أزعجتنا هذه العجوز
يقول صاحب القصه
كنا في احد المجالس فإذا بالجوال يرن على أحد الحاضرين
رد على الجوال بوجه مكتئب
ايه ايه ايه
موب الحين
قلتك خلاص موب الحين
بعدين
هكذا توالت الكلمات قلنا لعله يخاطب إحدى قريباته
ثم أغلق الجوال وقال :
أزعجتنا ها العجوز
يقصد أمه
ما أقبحه لم يتلطف مع أمه في الكلام ولا في الوصف
سكت وسكت الحاضرون ثم سمعنا صوت بكاء خفي فإذا أحد الزملاء تدمع عينه
نظرنا إليه بدهشة ... فلما علم أننا حولنا النظر إليه قال :
ليتني رأيت أمي ... وليتها حية لتزعجني
كي أقول لها :
سمي ... اللي يرضيك
صاحبنا الأول صار في حرج وحاول الدفاع عن نفسه .. فتكلم المجلس كله دفعة واحدة وقالوا :
لا تتكلم ولا بكلمة ما لك أي عذر .. اذهب لأمك وقبل رأسها واسترضها
صديقنا الذي بكى توفيت أمه وهو صغير بعد ولادته فورا .. يعيش حياته كئيبا لأنه يظن أنه سبب وفاة أمه
نشأ وهو صغير يسمع من الأطفال ..
أمي قالت .. أمي تقول .. بروح لأمي
ولكنه لا يستطيع أن يقول هذه الكلمات
بركان داخله يتفجر فينزوي في إحدى زوايا البيت ليبكي بكاء مرا
كبر وكبرت معه همومه .. يسمع زملاءه العقلاء هم يقولون ردا على أمهاتهم ..
! آمر ي آمر .... الله يحييك على طاعته
عندها يتنفس صاحبنا الصعداء
ويكاد ينفجر من البكاء
أختي .. أخي ..قارئي هذه السطور
فأنت أسعد الناس
وإن كانت أمك ميتة :
فارفع الآن يديك إلى السماء وقل :
اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى
اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا
اسأل الله عزوجل ان يعينني وإياكم على بر والدينا وأن يرحمهما كما ربونا صغارا''