زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -
زوجات الرسول
عليه الصلاة والسلام
..................
بسم الله الرحمن الرحيم
( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا (32) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (33) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا (34 ) الأحزاب.
صدق الله العظيم
..............
1. خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها-:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب. هي أول من آمن بالله ورسوله، وكانت تدعى في الجاهلية: "الطَّاهرة"، وكانت قبلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عند أبي هالة هند بن النبّاش، فولدت له هند بن أبي هالة خال الحسن والحسين، وصَّاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم خلف عليها بعد" أبي هالة" عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، فولدت له جارية يقال لها هند، وهي خالة الحسن والحسين، وربيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة بمكة، وهو ابنُ خمس وعشرين سنة، وبقيت معه إلى أن أكرمه الله برسالته فآمنتْ به ونصرته فكانت له وزير صدق، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين في الأصح، وبين موتها وموت أبي طالب ثلاثة أيام، ودفنت بالحجون، ولها خمس وستون سنة. من خصائصها - رضي الله عنها-:
أن النبي –صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج عليها غيرها. ومنها: أن أولاده كلَّهم منها إلا إبراهيم - رضي الله عنه - فإنه من سُرِّيّته مارية القبطية . ومنها: أنها خير نساء الأمة مع اختلاف في تفضيلها على عائشة - رضي الله عنها- على ثلاثة أقوال. وللمزيد يرجى مراجعة كتاب جلاء الأفهام.
قال فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( والله ما أبدلني الله خيرا منها , آمنت بي حين كفر الناس , وصدقتني حين كذبني الناس , وواستني بنفسها ومالها , و رزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء )
وقال أيضا : ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع : مريم بنت عمران , وآسية بنت مزاحم , وخديجة زوج محمد , وفاطمة بنت محمد )
ومنها: أن الله سبحانه بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك,وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب). قلت : القصب : لؤلؤة مجوفة واسعة ,والصخب : الضجة والغلبة , والنصب : التعب . ومنها: أنها لم تسؤهُ قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عَتبُّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة. ومنها: أنها أوّل امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة. وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم).
2- سَوْدةُ بنت زمْعَة -رضي الله عنها -:
وهي سودة بنت زمعة بن قيس، بن عبد شمس، بن عبد وُدّ، بن نصر، بن مالك بن حِسْل، بن عامر بن لؤي. تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد موت خديجة قبل العقد على عائشة، وكانت قبل ذلك عند السَّكران بن عمرو العامريّ. أسنت عند رسول الله عليه الصلاة والسلام أي كبر سنها ، وهي التي هَّم رسول الله بطلاقها، فقالت: لا تطلقني، فأنت في حِل من قسمي فإنما أحِبُّ أن أُحشر في أزواجك، فإني وهبت يومي لعائشة - رضي الله عنها -. فأمسكها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى تُوفي. وهذا من خواصها - رضي الله عنها - أنها آثرت بيومها حِبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تقرباً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحُباً له، وإيثاراً لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها3وهي راضية بذلك مؤثرة لرضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها -. وتوفيت في خلافة عمر – - رضي الله عنه-
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ما من امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة , لما كبرت سنها قالت وهبت ليلتي لعائشة )
3. عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها -:
وهي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان التيمَّي السَّعْديِّ القرشي, وكانت تُكنَّى بأمَّ عبد الله. وأمُّها أمُّ رُومان بنت عامر الكنانية، تَيمَّية، قرشّية. تزوجها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بثلاث سنين، وهي بنتُ ست سنين وبنى بها، وهي بنت تسع سنين بالمدينة أول مقدمه في السنة الأولى، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، وتوفيت بالمدينة سنة ثمان وخمسين، وأمرتْ أن تُدفن ليلاً، فدفنت بالبقيع، وأوصت أن يُصلِّي عليها أبو هريرة فصلى عليها - رضي الله عنها وعنه- .
ومن خصائصها: - أنها كانت أحبَّ أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سُئل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها). و أنه لم يتزوج امرأة بكراً غيرها.
وأنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها من النساء .
قال – صلى الله عليه وسلم – ( لا تؤذوني في عائشة فوالله ما نزل الوحي في لحاف واحدة منكن غيرها )
وأن الله -عز وجل- لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: (ولا عليك أن لا تَعْجلي حتى تسْتأمري أبَوْيك). فقالت: أفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد الله ورسوله والدَّار الآخرة. فاستنّ بها بقية أزواجه - صلى الله عليه وسلم- وقلن كما قالت.وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .البخاري –الفتح , المجلد الثامن , رقم 4785, كتاب التفسير , باب قوله "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن ..." الآية. –
و أن الله سبحانه برّأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في طهرها وبراءتها وحياً يُتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة. –
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُوفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحْرها (أي : الصدر)، ونحرها، ودُفن في بيتها. –
أن المَلَك أرى صورتها للنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (إن يكنْ هذا من عند الله يُمضه).
و أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تقرباً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فيُتحفونه بما يُحبُّ في منزل أحبّ نسائه إليه - رضي الله عنهم أجمعين- .
لعلمهم أنها أحب أزواجه إليه
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنها-:
هي حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العَدَوي القرشي، كانت قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند خُنيس بن حُذافة، السهمي القرشي، وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وممن شهد بدراً، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، وتُوفيت في سنة خمس وأربعين، وفي ذلك خلاف .
طلَّقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبلغ عمر ذلك فحثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر ولا ابنته. فنزل جبريل عليه السلام من الغد فقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً لعمر.
أو قال ( يا رسول الله راجعها فإنها صوامة قوامة )
وأوصى إليها أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - وأوصت هي إلى أخيها عبد الله بما أوصى به عمر، وبصدقة تصدَّقت بها. وأمها زينب بنت مظعون الجمحي القرشي .
ومن خصائصها : ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه و أهل السير وغيرهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلقها، فأتاه جبريل فقال: (إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة).
5- زينب بنت خزيمة - رضي الله عنها-.
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة العامرية القيسية,فهي هلالية قيسية . كانت قبل رسول الله تحت عبد الله بن جحش، قُتل عنها يوم أحد، وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان سنة ثلاث من الهجرة. وكانت تُسمى " أم المساكين "، لكثرة إطعامها المساكين، ولرحمتها بهم وشفقتها عليهم ولم تلبث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا يسيراً شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته -عليه الصلاة والسلام- في آخر ربيع الآخر.
6 -أمُّ سلمة بنت أبي أمية - رضي الله عنها- :
هي أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة كعب بن لُؤي بن غالب بن فهر القرشي. كانت قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة فرُزقت منه: عُمر ,ودُرَّة ,وسلمة، وزينب، ربائب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، وقيل: إنها أوّل من هاجر إلى المدينة من الظعائن، فتزوّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليالٍ بقين من شوال سنة أربع، وماتت سنة اثنين وستين في عهد إمارة يزيد بن معاوية وهي آخر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- موتاً، وقيل بل ميمونة. من خصائصها: أن جبريل عليه السلام دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي عنده، فرأته في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وكان من أجمل الصحابة
ففي (صحيح مسلم): عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبرائيل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده أم سلمة، قال: فجعل يتحدث، ثم قام، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- لأمِّ سلمة: (من هذا؟). أو كما قال – قالت: هذا دحية الكلبي. قالت: أيمُ الله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعتُ خطبة نبي الله عليه السلام يخبر بخبر جبرائيل أو كما قال. قال سليمان التيمي: فقلت لأبي عثمان، ممن سمعت هذا الحديث؟ قال: من أسامة بن زيد). وزوَّجها ابنُها عمرُ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..
7 -زينب بنت جَحْش - رضي الله عنها-:
هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان أسد ابن خزيمة، وكان اسمها برَّة فسماها زينب. أمها: أمية بنت عبد المطلب عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنة خمسة من الهجرة، وقيل: ثلاث. وكانت قبله تحت زيد بن حارثة، فطلَّقها , فزوجها الله رسوله من فوق سبع سماوات وأنزل عليه: (فلمّا قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها)الأحزاب : 37. وكانت - رضي الله عنه - تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقول: زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات.
هذا ومن خصائصها: أنها كانت من أول نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وفاة بعده، ولحُوقاً به، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. وقال -صلى الله عليه وسلم- لنسائه: (أسرعكنّ لحاقاً بي أطولكن يداً)
فكنَّ يتطاولن أيتهن أطولُ يداً.
قالت عائشة - رضي الله عنه -:" فكانت زينب أطولنا يداً. لأنها كانت تعمل بيديها ونتصدق". تُوفيت سنة عشرين، وهي أوَّل من غطَّي نعشها بعد وفاة فاطمة - رضي الله عنه -.
8. جُويرية بنت الحارث - رضي الله عنها- :
جُويرية بنت الحارث، كان اسمها برّة فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جُويرية كما سمى ميمونة.
وهي جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مَالك بن جُذَيْمة – وهو المصطلق- بن سعد ابن كعب بن عمرو، هو خُزاعة بن ربيعة بن حارثة بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن عسَّاف بن الأزد. من بني المصطلق، سباها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوم المريسيع، فصارتْ لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، أو لابن عمِّ له، وكاتباها، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسأله في مكاتبتها، فقال: (أو خير من ذلك , أشتريك وأعتقك وأتزوَّجك؟)
قالت: نعم، فتزوجها، فأطلق الناسُ ما بأيديهم من السَّبي وقالوا: قد صاهر إليهم النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وكانت جُويرية أعظم امرأة بركة على قومها. وكان زواجه منها سنة خمس بعد الهجرة، وتُوفيت سنة ستِّ وخمسين - رضي الله عنها-.
وهي التي أعتق المسلمون بسببها مائة أهل بيت من الرقيق ، وقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك من بركتها على قومها-رضي الله عنها -.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما من امرأة أكثر بركة على قومها من جويرية بنت الحارث , أعتق بزواجها من رسول الله أهل مائة بيت من بني المصطلق )
9-أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها-:
هي أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان وهو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهي ابنة أبي سفيان و أخت معاوية رضي الله تعالى عنهما، هاجرت مع زوجها عبُيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة. فولدتْ له حبيبة بأرض الحبشة، وكان عُبيد الله بن جحش هاجَر مسلماً، ثم تنصَّر هنالك وهلك على نصرانيته، وبقيت أمُّ حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، فخطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى النجاشي، وهي بأرض الحبشة، فأصدقها النجاشيُّ عن رسول الله أربعمائة دينار وولي تزويجها عثمان بن عفان بن أبي العاص - رضي الله عنه -، وهي ابنة عمته، و أولم عليها عثمان لحماً و ثريداً، وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شُرحبيل بن حسنة فجاءه بها, وقيل عمرو بن أمية الضمري. وقال أبو عبيدة: كان تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها في سنة ست من الهجرة من التاريخ، وأنها تُوفيت سنة أربعين - رضي الله عنها- وعن كل أزواجه الطيبات الطَّاهرات إلى يوم الدين.
وهي التي أكرمت فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجلسَ عليه أبوها (أبو سفيان) لمّا قدمَ المدينة قبل إسلامه، وقالت له : إنك مشركُ. ومنعته من الجلوس عليه.
فبعد نقض قريش لصلح الحديبية وإحساسهم بالخطر من زحف المسلمين على مكة بعد أن قويت شوكة الإسلام , قدم أبو سفيان المدينة ليكلم رسول الله أن يجدد العهد معهم , فكلم الصديق ثم عمر ثم علي فقال له كل منهم ( لا يجير أحد على رسول الله )
ثم ذهب إلى فاطمة بنت رسول الله فقالت له مثل ذلك , ثم جاء فدخل على ابنته أم حبيبة – رضي الله عنها – فلما رأته طوت الفراش ورفعته عنه , فقال ( يا بنيتي ما أدري أرغبت بي عن الفراش ؟ أم رغبت بالفراش عني ؟ )
فقالت : ( إنه فراش رسول الله وأنت امرؤ مشرك , وما أحب أن تجلس عليه )
10- صَفيَّةُ بنت حيي - رضي الله عنها-:
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلب بن عبُيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب ابن النحَّام بن ينحوم من بني إسرائيل، من سبط هارون أخي موسى صلى الله عليه وسلم ابنا عمران،وأمُّها برَّة بنت شموأل. وكانت عند سلام بن مشكم الشاعر اليهودي، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق الشاعر اليهودي، فقُتل يومَ خيبر، وكانت مما أفاء الله على رسوله، فحجبها بعد أن اصطفاها، ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها. وأولم عليها بتمر وسويق، وقسَم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين، وذلك في سنة سبع من الهجرة. قال أنس: أمهرها نفسها. وصار ذلك سنة للأمة إلى يوم القيامة، يجوز للرجل أن يجعل عتق جاريته صداقها، وتصيرُ زوجته على منصوص الإمام أحمد. قال الترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور، وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن ثابت عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: صفية بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ( ما يبكيك؟) قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنك لابنة نبيٍّ، وإن عمّك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخرُ عليك؟)
ثم قال: (اتَّق الله يا حفصة) قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وهذا من خصائصها - رضي الله عنها-. وكانت صفية حليمة عاقلة، وتُوفيت في رمضان في زمن خلافة معاوية - رضي الله عنه - سنة خمسين، - رضي الله عنها-، وهي مرجاة ( أي من نساء رسول الله –صلى الله عليه وسلم- اللائي أرجاهن)
قال – تعالى – ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء )
11- ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها-:
اسمها: ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن منصور بن نزار بن معدِّ بن عدنان. كانت قبل رسول الله تحت أبي رُهمْ بن عبد العُزَّى العامري القرشي، وكان اسمها برَّة، فسماها رسول الله ميمونة. تزوجها رسول الله بسرف سنة سبع بعد الهجرة وبنى بها بسرف، وماتت بسرف سنة إحدى وخمسين، وسرف : مكان على بعد سبعة أميال من مكة. وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين، وهي خالة عبد الله بن عباس - رضي الله عنهم-، فإن أمه أم الفضل بنت الحارث, وهي خالة خالد بن الوليد أيضاً. وهي التي اختُلف في نكاح النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لها ؟ هل نكحها حَلالاً أومُحرمِاً ؟ (أي وهو محرم أم محل؟ ) فالصحيح أنه تزوجها حلالا أي محلا في غير إحرام
كما قال أبو رافع السفير في نكاحها، وللمزيد حول هذا الموضوع , انظر زاد المعاد (1/43 ) والفصول في سيرة الرسول (ص250). تُوفيت سنة إحدى وخمسين، وصلّى عليها عبد الله بن عباس، - رضي الله عنهم-، وعن أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجمعين.
12- سريته مارية :
وهي مارية بنت شمعون القبطية المصرية ,
أرسلها المقوقس حاكم مصر مع أختها سيرين هدية للنبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب بن أبي بلتعة الذي حمل رسالة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المقوقس
وقد استبقى رسول الله مارية ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت الأنصاري
ولدت لرسول الله ولده إبراهيم الذي ما لبث أن مرض ومات صغيرا
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مارية فحمله ودمعت عيناه و قال ( إنا يا إبراهيم لا نغني عنك من الله شيئا , إن العين لتدمع , وإن القلب ليحزن , ولا نقول إلا ما يرضي ربنا , إنا لله وإنا إليه راجعون )
ثم نظر إلى مارية وقال لها : إن له لمرضعا في الجنة