكما
ولكن تطور جديد يفرض نفسه على الساحة ففي عام(1338هـ 1919م) يخرج الإمام سالم بن راشد الخروصي لبني وهيبة وينام بين أصحابة في الوادي فيغتاله بدوي هارب من عدالته فيهرب البدوي فيطلب الأماميون ملاحقته دون نتيجة، واتخاذ الإمام محمد بن عبد الله الخليلي بعد تزكيته من الشيخ المالكي والشيخ ماجد بن خميس العبري والشيخ أبو زيد الريامي والشيخ عيسى الحارثي والشيخ محمد بن سالم الرقيشي والشيخ ابراهيم بن سعيد العبري
الشيخ عيسى الحارثي والشيخ حمير النبهاني يعلنان تأيد الشيخ الجديد
السلطان تيمور أبدى انزعاجه الشديد من التدخل البريطاني واستيائه من الممارسات البريطانية في شؤون عمان ومحاولاتهم تقسيم البلاد وفرض التجويع على شعبة مما أدى إلى تفريغ العاصمة من سكانها ونتيجة ذلك أعلن عام(1339هـ ـ 1920م)عن رغبته التنحي عن منصبه لصالح ولده سعيد الذي كان صغيرا جدا وذلك بعد وصوله الهند انتبهت بريطانيا إلى خطورة الوضع الداخلي وان مصالح البلاد تقتضي بقائه حاكما وعبثا تحاول بريطانيا بالتراجع عن قرار التنازل وتهددهم بخفض المعونة للنصف ولكنة يرفض العودة إلى عمان ولكن بريطانيا التي تحتل الهند تمنعه من شراء أي بيت فيها ومع إصرارها الشديد تطلب منه تشكيل مجلس الوزراء يتمتع بصلابة إدارية فيوافق ويشكل أول مجلس وزراء برئاسة أخوه نادر بن فيصل وعضوية محمد بن أحمد البوسعيدي والي مطرح والشيخ راشد بن عزيز الخصيبي والحاج زبير بن علي ولمحاولة الضغط على السلطان قررت الحكومة البريطانية تخفيض المعونة من 5000الـ 2000 روبية .