فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


من أمهات المؤمنين ( خديجة ) رضي الله عنها

خديجة بنت خويلد

رضي الله عنها
............

سيدة النساء الصالحات القانتات
زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولى ، وأول من آمن به وصدقه ، واتبعه ،

إنها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ،
وأمها فاطمة بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي ،

ولدت بمكة ، ونشأت في بيت شرف ويسار ،
كانت تدعى قبل الإسلام بالطاهرة العفيفة ،
مات أبوها يوم الفِجار .

تزوجت مرتين قبل رسول الله ، فتزوجت أبا هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، ثم عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، ولها منهما ثلاثة من الولد ، هند بنت عتيق ، وهند وهالة ابنا أبي هالة .

كانت ذات مال كثير وتجارة ، تستأجر الرجال وتدفع إليهم ما آتاها الله من مال ليتاجروا لها فيه .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً من الذين تعاملوا معها، فسافر في تجارة لها إلى الشام ومعه غلامها ميسرة ، ,
وسمعت عن أمانته وخلقه وبركته الكثير ، وتضاعف ربح تجارتها ، مما دفعها لطلب الزواج منه ، فخطبها حمزة بن عبد المطلب لابن أخيه .
من عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بخمس عشرة سنة ، وكان عمره حينئذٍ 25 سنة ، وكان عمرها 40سنة ، وقيل بل كان عمره 28 سنة

، فولدت له : القاسم و عبد الله و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة ،

وكان بين كل ولدين سنة ، وكانت قابلتها سلمى ، والقابلة هي التي تقوم بتوليد المرأة وخدمتها عند الولادة .


وهي- رضي الله عنها- ممن كمُل من النساء . فكانت عاقلة جليلة ديَّنة مصونة كريمة ، من أهل الجنة ،
قال – صلى الله عليه وسلم –( كمل من الرجال كثير , ولم يكمل من النساء إلا أربع , مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم , وخديجة زوج محمد وفاطمة بنت محمد )
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني عليها ،
ويُفضلها على سائر أمهات المؤمنين ويُبالغ في تعظيمها ، حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت
تقول : ( ما غِرت من امرأة ما غِرت من خديجة ، من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها . )
وهذا بعد وفاة خديجة – رضي الله عنها بكثير

قال فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( والله ما أبدلني الله خيرا منها , آمنت بي حين كفر الناس , وصدقتني حين كذبني الناس , وواستني بنفسها ومالها , ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء )

ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوج عليها قط ولا تسرَّى عليها بجارية , فلم يجمع معها ضرة لها إلى أن قضت نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، فإنها كانت نعم القَرين والأنيس ، وكانت له نعم المعين والنصير.
، ورزقه الله منها عدة أولاد ،

أما مواقفها فعظيمة مشهودة تدل على رجاحة عقلها ، وقوة شخصيتها ، فها هي تقف إلى جانب زوجها عندما جاء إلى البيت خائفاً مرتجفا يتصبب عرقا –
ويدخل عليها قائلا ( زملوني زملوني )
إذ كان الوحي قد نزل عليه لأول مرة في غار حراء –
فلما هدأ روعه وذهب خوفه وحكى لها ما كان من أمره بالغار وهو يقول : ( لقد خَشِيتُ على نفسي، فقالت له : كلا ، والله لا يخزيك الله أبداً )
متفق عليه

، وذكرت له خصاله الحميدة ، ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل .
وكان قد تنصر يومها أي دخل في دين النصرانية وهو شيخ كبير يقرأ الكتاب العبراني
فقالت : اسمع من ابن أخيك
قال ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟
فقص له النبي صلى الله عليه وسلم ما كان من شأنه بالغار
فلما سمع ورقة قال ( قدوس قدوس , هذا هو الناموس الأكبر الذي نزل على موسى بن عمران )
ثم قال : ليتني كنت معك يا محمد إذ يخرجك قومك !
فقال صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟؟!!
قال : نعم , لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي , وإن أدرك يومك أنصرك نصرا مؤزرا

وكانت رضي الله عنها أول من آمن برسول الله وصدقه وآزره في دعوته ، فكان لها فضل السبق في ذلك على الرجال والنساء ،
مما خفف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وفي "الصحيحين" ، عن عائشة ، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ) .
القصب : هو اللؤلؤ

وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم فضلها بأنها خير نساء الأرض في عصرها ، حيث قال : ( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد )
متفق عليه .


قال النووي رحمه الله : كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها ، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه .

وفي مسند الإمام أحمد ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران )
صححه الألباني والأرنؤوط .


توفيت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل معراج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي بنت خمس وستين سنة ، ودفنت بالحجُون .

ويستفاد من سيرة خديجة رضي الله عنها أمور نجملها في النقاط التالية :

1-رغبة خديجة في الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على ما كان يتمتع به صلى الله عليه وسلم من خلق عظيم ، وصلاح كبير ، وأمانة فائقة .

2- أنه لا غضاضة في أن تبدي المرأة رغبتها في الزواج من صاحب الدين والخلق .

3- لم يكن هدف رسول الله من الزواج المتعة الجسدية ومكملاتها ، وإلا لحرص على البكر ، ومن كانت أصغر منه ، أو على الأقل من كانت في سنّه.
وهذا يرد على أعداء الإسلام الذين يسيئون لرسول الله صلى الله عليه وسلم

4-أن الله عز وجل يرزق الرجل الصالح الطيب المرأة الصالحة الطيبة ، كما قال سبحانه : ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) (النور:26).

5-إنّ الإسلام يجيز للمرأة التملك ، واستثمار الأموال والمضاربة بها وفق الضوابط الشرعية . فيعطيها كل الحقوق المالية مثل الرجل تماما

وهكذا كانت أم المؤمنين الأولى ، مؤمنة ، صالحة ، مجاهدة ، تحملت الأعباء والمحن ، ورحلت عن الدنيا

بعدما تركت دروساً وعبراً لا تنسى على مرور الأيام والشهور ، والأعوام والدهور ،
فرضي الله عنها وأرضاها
وعن سائر أزواج النبي وآله وصحبه

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة